مشهدك الحقيقي .. بين يديك
الأحد , 14 - أبريل - 2019
الرئيسية - المشهد اليمني - شباب اليمن يلجأون إلى "سلاح جديد" للهروب من أوجاع الحرب

شباب اليمن يلجأون إلى "سلاح جديد" للهروب من أوجاع الحرب

شباب اليمن يلجأون إلى
الساعة 09:16 صباحاً (المشهد الخليجي - العرب)

تجمّع العشرات من الرجال والنساء والأطفال في قاعة ثقافية في العاصمة اليمنية صنعاء لحضور مسرحية كوميدية، في حدث فني نادر في بلد يمزّقه نزاع مسلح منذ ست سنوات.

وعرضت مجموعة من الشباب أخيرا المسرحية التي تحمل عنوان "فيلم يمني"، في محاولة للترفيه عن سكان المدينة المهددة دوما بالضربات الجوية، وليرووا من خلالها مشكلات يعانيها أفقر بلد في شبه الجزيرة العربية.

وتتحدّث المسرحية عن الصعوبات التي يواجهها الفنانون وبينها التمويل والعنف ونقص المدربين في بلاد تمر بما تصفه الأمم المتحدة بـ"أسوأ أزمة إنسانية في العالم"، في وضع تفاقمه تبعات جائحة كوفيد – 19.

ولجأ الشباب إلى الكوميديا لإيصال رسالتهم متجنبين المحتوى السياسي تفاديا لأي تداعيات محتملة.

وعلت أصوات الضحكات والهتافات في القاعة التي عجت بمتابعين صفقوا بحرارة خلال فترات العرض، دون أي التزام بقواعد التباعد أو وضع الكمامات للوقاية من الفايروس.

وقال مخرج المسرحية محمد خالد إنّ "الحرب أثّرت على اليمن في كل الجوانب. ونحن كفنانين لا يمكننا أن نقدّم للناس مساعدات غذائية أو نمنع الصراع، ما يمكننا القيام به هو الترفيه عنهم لإخراجهم من هذا الوضع وتقديم رسالة فنية ليستمتعوا بها".

وأرخت الحرب بثقلها على سائر أوجه الحياة في اليمن، بما في ذلك الجانب الثقافي والفني، بحسب خالد الذي يقول إن المسرحية تتحدّث عنه "وعن كل الفنانين وصنّاع الأفلام في اليمن".

وتوقّفت الأعمال الفنية بشكل شبه كامل في اليمن عقب اندلاع الحرب في 2014، بعدما كانت قلة من صالات السينما تعرض أفلاما قديمة، في حين أن المراكز الثقافية أو المدارس غالبا ما كانت توفر أرضية للمسرحيات التي تتحدث عن السياسة أو لحظات مهمة في التاريخ اليمني.

وعلى مر السنوات، تصدّرت بعض الأفلام التي أنتجها يمنيون عناوين الصحف، فقد تأهل "ليس للكرامة جدران" إلى التصفيات النهائية للفوز بجائزة أوسكار أفضل فيلم وثائقي في عام 2014، وهو يروي قصة احتجاجات عام 2011 للمطالبة بالإصلاحات.

وقُدّم كذلك ترشيح الفيلم الوثائقي "أنا نجوم بنت العاشرة ومطلقة" للمنافسة على جائزة أوسكار في العام 2017، دون أن يصل إلى المنافسة النهائية.

وأوضح خالد أن "المشكلة الأولى والكبيرة التي نواجهها هي عدم وجود صالات عرض سينمائية لدينا"، مشيرا إلى أن الإنتاج يقتصر على أعمال تُعرض عبر الإنترنت ولا تدرّ أي عائدات على الفنانين بما لا يوفر قدرات البقاء لصناعة الأفلام.

غير أن هذه التحديات ليست وحدها ما يقيّد عمل الفنانين في صنعاء، إذ تفرض السلطة الحاكمة قواعد تتعلق باللباس والفصل بين الجنسين.

ورغم الطابع المحافظ الذي يسود المجتمع اليمني، كانت البلاد تشهد أنشطة ثقافية متنوعة بينها حفلات موسيقية.

ويأمل أحمد حلمي -الذي شارك في التمثيل في المسرحية- في حصول تغيير في المشهد الثقافي في بلاده وخصوصا في صنعاء التي تضم مدينة تاريخية مدرجة على قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو).

ولفت حلمي إلى أن "كل شيء توقف. البنية التحتية مدمرة بشكل كامل. وتوقفت السينما والمسرح بصورة تامة"، مضيفا "نحن كممثلين وصنّاع أفلام نعاني بشكل كبير. لا توجد بيئة لصناعة الأفلام أو المسرح".

أما عياش سبيع وهو من سكان صنعاء، فيرى أن الأنشطة الثقافية مثل العروض المسرحية مهمة لتسليط الضوء على المواهب في بلاده وعكس صورتها الجميلة بدلا من الحرب.

وأكد "نحن الشباب بحاجة إلى هذه الفعاليات التي تنقل صورة إيجابية جميلة عن اليمن ورسالة جديدة. وهذا ما نفتقد إليه كشباب" في اليمن.

وتابع "نحاول دائما التعويض عبر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وصناعة المحتوى على يوتيوب لكن هذا ليس كافيا".