ماذا سيحدث لو انفجرت ناقلة النفط "صافر" وكم ستكلف الاقتصاد اليمني؟ (تقرير خاص)

تواصل ميليشيا الحوثي الانقلابية عرقلة ناقلة النفط "صافر" العائمة على بعد خمسة أميال من الساحل اليمني كـ"قنبلة موقوتة"، ضاربة عرض الحائط بدعوات الامم المتحدة السماح لفريقها للقيام بالمهمة قبل وقوع الكارثة.

تم بناء "إف.إس.أو صافر"في عام 1976 من قبل اليابان ولمدة 10 سنوات تقريبًا أبحرت في محيطات العالم كناقلة نفط، وفي العام 1987، تم تحويلها إلى منشأة تخزين ثابتة تتبع شركة نفط "صافر"، بقدرة إجمالية تبلغ ثلاثة ملايين برميل من النفط.

وفي ظل استمرار التعنت الحوثي فإن خطأ بسيط قد يحول ناقلة النفط العائمة خارج ميناء رأس عيسى بمحافظة الحديدة الساحلية (غرب اليمن)، من "خزان للوقود" إلى كارثة "بيئية" لن تقتصر آثارها على اليمن، ولكن على المنطقة.

وقال مراقبون اقتصاديون إن في حال حدوث تسرب نفطي من الخزان العائم "صافر" فإنه من المتوقع أن يخرج 138 مليون لتر من النفط دفعة واحدة في البحر الاحمر، ما يعد أسوأ بأربعة أضعاف من كارثة نفط "إكسون فالديز" في الأسكا عام 1989، حيث لم تتعاف المنطقة بالكامل رغم مرور قرابة 30 عاما.

وأضاف المراقبون: "ستكلف مخزونات الصيد الاقتصادي اليمني 60 مليون دولار في السنة أو 1.5 مليار دولار على مدى السنوات الـ 25 سنة المقبلة، كما سيتم إغلاق ميناء الحديدة لعدة أشهر مما سيؤدي إلى نقص الوقود والاحتياجات الضرورية حيث سترتفع أسعار الوقود بنسبة 800%، وستتضاعف أسعار السلع والمواد الغذائية ويدفع هذا الوضع إلى تحويل العمليات لميناء عدن.

وأشار المراقبون إلى أنه في حال حدوث تسرب أو انفجار للناقلة "صافر" سيحتاج عدد 500 ألف شخص اعتادوا على العمل في مهنة الصيد وعائلاتهم، والذي يقدر تعدادهم بـ 1.7 مليون شخص إلى المساعدات الغذائية وبالتالي قد يستغرق مخزون الأسماك 25 عاما للتعافي.

وفيما يتعلق بالمخاطر المحتملة عند نشوب حريق؛ قال المراقبون الاقتصاديون إن "3 ملايين شخص في الحديدة سيتأثرون بالغازات السامة، وعند اختلاط الغاز بمياه الأمطار قد ينتهي به المطاف في طبقات المياه الجوفية مما يؤدي إلى التسمم البطيء والمشاكل الصحية طويلة المدى لـ 6 ملايين شخص".

وأضاف المراقبون: "كما أن 4% من الأراضي الزراعية المنتجة في اليمن ستغطى بالغيوم السوداء مما يؤدي إلى القضاء على الحبوب والفواكه والخضروات والتي تقدر قيمتها بحوالي 70 مليون دولار".

وأشار المراقبون إلى أن في حال انفجرت سفينة "صافر" العائمة، ستقوم 58 منظمة إنسانية بتعليق خدماتها في الحديدة مما يعطل الخدمات عن 7 ملايين شخص محتاج، ومن المحتمل أن يدفع ذلك أعداد كبيرة من السكان باتجاه صنعاء طلبا للمساعدات والخدمات، وقد ينتقل 60 ألف مزارع وصياد من العمل من الساحل إلى صنعاء على مدار 12 شهرا بحثا عن العمل والخدمات.