مشهدك الحقيقي .. بين يديك
الأحد , 14 - أبريل - 2019
الرئيسية - المشهد اليمني - ماهي خيارات السعودية بعد رفض الحوثي مبادرة وقف اطلاق النار في اليمن؟ (تقرير خاص)

ماهي خيارات السعودية بعد رفض الحوثي مبادرة وقف اطلاق النار في اليمن؟ (تقرير خاص)

علم السعودية
الساعة 10:53 صباحاً (المشهد الخليجي - خاص)

أعلنت المملكة العربية السعودية، امس الاثنين، عن مبادرة لوقف اطلاق النار في اليمن من طرف واحد سارعت ميليشيا الحوثي الانقلابية على لسان الناطق باسمها إلى رفضها باعتبا أنه "لاجديد فيها" لكنه أكد استمرار المحادثات.

وتضمنت المبادرة التي وصفها نائب وزير الدفاع السعودي، خالد بن سلمان، بأنه تمنح الحوثيين الفرصة لاعلاء مصالح اليمن وشعبه الكريم على الاطماع الايرانية، وقف إطلاق نار شامل تحت مراقبة الأمم المتحدة، وإيداع الضرائب والإيرادات الجمركية لسفن المشتقات النفطية من ميناء الحديدة في الحساب المشترك بالبنك المركزي اليمني بالحديدة وفق اتفاق ستوكهولم بشان الحديدة، وفتح مطار صنعاء الدولي لعدد من الرحلات المباشرة الاقليمية والدولية.

كما تضمنت المبادرة - التي لاقت ترحيبا اقليميا ودوليا - بدء المشاورات بين الاطراف اليمنية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية برعاية الأمم المتحدة بناء على مرجعيات قرار مجلس الأمن الدولي 2216، والمبادرة الخليجية واليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني اليمني الشامل.

بالونة اختبار
وقال وزير الاعلام في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا في سلسلة تغريدات على حسابه في "تويتر" إن المبادرة السعودية "بالون اختبار" لاكتشاف جدية مليشيا الحوثي في التعاطي الايجابي مع مبادرات إنهاء الحرب واحلال السلام، ومدى جاهزيتها في الانخراط في مسار بناء السلام، وتغليبها مصلحة اليمن واليمنيين على اجندة مموليها وداعميها في طهران.

وأكد الارياني أن إيقاف الحرب وتحقيق السلام وعودة الدولة وإعادة تفعيل العملية السياسية؛ مصلحة كبرى لكل اليمنيين، باستثناء مليشيا الحوثي التي لا ترى نفسها إلا في ظل الحرب، أو إيقافها وفق شروط تمكنها من الاحتفاظ بالسلاح الثقيل وتكريس نموذج مشابهه للمليشيات الإيرانية.

لكن يبقى السؤال ماذا لو استمر رفض الحوثيون للمبادرة السعودية خاصة وأن القيادي في الميليشيا، محمد علي الحوثي، قال إن الكلمة الفصل هي لزعيمهم، عبدالملك الحوثي الذي سيلقي خطابا بعد أربعة أيام يعلن موقفه من المبادرة.

الكرة في ملعب اميركا
ومع توالي الرفض الحوثي للمبادرات الأميركية المباشرة أو السعودية المدعومة أميركياً قد تُدفع واشنطن جراء ذلك حسب مراقبين إلى مراجعة التحول المرن في سياستها الخارجية المتعلقة بالميليشيا الانقلابية ومن بينها إنهاء دعم حرب الرياض باليمن ورفع تصنيف الميليشيا من قائمة الإرهاب.

وتوقع مراقبون أن يدفع التعنُّت الحوثيُّ الرياض إلى مزيد من الضغط العسكري، في محاولة لتحقيق مكاسب ميدانية على حساب جماعة الحوثيين، وهو نفس السلاح الذي يستخدمه الحوثيون لفرض الأمر الواقع.

وقال الأمير السعودي، عبدالرحمن بن مساعد، إنه "برفض الحوثيين للمبادرة السعودية - رفض إيران في واقع الأمر- فإن الكرة في ملعب الإدارة الأميركية التي رفعت جماعة الحوثي من قائمة الإرهاب مؤخرًا! السعودية فعلت ما عليها وأثبتت ما لم يكن يحتاج الى إثبات وهو أنها تحارب ميليشيا ايرانية على حدودها"، حسب قوله.

خيار المواجهة
من جانبه، قال الكاتب السعودي، جميل الذيابي في مقال بصحيفة "عكاظ" بعنوان "هل يستجيب الحوثي" إن "قبول هذا العرض الكبير (المبادرة السعودية) يتطلب إرادة سياسية لا ترتهن لإيران وهي لا تتوافر لدى عملائها الحوثيين، لأن إرادتهم بيد سادتهم في طهران، الذين يحاولون تحقيق أهداف تخص علاقاتهم مع الولايات المتحدة.

وأكد الذيابي أنه في حال "تعامل الحوثيون مع المبادرة السعودية الجديدة بنفس النهج العدواني السابق، فلن يكون أمام المملكة سوى مواجهة الإجرام الحوثي-الإيراني وحماية أراضيها، وشعبها، ومقدراتها ومكتسباتها، والذود عن نفسها، من خلال تصعيد لا تسعى إليه.. والعالم يعلم".

وثنّى الصحفي السعودي، خلف الدوسري، في حسابه على تويتر ما ذهب إليه الذيابي قائلا "إن لم يقبلوا بـالمبادرة السعودية فالقادم سيكون قاسي ومؤلم وموجع"، حسب تعبيره.

ودخل اليمن في اتون حرب اهلية منذ اجتياح الحوثيين العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014 وانقلابها على السلطة الشرعية المتوافق عليها دولياً.

وتقود السعودية منذ مارس 2015 تحالفا عسكريا بهدف انهاء انقلاب الحوثيين واعادة الشرعية ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي إلى اليمن.

وأدى الصراع في اليمن الذي اندلع منذ قرابة سبع سنوات إلى مقتل 223 ألف مدني وتشريد 3.6 مليون من منازلهم والتسبب في "أسوأ كارثة انسانية على مستوى العالم".