مشهدك الحقيقي .. بين يديك
الأحد , 14 - أبريل - 2019
الرئيسية - المشهد اليمني - ما هي السياسة الأميركية حيال اليمن بعد انتخاب جو بايدن؟

ما هي السياسة الأميركية حيال اليمن بعد انتخاب جو بايدن؟

جو بايدن
الساعة 10:39 صباحاً (المشهد الخليجي - وكالات)

كان الشرق الأوسط وجهة أول زيارة خارجية لدونالد ترامب بعد توليه منصبه رئيسا للولايات المتحدة، عندما زار المملكة العربية السعودية والتقى فيها مع ستة من قادة دول منطقة الخليج في مايو 2017، لكن مراقبين دوليين توقعوا أن تشهد السياسة الأميركية مع وصول المرشح الديمقراطي جو بايدن تحولا جذريا في منطقة الشرق الأوسط على مستويين، العلاقة مع طهران وملف حقوق الإنسان.

ووفق معهد المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية في تقرير أن "هذه منطقة يتوقع (...) أن تعيد إدارة بايدن تركيز السياسة الأمريكية فيها على قضايا مثل إيران وأن تدفع باتجاه احترام الحقوق في أنحاء المنطقة".

وأضاف أن "بايدن أوضح أنه ينوي العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق مع طهران) إذا عادت إيران أيضا إلى الامتثال الكامل، وأنه ينوي كذلك الانخراط دبلوماسيا مع طهران بشأن قضايا أخرى".

وكان بايدن قد نشر مقال رأي في سبتمبر 2020 قال فيه "نحتاج إلى تغيير المسار بشكل عاجل"، معتبرا أن سياسة ترامب انتهت بـ"فشل خطير"، ورأى أنها جعلت إيران "أقرب" لامتلاك سلاح نووي.

لكن الرئيس المنتخب أصر على أن العودة المحتملة للاتفاق النووي مشروطة بعودة طهران لكامل التزاماتها التي تخلت عنها بعد انسحاب ترامب منه، وأكد أنه سيكون "صارما" مع إيران.

وقال مصطفى الطوسة إن بايدن "وضع شروطا للعودة الاتفاق النووي، أولها وضع المشروع البالستي الإيراني تحت المجهر الدولي، ما يعني إضافة بنود جديدة للاتفاق، والاتفاق مع طهران على ضبط ’أنشطتها العدوانية‘ في المنطقة، بمعنى وقف تدخلاتها في سوريا واليمن ولبنان، وهذا أيضا هو الموقف الأوروبي".

لكن مساعي بايدن في هذا المجال ستصطدم بالعقوبات التي فرضها سلفه على الجمهورية الإسلامية، ونتائجها، إذ تصر طهران على الحصول على تعويض من واشنطن عما لحق باقتصادها من أذى بسبب العقوبات. وحول هذا يقول الطوسة "ستتركز المفاوضات القادمة بين إيران والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على ما إذا كانت طهران ستوافق على المقاربة الغربية للاتفاق التي تقوم على إعادة إحيائه مع وجوب توسيعه وإضافة بعض البنود".

وقالت كبيرة محللي معهد مجموعة الأزمات الدولية لدول الخليج، إلهام فخرو، إن "المسؤولين السعوديين فضلوا ولاية ثانية لترامب".

وتابعت "أنهم ينظرون إلى ترامب على أنه عمل لحماية أهم مصالحهم الإقليمية من خلال فرض حملة ضغوط قصوى من العقوبات على إيران، والضغط لإتمام صفقات مبيعات الأسلحة إلى المملكة".

لكن الرياض الآن قلقة "من أن إدارة بايدن ستتخلى عن هذه الأمور التي تصب في مصلحتها الكبرى، من خلال التراجع عن العقوبات ضد إيران والعودة إلى الاتفاق النووي والحد من مبيعات الأسلحة".

إلى جانب هذا عارضت إدارة ترامب القرارات التي اتخذها الكونغرس ضد الرياض حيال حربها في اليمن وقضية الصحفي السعودي جمال خاشقجي في 2018.

وقال مصطفى الطوسة إن "هناك تغييرا منتظرا في الصراع اليمني لأن بايدن أعلن أنه سيعيد النظر في عمليات بيع الأسلحة للسعودية كيلا تستعمل في اليمن" وتوقع أن "تضغط الإدارة الأميركية على اللاعبين الإقليميين في الأزمة اليمنية، السعودية وإيران، للتوصل إلى وقف لإطلاق النار ووقف للحرب، لأنها تحولت إلى كارثة إنسانية وكارثة أخلاقية، والديمقراطيون سيعملون بكل الطرق على وقفها لكي يتميزوا عن إدارة ترامب".

ولكن الصحافي اليمني إبراهيم مطرز كان أقل تفاؤلا حيال هذا الملف، مؤكدا أنه "يجب ألا ننسى أن جو بايدن كان نائبا للرئيس في إدارة باراك أوباما عند بداية الحرب".

وشكك وزير الخارجية اليمني الأسبق، ابو بكر القربي، في جدية الرئيس الاميركي الجديد جو بايدن في انهاء الحرب في اليمن المستمرة منذ اكثر من ست سنوات، داعياً اطراف الصراع إلى الدخول في مفاوضات تنقذ اليمن "قبل خلط الاوراق".

وقال القربي في تغريدة على حسابه في "تويتر": "يهلل البعض لفوز بايدن لانه سيحل ازمة اليمن بناء على خطابه الانتخابي وانتقاده للسعودية الا انه موقف قد تغيره مصالح اميركا فلكل موقف ثمن والاغنياء قادرون على دفعه لذلك".

وأكد القربي أنه "يجب استعادة ملف الحل الى أيدي اليمنيين باعلان قبولهم للتفاوض في مبادرة شجاعة لانقاذ اليمن قبل خلط الاوراق من جديد".