اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، اليوم الثلاثاء، ميليشيا الحوثي الانقلابية بحجب المعلومات حول مخاطر فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" وتأثيره، وتقويض الجهود الدولية لتوفير اللقاحات في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
وقالت المنظمة في بيان صادر عنها اليوم إنه "منذ بداية انتشار الوباء في اليمن في أبريل 2020، سعى مسؤولون حوثيون إلى نشر معلومات مضللة حول الفيروس واللقاحات".
وأضاف البيان: "بعد بدء الموجة الثانية من فيروس كورونا في اليمن في مارس 2021، تضاعف عدد الحالات المؤكدة (..) إلا أنّ سلطات الحوثيين في صنعاء تتّبع سياسة حجب البيانات عن الحالات والوفيات".
وأكد البيان أنه لم تصل أي لقاحات إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، داعية الميليشيا إلى "اتخاذ خطوات فورية لتسهيل الجهود لتوفير اللقاحات في شمال اليمن ووقف نشر المعلومات المضللة حول الفيروس".
وقال نائب مدير الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش، مايكل بيج، إن "القرار المتعمد من سلطات الحوثيين بإخفاء العدد الحقيقي لحالات كورونا ومعارضتها للّقاحات يهددان حياة اليمنيين. التظاهر بعدم وجود فيروس كورونا ليس استراتيجية لتخفيف المخاطر ولن يؤدي إلا إلى معاناة جماعية."
وأضاف بيج: "نظرا لضعف النظام الرعاية الصحي في اليمن، على سلطات الحوثيين على الأقل ضمان الشفافية حتى يتمكن المدنيون الذين يعيشون في مناطقها من فهم حجم الوباء وتسهيل خطة تلقيح دولية تلبي الاحتياجات على الأرض".
ونقل البيان عن ثلاثة موظفين صحيين يمنيين لم تكشف هويتهم خشية الانتقام إنه بعد مرور عام تقريبا على تفشي فيروس كورونا، يواجه الموظفون نقصا حادا في معدات الوقاية الشخصية.
وقال أحد العاملين الصحيين إن المشاكل تفاقمت بسبب زيادة تكاليف الرعاية الصحية، التي ارتفعت بنسبة تفوق 50 % منذ بدء النزاع في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، لكل من المرافق الصحية والمرضى بسبب القيود الشديدة على المواد الطبية المستوردة وارتفاع كلفتها اللوجستية.
وأضاف: "اليوم في صنعاء، لا فرق بين المستشفيات الحكومية والخاصة. كانت العناية المركزة تكلف 500 ريال يمني (2 دولار أمريكي) في اليوم في المستشفيات العامة، لكنها اليوم وصلت إلى 12 ألف (48 دولار)".
قال ثلاثة عمال صحيين إنه لدى الحوثيين ثلاثة مراكز حجر في صنعاء لعلاج المشتبه بإصابتهم بفيروس كورونا. واحد في "مستشفى زيد"، وواحد في "مستشفى فلسطين"، والثالث تديره أطباء بدون حدود في "مستشفى الكويت"، لكن هذه المراكز غير قادرة على استيعاب جميع المصابين بفيروس كورونا الذين يحتاجون إلى دخول المستشفى.