مشهدك الحقيقي .. بين يديك
الأحد , 14 - أبريل - 2019
الرئيسية - المشهد اليمني - ترحيب وتوجس....ماذا بعد "اتفاق الرياض2"؟ [تقرير خاص]

ترحيب وتوجس....ماذا بعد "اتفاق الرياض2"؟ [تقرير خاص]

من مراسم توقيع اتفاق الرياض
الساعة 09:30 صباحاً (المشهد الخليجي - خاص)

قدمت المملكة العربية السعودية التي تقود التحالف العربي في اليمن، اليوم الأربعاء، آلية لتسريع تنفيذ اتفاق الرياض بين الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً والمجلس الانتقالي الجنوبي.

وتشمل الآلية تخلي المجلس الانتقالي الجنوبي عن الإدارة الذاتية وتعيين محافظ ومدير أمن لمحافظة عدن وتكليف رئيس الوزراء ليتولى تشكيل حكومة كفاءات سياسية خلال 30 يوما، وخروج القوات العسكرية من عدن إلى خارج المحافظة وفصل قوات الطرفين في (أبين) وإعادتها إلى مواقعها السابقة.

كما تشمل الآلية إصدار قرار تشكيل أعضاء الحكومة مناصفة بين الشمال والجنوب بمن فيهم الوزراء المرشحون من المجلس الانتقالي الجنوبي، فور إتمام ذلك، وأن يباشروا مهام عملهم في (عدن) والاستمرار في استكمال تنفيذ اتفاق الرياض في كافة نقاطه ومساراته.

وأصدر الرئيس عبدربه منصور هادي فور تسلمه الآلية من السعودية التي رعت اتفاق الرياض في 5 نوفمبر الماضي قراراً قضى بتكليف معين عبدالملك بتشكيل الحكومة الجديدة، وتعيين احمد حامد لملس محافظا لمحافظة عدن والعميد احمد محمد الحامدي مديرا عاما لشرطة المحافظة.

وسارع المجلس الانتقالي الجنوبي بإعلان تخليه عن "الادارة الذاتية" للمحافظات الجنوبية التي أعلنها في ابريل الماضي وذلك لتمكين تنفيذ اتفاق الرياض.

ورغم الترحيب الذي حظيت به آلية تسريع الاتفاق في الأوساط اليمنية إلا أن مراقبين توجسوا من نجاح ما أطلقوا عليه "اتفاق الرياض2" الذي رعته المملكة، معتبرين أن النوايا وتحقيقه على أرض الواقع هو المعيار الأساسي في خروجه إلى العلن ونجاحه.

وبحسب المراقبين فإن عامل "الثقة" حاسم لتسريع وتنفيذ اتفاق الرياض الذي مر على توقيعه أكثر من ثمانية أشهر دون ان يتم تنفيذه على أرض الواقع، وعلى العكس تصاعد التوتر إلى "قتال" عنيف بين قوات الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي.

وأشار المراقبون إلى أن المماطلة في تنفيذ الاتفاق خلال المرحلة السابقة يعيد الى الاذهان "المبادرة الخليجية" وآليتها التنفيذية التي منحت الرئيس الراحل علي عبدالله صالح خروجاً آمناً في مقابل انتقال سلمي للسلطة عبر "أدوات ديمقراطية"، لافتين إلى أن ما حدث بعد توقيع المبادرة وآليتها كان على العكس تماماً فدخلت اليمن في أتون حرب أهلية إثر "النوايا السيئة" التي بيتتها الأطراف التي وقعت عليها وظهور "طارئ جديد" على الساحة اليمنية المتمثل في ميليشيا الحوثي الانقلابية.

مشاركة لا مشاكسة
وفي هذا الصدد أكد سفير اليمن لدى اليونيسكو، محمد جميح في حسابه على "تويتر" أن "تنفيذ الاتفاق دون عراقيل مكسب للجميع".

وقال جميح: "من أهم عوامل نجاح الحكومة المفترض تشكيلها بموجب اتفاق الرياض أن تكون حكومة مشاركة لا مشاكسة".

وأضاف: "إذا نقل الشركاء صراعاتهم من الميدان إلى مجلس الوزراء الجديد فلن تنجح الحكومة، إذا نظر الشركاء للاتفاق على أساس أنه استراحة محارب، فسيعودون للصراع"، معتبراً أن "الشراكة الصادقة شراكة رابحة".

وأشار جميح إلى أن "من مكاسب تنفيذ اتفاق الرياض بالنسبة للانتقالي أن يكون شريكاً في الدولة وأن ينتقل من الإطار المحلي إلى الأفق الدولي، ومن مكاسب التنفيذ بالنسبة للحكومة أن تمارس صلاحياتها على أرضها، وتتخلص من المعارك الجانبية".

الاحتراب الداخلي
إلى ذلك قال وكيل محافظة البيضاء، حسن السوادي، إن "نجاح اتفاق الرياض وخروجه الى حيز التنفيذ هو نجاح للحكمة اليمنية ونابع عن الشعور بالمسؤولية والحس الوطني لدى كل المكونات السياسية لما من شانه السعي لإيجاد الحل السياسي الشامل وإخراج الوطن من محنته".

‏عضو الهيئة العليا لحزب "اتحاد الرشاد اليمني - رئيس الدائرة السياسية، طارق السلمي، من جانبه قال إن "الآلية المقترحة لتسريع تنفيذ اتفاق الرياض ثمرة طيبة لجهود الأشقاء في المملكة العربية السعودية وهو بحد ذاته انتصار للوطن وتأسيس لمرحلة جديدة تسودها الشراكة والثقة وتتوحد فيها الجهود لاستعادة الدولة، وتنتهي معها مرحلة الإحتراب الداخلي التي عرقلت جهود استكمال التحرير والتنمية".

لا شيء سيتحقق
من جانبه قال رئيس منظمة سام للحقوق والحريات توفيق الحميدي في تغريدة على حسابه في "تويتر": "علمتنا الأحداث في اليمن، وعلم السياسة، ان لا نثق بحدث سياسي حتى نرى ثماره على الارض ، البعض على الفيس والتويتر مثل زفة السوق ولا لماذا يصفق ولا لماذا يحزن".

إلى ذلك يقول الكاتب والباحث، عبدالغني الماوري: "ما الذي تغير حتى ينجح اتفاق الرياض 2"، مجيباً في الوقت نفسه: "لا شيء".

وأوضح الماوري أنه "على عكس الغرب الذي يرى ان الاتفاقات السياسية هي حلول للمشكلات التي يبحثون لها عن حلول، فإن اليمنيين يرون الاتفاقات السياسية جزء من مناورة واستراحة محارب".

وأضاف الماوري: "من أجل ذلك لطالما عبرت عن قناعة مفادها: لا يوجد اتفاق سياسي سينجح في اليمن".