مشهدك الحقيقي .. بين يديك
الأحد , 14 - أبريل - 2019
الرئيسية - المشهد اليمني - باحثة سياسية: 2020 ربما يشهد انسحاب السعودية والإمارات من اليمن 

باحثة سياسية: 2020 ربما يشهد انسحاب السعودية والإمارات من اليمن 

مقاتلات التحالف تدمر آليتين حوثيتين في محافظة الجوف
الساعة 09:55 صباحاً (المشهد الخليجي - الاناضول)

توقعت باحثة سياسة يمنية، انسحاب السعودية والإمارات من قتال الحوثيين في اليمن خلال العام الجاري 2020، على أن تسعى الأمم المتحدة إلى تشكيل حكومة توافق بين الحكومة الشرعية وميليشيا الحوثي الانقلابية.

وأوضحت الباحثة السياسية فاطمة أبو الأسرار، المقيمة في واشنطن، والتي تكتب لعدد من وسائل الإعلام الدولية، في مقابلة لوكالة الأناضول، أن "الوضع السياسي والعسكري في اليمن يحتمل بشكل كبير في العام 2020 أن يتجه إلى انسحاب السعودية والإمارات من البلاد، لأن الهجمات الحوثية على المملكة كبيرة ولها تأثير واسع".

وأضافت: "السعودية باتت تشعر بإحراج كامل كونها لم تستطع حماية نفسها من هجمات الطائرات الحوثية المسيرة، فيما لا يوجد تعاطف مع المملكة أمام ما تتعرض له من هجمات الحوثيين".

وفيما يتعلق باتفاق ستوكهولم الموقع بين الحكومة اليمنية والحوثيين، قالت الباحثة اليمنية إن" الاتفاق لم يحقق تقدما حقيقيا على أرض الواقع وبات معلقا بين الحياة والموت".

ومضت قائلة، "كان الاتفاق يعتمد على رؤية محددة، وهي أن الهدنة في الحديدة هدفها الأساسي وقف العمليات العسكرية للقوات اليمنية المشتركة المسنودة من السعودية والإمارات".

وفي 13 ديسمبر 2018، توصلت الحكومة اليمنية والحوثيون، إثر مشاورات في ستوكهولم، إلى اتفاق يتعلق بحل الوضع بمحافظة الحديدة الساحلية (غرب)، إضافة إلى تبادل الأسرى والمعتقلين لدى الجانبين، الذين يزيد عددهم عن 15 ألفا.

وأردفت: "المبعوث الأممي يعتقد أنه استطاع تحقيق السلام في الحديدة، لأنه استطاع منع القوات اليمنية من استعادة المدينة ومينائها.. هذا تعريف محدود؛ لأن اتفاق ستوكهولم تجاهل معالجة مشكلة وجود الحوثيين في الميناء والمدينة وسيطرتهم بشكل غير مشروع على الحديدة وكافة أنحاء الحياة هناك كسلطات غير شرعية".

وأشارت إلى أن "عملية تبادل الأسرى تمت بمحدودية كبيرة، فيما حصلت عمليات تبادل خارج اتفاق ستوكهولم".

ولفتت إلى أن الاتفاق أعطى المجال للحوثيين بأن يعيدوا تشكيل قواتهم، وبعثها إلى أكثر من منطقة في اليمن، كالضالع (وسط) ومديرية نهم (البوابة الشرقية لصنعاء) وتركيزهم حاليا على مأرب (شرقي صنعاء)".

واعتبرت أن هذا الاتفاق أعطى الحوثيين الحديدة كهدية، وهو ما اعتبرته "أمرا مؤسفا" في الاتفاق، إلا أنها ذهبت إلى أن المبعوث الأممي بات مدركا بأن هناك سخط بين اليمنيين، يتزايد من الاتفاق، وهو ما سيدفعه لمحاولة العمل على خلق حكومة توافق بين الحكومة الشرعية والحوثيين، تعطي بالضرورة شرعية للأخيرين.

