مشهدك الحقيقي .. بين يديك
الأحد , 14 - أبريل - 2019
الرئيسية - المشهد اليمني - حكومة معين.. فشل ذريع في عامها الأول وكارثة "لبان" وتمرد عدن على رأس القائمة (تقرير خاص)

.

حكومة معين.. فشل ذريع في عامها الأول وكارثة "لبان" وتمرد عدن على رأس القائمة (تقرير خاص)

معين عبدالملك يصل المهرة
الساعة 04:02 صباحاً (خاص )

 

بعد عام من تعيين معين عبدالملك رئيسا للحكومة الشرعية، لا زال الفشل سيد الموقف بحسب وصف مراقبين سياسيين بل وصل في عهده إلى ذروته في كارثة لم يسبق لها مثيل.

معين الشاب الذي تفاءل الجميع بقرار تعيينه لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في ظل حرب مستمرة مع مليشيا الحوثي الانقلابية، وتهديدات خطيرة تهدف لتمزيق وحدة البلاد، لم يكن عند المستوى المأمول منه حيث سرعان ما ظهرت معالم الفشل منذ الوهلة الأولى والاختبار الأول الذي كان سببا في قرار تعيينه (إعصار لبان).

عام على الكارثة

وخرج الكثير من الناشطين وأغلبهم من محافظة المهرة، اليوم على مواقع التواصل الاجتماعي للتعبير عن استياء غير مسبوق لما آلات إليه الأوضاع في المحافظة منذ كارثة إعصار لبان والذي كان سببا في وصول رئيس الحكومة معين إلى منصبه.

وتحت هاشتاق ‎#عام_على_كارثتي_لبان_ومعين، كشف الجميع عن الفشل الحكومي الذي عانى خلاله المواطنين في المحافظات المحررة وتراجع الخدمات بسبب فشل معين وعجزه ، مؤكدين في ذات الوقت بأن من لم يستطع قيادة وزارة لا يمكنه إدارة حكومة.

وقالوا: "‏مضى عام على عدم إيفاء حكومة معين لإلتزامها لأبناء المهرة في كارثة السيول، تقصير متعمد خلال التعامل مع محافظة المهرة".. مشيرين إلى أن أبناء تلك المحافظة لم يتلقوا مساعدات من أي جهة حكومية حتى اليوم.

وطالبوا ب‏إقالة حكومة معين عبدالملك بكامل وزرائها وأن على رئيس الجمهورية تحقيق تطلعات الشعب في حكومة تخدمه لا تستخدمه، وفق تعبيرهم.

فشل اقتصادي

ورأى الكثير من المراقبين في أحاديث متطابقة مع "المشهد الخليجي"، بأن حكومة معين وبعد عام من تعيينها فشلت فشلا ذريعا في الجانب الاقتصادي رغم الدعم الكبير الذي حظيت به من قبل السعودية والإمارات.

وقالوا بأن الوضع الاقتصادي ازداد سوء وأن الوعود بتحسينه كانت كاذبة إذ لا زال اليمنيون يفيقون كل يوم على ارتفاع جديد في أسعار العملات الأجنبية مقابل الريال اليمني والذي ينعكس سلبا على أسعار المواد الغذائية المرتبطة بحياة المواطن بشكل مباشر.

وأكدوا بأن "حكومة معين بداية تعيينها سحبت الكثير من الوديعة السعودية حتى ينخفض سعر الريال قليلا ولكن عجزت على ضبط أسعار المواد الغذائية في السوق مما أثبت بأن حلولها ترقيعية وأن الجميع أمام كوارث لا كارثة فقط وهي انهيار متواصل للريال مع ارتفاع غير مسبوق في الأسعار مقابل سحب خيالي ومتكرر من الوديعة السعودية التي شارفت على الانتهاء".

فشل سياسي

لم تكتفي حكومة معين في عامها الأول في الفشل في بعض الجوانب بل أصرت على تحقيق مستوى عال من الفشل في جميع المجالات والأصعدة ومنها الفشل السياسي في الملفات الخارجية والداخلية.

ففي عهدها تم التوقيع مع مليشيا الحوثي على اتفاق استوكهولم الخاص بمدينة الحديدة والتي كانت قوات الشرعية على بعد مرمى حجر من استكمال السيطرة عليها وطرد مليشيا الحوثي المدعومة من إيران.

ووفق المراقبين، فقد أعطى التوقيع على الاتفاق فرصة كبيرة للحوثي لاستعادة أنفاسه حينها ولملمة صفوف قواته وهو ما نجح في تحقيقه بالفعل ليعود الجميع إلى مربع الصفر وكأن شيئا لم يحدث.

ومن الفشل في هذا الجانب، الاتهامات الموجهة لحكومة معين في التماهي مع مليشيا المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات ومعرفتها الكاملة بتفاصيل الانقلاب الأخير في العاصمة المؤقتة عدن والذي اتضح من مغادرتها للمدينة قبل حدوثه بوقت قصير وزيارة معين إلى أبوظبي لوضع لمساته الأخيرة، ناهيك عن بقاء الحكومة لفترة كبيرة بلا وزير خارجية في ظروف بالغة التعقيد وفشل معين عبدالملك في عقد حتى اجتماع واحد للحكومة بكامل أعضاءها.

فشل إنساني

عانى السكان في اليمن بحسب التقارير الدولية من تأثر الملف الاقتصادي بشكل كبير، وهو ما أدى إلى ارتفاع نسبة الفقر والبطالة إلى أكثر من 83%.

المتحدث باسم برنامج الغذاء العالمي هيرفيه فيرهوسل، أفاد في تصريحات سابقة، بأن 22 مليون يمني أي ما يعادل 70% من السكان يحتاجون للمساعدات الغذائية.

وبحسب الإحصائيات فإن هناك أكثر من 20 مليون شخص بأنحاء اليمن، يعانون من انعدام الأمن الغذائي، نصفهم يواجهون مستويات قاسية من الجوع.

وبرغم إن مليشيا الحوثي الانقلابية تتحمل جزء كبيرا من هذا الفشل بسبب انقلابها على مؤسسات الدولة إلا أن الاتهامات لحكومة معين بالوصول بالفشل إلى أعلى مستوياته منذ عام لقت تجاوبا كبيرا في نطاق سياسي واسع وأضحت محل إجماع الكثير، الأمر الذي وصل حد المطالبة بسرعة إقالة الحكومة بشكل كامل وتعيين حكومة من الشخصيات النزيهة والمشهود لها بالكفاءة.