دعت منظمات دولية بالتحقيق بارتكاب مجزرة بحق المهاجرين الإثيوبيين في صنعاء.
وأفاد شهود عيان إثيوبيون نجوا من الحريق في مركز للمهاجرين غير الشرعيين في صنعاء، أثناء كلامهم مع “القدس العربي” أن “ما لا يقل عن 530 مهاجراً قتلوا في عملية إحراق متعمد لمهاجرين إثيوبيين، بإلقاء قنابل حارقة عليهم من قبل مسلحين حوثيين استهدفوا مركز الاحتجاز التابع للجوازات جنوبي العاصمة صنعاء، لإجبار المهاجرين الإثيوبيين المحتجزين على فض الإضراب عن الطعام”. وأفادت مصادر أن أحد الدوافع الذي أدى إلى ارتكاب الحوثيين هذه “المجزرة” هو رفض المهاجرين القتال في صفوف الجماعة أو دفع فدية تتراوح بين 1000 و5000 ريال سعودي مقابل الإفراج عنهم.
وأوضحوا أن “حوالى 453 مهاجراً قتلوا مباشرة في اليوم الأول أثناء اندلاع الحريق وتفحمت أجسادهم، لدرجة أنه صَعُب التعرف على جثثهم، فيما توفي 78 آخرون في المستشفيات خلال اليومين التاليين، جراء الحروق العميقة، وأن العدد لا يزال مرشحا للزيادة، إثر الإصابات الخطيرة التي لا يزال يعاني منها الكثير من المصابين”.
وحصلت “القدس العربي” على فيديو مروع تسرب من قبل الناجين من المجزرة يظهر جثث العشرات من القتلى الإثيوبيين الذين تفحمت أجسادهم، رغم أن جماعة الحوثي قامت بحملة واسعة لمداهمة مساكن الإثيوبيين في صنعاء ومصادرة أجهزة هواتفهم للحيلولة دون تسرّب معلومات حول الحدث.
والأربعاء، قالت منظمة “مواطنة” لحقوق الإنسان التي تعد إحدى الأذرع الحقوقية لجماعة الحوثي في بيان لها إن “جماعة أنصار الله تسببت بمقتل وإصابة العشرات عقب اندلاع حريق مميت في مركز احتجاز مكتظ بالمهاجرين واللاجئين الأفارقة في صنعاء في 7 آذار/ مارس 2021”. وذكرت أنه “منذ اندلاع الحريق لا تزال جماعة أنصار الله تحتجز عددا من المهاجرين الجرحى، كما منعت وصول المساعدات الإنسانية، ومنعت أفراد أسر المهاجرين من زيارتهم”.
ونسبت منظمة “مواطنة” الى شهود عيان قولهم إن “عناصر أنصار الله (الحوثيين) أغلقوا باب العنبر (مركز الاحتجاز)، وبدأوا بإطلاق المقذوفات من خلال نوافذ العنبر والتي لم يتمكن الشهود من التعرف على ماهيتها، وتصاعد إثرها الكثير من الدخان والأصوات العالية، وتسببت المقذوفات في نشوب حريق انتشر بسرعة”.
ودعت منظمة العفو الدولية، الأربعاء، إلى تحقيق مستقل في الحادثة. وقالت المنظمة في تغريدة عبر تويتر: “يسلط الحادث الضوء على الحاجة الملحة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لإحالة ملف اليمن إلى محكمة الجنايات الدولية”، دون تفاصيل أخرى.
ومساء الثلاثاء دعت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة السلطات في صنعاء إلى السماح بالوصول “العاجل” لتقديم العلاج لمهاجرين أصيبوا في حريق نشب في مركز احتجاز.
وقالت منظمة الهجرة في بيان إنها تدعو “إلى إتاحة الوصول العاجل لتقديم المساعدات الإنسانية للمهاجرين المصابين”، مضيفة “نحن نواجه تحديات في الوصول إلى الجرحى بسبب الوجود الأمني المكثف في المستشفيات” .
وتابعت: “كما يجب منح العاملين في المجال الإنساني والصحي إمكانية الوصول لدعم المصابين من الحريق وغيرهم ممن يتلقّون رعاية صحية على المدى الطويل من المنظمة الدولية للهجرة وشركائها”