ذكر مركز ابحاث اميركي أن الشرعية المعترف بها دولياً والمجلس الانتقالي الجنوبي ستحقق مكاسب سياسية من "اتفاق الرياض" الذي أُعيد إحياؤه بآلية تسريع تنفيذه المقترحة من قبل المملكة العربية السعودية في 29 يوليو الماضي.
وأوضح "معهد واشنطن" في تقرير بعنوان "إعادة إحياء "اتفاق الرياض": المكاسب السياسية لا تزال مقيّدة بمخاوف التنفيذ" أن الرئيس عبدربه منصور هادي هادي يستفيد منه لأن "المجلس الانتقالي الجنوبي" يدعم اتفاقاً يعترف صراحةً بوجهة نظره بأن حكومته هي الحكومة اليمنية الوحيدة التي تتمتع بالشرعية الدولية.
وأضاف التقرير: "وعلى الرغم من أنه يتعيّن على "المجلس" الابتعاد عن الإدارة الذاتية، إلا أنه يحق له [بموجب الاتفاق] تعيين شخص لمنصب محافظ عدن، وسينضم هذا الشخص إلى جانب هادي في المفاوضات النهائية مع الحوثيين بقيادة الأمم المتحدة. وربما هذا هو أفضل ما يأمل تحقيقه كلا الجانبين، حيث لم يتمكن أي منهما من هزيمة الجانب الآخر في ساحة المعركة في الجنوب".
وأكد التقرير أنه رغم ذلك من غير المرجح أن تتبدد الأهداف الانفصالية لـ "المجلس الانتقالي الجنوبي"، موضحا أن "المجلس" في أن قد يأمل يؤدي الانضمام إلى حكومة هادي إلى منحه شرعية كافية لمتابعة محاولته للانفصال في المستقبل.
وأشار التقرير إلى أن البيان الرسمي الصادر عن "المجلس" بشأن الاتفاق الذي أُعيد إحياؤه واعلن فيه تخليه عن "الادارة الذاتية" ألمح إلى أن "المجلس" لن يتراجع عن هدفه النهائي المتمثل في إقامة دولة.
وبحسب التقرير ترى قيادة "المجلس" - التي تحظى بتأييد شعبي في قطاعات من الجنوب ولكنها لا تحظى بقبول عالمي - أن الانفصال هو طموح طويل الأمد يمكن تحقيقه بشكل أفضل من خلال عملية سياسية وليس عبر إعلان أحادي الجانب.
ولفت التقرير إلى أنه "من هذا المنطلق (وربما لقمع أي استياء بين الانفصاليين المتشددين)، غرّد أحد مسؤولي "المجلس الانتقالي الجنوبي" على موقع "توتير" بعد الإعلان، أن إعادة إقامة دولة في الجنوب تتطلب "صبراً وضبط النفس".
وأكد التقرير أنه ماا تزال هناك خلافات عميقة أخرى أيضاً، موضحاً أن بيان "المجلس الانتقالي الجنوبي" في 29 يوليو لا يذكر حتى حكومة هادي، التي أكدت تصريحاتها الرسمية بشأن هذه المسألة بوضوح على "وحدة" اليمن.
واستدرك التقرير بالقول: "مع ذلك، قد تشكّل الآلية المعتمدة مكسباً رئيسياً فقط من خلال تحرير بعض جوانب "اتفاق الرياض" الذي تعثّر تنفيذه لفترة طويلة، مثل تشكيل حكومة مشتركة ومنع المزيد من الاشتباكات العسكرية بين قوات التحالف. كما قد تسمح الآلية لأعضاء التحالف بإعادة التركيز على خصمهم المشترك، ربما من خلال بذل المزيد من الجهود المتضافرة للرد على محاولات الحوثيين للاستيلاء على المزيد من الأراضي.
وأخيراً، ذكر التقرير أنه من شأن التنفيذ الناجح لـ"اتفاق الرياض" أن يمنح السعودية الفضل في تحقيق إنجاز دبلوماسي ضروري جداً، مما يسمح لقيادتها بالتركيز على محور المحادثات مع الحوثيين ودعم مفاوضات بقيادة الأمم المتحدة تهدف إلى إنهاء الحرب الدائرة في اليمن.