هناك تحديات مهولة متعلقة بتلبية الاحتياجات النفسية لليمنيين. كما أن النزاع الدائر يزيد باستمرار من اتساع وعمق التعرض للصدمات، فضلآً عن تعرض الحد الأدنى من موارد الصحة العامة الذي كان موجوداً من قبل للمزيد من الدمار نتيجة الانهيار المؤسسي الكبير الذي تشهده البلاد. هناك أيضاً نقص شديد في التمويل والاهتمام من جانب الفاعلين الوطنيين والدوليين بقضايا الصحة النفسية، فضلاً عن الوصمة الاجتماعية العميقة الجذور التي تطال ذوي الأمراض النفسية. والأهم من ذلك أن شح الأبحاث والتحليلات التي تعالج مواضيع الصحة النفسية والرفاه النفسي والاجتماعي في اليمن – بما في ذلك المخاطر والخدمات والفرص والاحتياجات – حال ويحول دون فهم المسألة وبناء توصيات وإجراءات مستندة إلى أدلة.
تقدم ورقة الإحاطة هذه معلومات أساسية عن الصحة النفسية والنزاع المسلح في اليمن، وتوضح الحاجة إلى تكريس البحث والمناصرة بشأن هذه المسألة المهملة. كما تورد تفاصيل التطور المحدود لخدمات الصحة النفسية والاجتماعية في يمن ما قبل النزاع، والأثر المدمر للنزاع الحالي على تقديم هذه الخدمات، ومبررات القلق الخطير والبعيد المدى بشأن الرفاه البدني والاجتماعي والنفسي لملايين اليمنيين، كما تسلط الورقة الضوء على الثغرات الحرجة في المعرفة والتحليل الحاليين. وتختتم هذه الإحاطة بجدول أعمال للبحث والمناصرة لرسم مسار للمضي قدماً – يجمع بين البحوث المتعددة التخصصات وذات الملكية المحلية لحالة الصحة النفسية في اليمن مع توصيات السياسات المستندة إلى أدلة – بهدف تعزيز الحق في الصحة النفسية في اليمن.