كشف تحقيق استقصائي إعده صحفي يمني، أن عشرات اليمنيين يسافرون يوميا عبر المنافذ البرية والجوية من اليمن إلى دول العالم بفحوصات "PCR" مزورة تؤكد خلوهم من فيروس كورونا المستجد "كوفيد19" حصلوا عليها بمقابل مالي يتراوح بين (١٥ - ٢٥) الف ريال يمني ما يعادل (٢٠) دولارا مقابل كل استمارة فحص مزور.
وأوضح التحقيق الذي أعده الصحفي اليمني، عدنان محمد، نقلا عن أحد العاملين في المختبرات التي تقع ضمن مبنى مستشفى الجمهورية في مدينة خور مكسر أن أشخاصا من العاملين الصحيين المتواجدين في صالة المختبرات أو الحراسات الأمنية الواقفة على طريق دخول المفحوصين قد يكون بينهم سماسرة او وسطاء يقومون باستخراج استمارات فحص "pcr" سلبية للمسافرين الذين يرغبون في تجاوز اجراءات الفحص خشية التأخير بمقابل مادي يزيد عن المقابل المطلوب من قبل مختبرات الصحة المركزية التابعة لوزارة الصحة في عدن.
وقال علي قائد ( اسم مستعار) استغل علاقاته الواسعة في عدن لاستخراج استمارة فحص تثبت خلوه من كوفيد 19 من مختبرات الصحة المركزية في عدن بدون ان يجري أي تحليل من الأساس.
ويروي قائد قصته وهو شاب في العقد الثالث من عمره لنا قائلا:" وصلت الى عدن انا واثنين من اصحابي ونحن من محافظة مجاورة نريد السفر الى السعودية وسالت شخص مقيم في عدن وهو من أبناء محافظتي عن امكانية استخراج استمارات فحص كوفيد 19 من دون ان نفحص؟ اخبرني: ان الامر ممكن ، فقط يحتاج له مزيدا من المال".
وأضاف قائد انهم انتظروا بعد ان سلموا الوسيط جوازاتهم وصورا لها مع مبلغ 15 الف ريال مقابل كل استمارة فحص وعاد الوسيط لهم - بحسب كلام قائد- في نهاية اليوم باستمارات تثبت خلوهم من فايروس كورونا وهم لم يغادروا غرفة الفندق ولم يتم اخذ منهم أي مسحة او عينة لاستمارة الفحص.
وأكد قائد قبل أن يغادر الى منفذ الوديعة متجها الى المملكة العربية السعودية أن استمارات فحوصهم تحمل ختوم مختبرات الصحة المركزية في عدن وان الوسيط في استخراجها هو عامل صحي بالمختبرات نفسها.
ونقل التحقيق عن شخص يدعى "شريف" يزاول مهمة استخراج استمارات فحص pcr المزورة لزبائنه من المسافرين من اليمن الى الخارج منذ منتصف العام الماضي القول: "الحصول على المال وتجميعه هو الدافع له للقيام بمهمته، مضيفا: "البلاد فوضى، واحنا بحاجة المال، الوضع المعيشي عاده صعب".
وشرح شريف نظام تزوير الفحوصات قائلا:" الوسطاء مثلي تجدهم عند مكاتب السفريات وبالقرب من المختبرات الطبية يلتقون المسافرين ويتفقون معهم على كل شيء وأحيانا تحتاج إلى شخص آخر يوصلك إلى أحد سماسرة الفحوصات".
وأشار إلى أن السماسرة الوسطاء تربطهم اتفاقات مسبقة مع أحد العاملين في المختبرات الطبية المعتمدة لاستخراج استمارات فحص كوفيد١٩ يلبون لهم طلبات مقابل اقتسام المال المدفوع من الزبون (المسافر).
وأوضح شريف أنه خلال فترة عمله وسيطا في استخراج الفحوصات قدم خدماته لأكثر من عشرين زبون ( مسافر) وكان أغلبهم متجهين إلى المملكة العربية السعودية.
وقال شريف: "كل زبائني دفعوا لي (٢٥) الف ريال يمني مقابل كل استمارة فحص مزور استخرجها لهم".
وعن طبيعة التزوير الذي يجري قال شريف: "نحن لا نزور الأختام و كل الأختام والأوراق التي نستخرجها للزبون صحيحة ورسمية، ما نعمله فقط أننا نستخرج بيانات فحص pcr مزورة صادرة من مختبر معتمد تحمل اسم شخص لم يجر فحصا من الأساس".
ويجرم القانون اليمني عمليات التزوير بأنواعها وينص قانون" الجرائم والعقوبات اليمني" رقم "12" الصادر عام 1994م في الباب الثامن منه على تجريم تزوير الختوم الرسمية او المحررات ويحدد عقوبة للمخالفين تتراوح بين السجن سنتين الى سبع سنوات.