وبينما توقعت أن ذلك في حال حصوله سيكون مصدر إزعاج لكثير من اليمنيين، رأت أبو الأسراء أن ذلك "ربما يكون هو الحل الوحيد الذي ممكن اتخاذه".

أداء أممي مخيب 

ولفتت الباحثة السياسية إلى أن أداء الأمم المتحدة "خيب أمل الأطراف اليمنية، لأن هناك تبعات كثيرة ترتبت على الرؤية الضيقة للمنظمة الدولية التي تهتم فقط بالأعمال الإغاثية، وتنسى قضايا حقوق الإنسان وحقوق المرأة وحقوق الطفل، وهذه مشكلة كبيرة".

وحول واقع الحكومة اليمنية، ترى أبو الأسرار، أن "الحكومة ضعيفة ولا تملك أوراق ضغط حقيقية على الحوثيين"، معتبرة أن ما تملكه من أوراق ضغط هي "التمسك بالسلام وتحسين الأداء في المناطق التي تسيطر عليها، وتقدم رؤية أوضح من رؤية الأمم المتحدة لموضوع السلام".

وترى الباحثة اليمنية أن بلادها "أصبحت ملعبا للصراع الإقليمي منذ تدخل التحالف بقيادة السعودية في اليمن استجابة لدعم إيران الحوثيين".

واستطردت: "الحوثيون يعتبرون أنفسهم من محور المقاومة ويفاخرون بتأييدهم لإيران والأجندة الإيرانية، وهم واضحون بذلك كل الوضوح".

** تغلغل حوثي أكبر

وفي توقعاتها لمستقبل المشهد العسكري باليمن، قالت أبو الأسرار: "سيقوم الحوثيون بالتغلغل أكثر في البلاد، حتى تستطيع إيران السيطرة على الموانئ اليمنية، وتقوم بالضغط الأكبر على السعودية والمجتمع الدولي عن طريق السيطرة عليها".

ويخضع ميناء الحديدة لسلطة الحوثيين منذ أكثر من 5 سنوات، وتدخل منه حوالي 70% من الواردات التجارية والمواد الإغاثية إلى اليمن.

وفيما يتعلق بالأسباب التي أدت إلى إعاقة تقدم القوات الحكومية باتجاه صنعاء، ذكرت الباحثة السياسية أن "الجيش اليمني، كان يعتمد بشكل كبير على الدعم السعودي من خلال الهجمات والضربات الجوية التي لم تكن موفقة في السابق لأنها قتلت مدنيين".

وتابعت: "توجد مخاوف من وقوع كارثة بشرية إذا حصل تقدم إلى أحياء مكتظة بالسكان، مثل صنعاء أو الحديدة أو تعز.. سيكون ثمن التحرير باهضا جدا في التكلفة الإنسانية لتحرير هذه المناطق، وهو الأمر الذي يعيق مسألة التقدم الميداني".

ومن ثم عاودت التأكيد، على أن التوصل إلى تسوية سيكون أفضل، مشيرة في هذا السياق إلى أنه "من غير المقبول الاستهتار بأرواح الناس التي يتحكم فيها الحوثيون حاليا".

وأدى الصراع في اليمن الذي يدخل في مارس المقبل عامه السادس في مقتل 100 مدني وتشريد قرابة 3.6 من منازلهم والتسبب في "أسوأ كارثة انسانية على مستوى العالم" بحسب تصنيف الامم المتحدة.

ودخل اليمن في اتون حرب اهلية منذ اجتياح الحوثيين العاصمة صنعاء في سبتمبر 2015 وانقلابها على السلطة الشرعية المتوافق عليها دولياً.

وتقود السعودية منذ مارس 2015 تحالفا عسكريا بهدف انهاء انقلاب الحوثيين واعادة الشرعية ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي إلى اليمن.