حرب أخرى ضد اليمنيين [ترجمة خاصة]

تسببت الحرب الحالية في اليمن، والتي بدأت في مارس 2015، بقيادة التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية، في تدمير واسع النطاق للبنية التحتية لهذا البلد وتشريد 2.2 مليون شخص للعيش في ملاجئ مكتظة مع عدم كفاية دعم الرعاية الصحية.

خلقت كمية النزوح البشري، والبنية التحتية المدمرة، وظروف النظافة السيئة بيئة مثالية لانتشار الأمراض، بما في ذلك التي تنقلها البعوض على وجه الخصوص.

أعلنت السلطات الصحية اليمنية في صنعاء يوم الأربعاء عن حالة الطوارئ الداخلية لمواجهة حمى الضنك والملاريا في سبع محافظات هي؛ الحديدة، حجة، ريمة، المحويت، تعز، إب وصعدة الخاضعة لسيطرتها، مؤكدة أن "حالات الإصابة بحمى الضنك بلغت 116 ألف حالة هذا العام".

وانتشرت الأوبئة في المحافظات الشمالية اليمنية، بما في ذلك "الجراحي"، ومدينة زبيد في محافظة الحديدة (غرب اليمن).

ويرجع السبب الرئيسي وراء زيادة معدل الاصابة بمرض حمى الضنك في اليمن إلى ارتفاع معدل انتشار ناقلات الأمراض والبنية التحتية السيئة، والمراقبة غير الفعالة للأمراض المعدية ونواقل الأمرض، وانخفاض مستوى التعليم هي السبب الرئيسي.

وقال بيان السلطات الصحية إنه "تم تسجيل ما مجموعه 116 ألفا و522 حالة مؤكدة من الملاريا و23 ألف حالة مؤكدة من حمى الضنك منذ يناير، في ظل تأثر القطاع الصحي في اليمن بشدة جراء الحرب الأهلية، الأمر الذي سمح بانتشار الأمراض المعدية بما فيها "الكوليرا".

زاد خطر انتقال العدوى بسبب نقص المرافق الصحية وسوء الأحوال المعيشية ونقص أنشطة مكافحة ناقلات الأمراض جراء استمرار الصراع.

لقد تحمل المدنيون وطأة الصراع الذي أودى بحياة أكثر من 10 آلاف شخص وأثار أسوأ أزمة إنسانية في العالم.

تواجه أسرة واحدة على الأقل من كل خمس أسر خطر المجاعة حيث تعاني نقصاً شديد في الغذاء، وأكثر من 30 في المائة من الأطفال دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد، ويموت اثنان على الأقل من بين كل 10 آلاف شخص كل يوم.

يحتاج اليمنيون إلى وقف إنساني لإطلاق النار حول مرافق الإغاثة الرئيسية، وتوصيل الواردات الإنسانية والتجارية إلى جميع الموانئ.  

وتعتبر موجات الملاريا وحمى الضنك إبادة جماعية تضاف إلى هذه الحرب غير القانونية، وقبل كل شيء المجاعة المتعمدة كأسلحة ضد الشعب اليمني.

* عن صحيفة ديلي وركر الايطالية