مشهدك الحقيقي .. بين يديك
الأحد , 14 - أبريل - 2019
الرئيسية - المشهد اليمني - محلل سياسي يمني: الحوثيون "فقاعة فارغة" وسيسقطون سريعا

محلل سياسي يمني: الحوثيون "فقاعة فارغة" وسيسقطون سريعا

مسلحون حوثيون
الساعة 10:50 صباحاً (المشهد الخليجي)

قال كاتب محلل سياسي يمني إن ميليشيا الحوثي الانقلابية، تحمل سمات الحركات التي تدمرت في ذروة نشاطها، كداعش، وطالبان، والمهدية في السودان، والقرامطة، وغيرها من الحركات التي انتفخت بسرعة كفقاعة فارغة ثم انفجرت بنفس السرعة.

وأوضح عبدالناصر المودع في تحليل بعنوان "الحوثية سلطة عابرة أم نواة لدولة قوية؟" نشر في صحيفة "القدس العربي" أن "أهم الأسباب المعيقة لتمدد الحركة الحوثية هو الزمن، والذي يتناقض وطبيعة الحركة؛ فلو أن الحركة أتت قبل 100 عام أو نحو ذلك، لتمكنت من بناء دولة قوية وكبيرة شبيهة بالدولة السعودية الثالثة". ففي ذلك الوقت كان هناك مجال لحركات العنف الدينية كي تتمدد إلى أقصى ما تصل إليه قوتها؛ فلم يكن هناك من حدود سياسية واضحة في المنطقة، وكان المستوى الحضاري والمعرفي لسكان المنطقة متقبل لأفكار قروسطية.

وأضاف المودع: "أما في عالم اليوم فإن الحركة الحوثية تصطدم بنظام دولي لا يسمح بتجاوز الحدود المعترف بها للدول، ولا يعترف بسهولة لحركات سياسية على النمط الحوثي بأن تسيطر على دولة ما".

واعتبر المودع أنه "في أحسن الأحوال قد تستمر الحركة الحوثية مسيطرة على أجزاء من اليمن ضمن حالة من العزلة والحصار الإقليمي والدولي، والحرب الدائمة مع الخصوم المحليين وداعميهم الخارجيين".

وأشار المودع إلى أن الفكر السياسي داخل اليمن وفي العالم لا يمكنه القبول بالخرافات الدينية التي يسوغ الحوثي بها حكمه ويقيم عليها سلطته، ومن ذلك الإدعاء بوجود تفويض إلهي لزعيم الحركة، واصطفاء الأقلية الفاطمية بالحكم، والاستئثار بجزء من الثروة العامة، واحتكار الوظيفة العامة والمكانة الاجتماعية والرأسمال الرمزي.

وقال المودع: "وما يجعل من سقوط الحركة أمرا واردا توقع قيام الحركة بخطوات غير مدروسة بفعل تصديق قادة الحركة للخرافة التي اخترعوها؛ فالحركات الدينية، على النمط الحوثي، تتوهم بوجود عناية إلهية ترعاها وتمكنها من النصر لغايات ربانية. وهذا الوهم حين يستحوذ على عقول قادة هذه الحركات تجعلهم يقدمون على أعمال متهورة غير محسوبة، ضنا منهم بأن العناية الإلهية ستنصرهم".

وبين المودع أن "هذه الأوهام تنتشر في الحركات التي حققت انتصارات سهلة وسريعة، كما تم للحوثية، والتي تعزوه إلى تمكين إلهي"، لافتاً إلى أنه "خلال التاريخ الحديث قامت حركات دينية شبيهة بالحوثيين بأعمال متهورة أودت بها رغم أنها كانت في عز قوتها، ومن ذلك؛ إقدام "داعش" على قتل مواطنين غربيين بوسائل بشعة وتصوير تلك الأعمال ونشرها، وقيام القاعدة بهجمات 11 سبتمبر، والتي أدت إلى تدمير الحركة وإخراجها من أفغانستان وقتل زعمائها.