قالت صحيفة "البيان" الاماراتية في افتتاحية عددها الصادر، اليوم السبت، إن ميليشيا الحوثي تثبت كل يوم أنها لا تفقه لغة السلام، وأنها ليست جادة في أية مفاوضات تسمح بمعالجة آثار انقلابها على اليمن، حيث أفشلت اتفاقاً مع الأمم المتحدة لإجراء صيانة عاجلة للسفينة صافر التي ترسو في ميناء رأس عيسى على البحر الأحمر، بوضع اشتراطات تعجيزية رفضتها الأمم المتحدة.
وأضافت الصحيفة: "ميليشيا الحوثي لا تريد فعل أي شيء فيه خير لليمن، بل مستمرة في سلوكها الإجرامي، حيث تتخذ خزان صافر العائم أداة للابتزاز والمساومة، وتقف حجر عثرة أمام اتخاذ معالجات حقيقية تنهي مخاطر تسرب أو غرق أو انفجار الناقلة غير آبهة بالمآلات والتداعيات الخطيرة، حيث حرصت على إحباط كل مساعي الأمم المتحدة خلال السنوات الأخيرة في معالجة الوضع".
وأكدت الصحيفة أنه على المجتمع الدولي أن يدرك حجم الخطر المتوقع حال تسرب النفط من الخزان النفطي "صافر"، وألا يسمح بهذا السلوك المتهور وغير المسؤول بالاستمرار بممارسة أقصى درجات الضغط على جماعة الحوثي، واستعمال عصا العقوبات بوصفها خياراً وحيداً لحلحلة الملف وتلافي وقوع كارثة بيئية واقتصادية وإنسانية سيتضرر منها ملايين البشر".
واعتبرت الصحيفة أن ملف خزان "صافر" نموذج بسيط لطبيعة العقلية الحوثية في التعامل مع مختلف القضايا، حيث إنها تضع دائماً العراقيل لإفشال أي حل دائم في اليمن، وأن مهادنتها أسهم في استمرار الأزمة، حيث إن وضع الخزان ازداد تأزماً بسبب تعنت ميليشيا الحوثي.
وشددت الصحيفة في ختام افتتاحيتها على أنه بات من الضروري التحرك الدولي الفوري والعاجل لتمكين فريق الأمم المتحدة الفني من القيام بعملية صيانة الخزان أو تفريغه، فالأمر لا يحتمل التأجيل لتفادي كارثة بيئية.
الجدير بالذكر أن ناقلة النفط المتهالكة "صافر" صُنعت قبل 45 عاماً وتُستخدم كمنصّة تخزين عائمة، ومحمّلة بنحو 1,1 مليون برميل من النفط الخام يقدّر ثمنها بحوالى 40 مليون دولار. ولم تخضع السفينة لأي صيانة منذ 2015 ما أدّى الى تآكل هيكلها وتردّي حالتها.
وفي 27 مايو تسرّبت مياه إلى غرفة محرّك السفينة. والسفينة مهدّدة في أيّ لحظة بالانفجار أو الانشطار مما سيؤدّي إلى تسرّب حمولتها في مياه البحر الأحمر.