مشهدك الحقيقي .. بين يديك
الأحد , 14 - أبريل - 2019
الرئيسية - المشهد اليمني - لماذا يصر الحوثيون على إسقاط مأرب؟

لماذا يصر الحوثيون على إسقاط مأرب؟

معبد بلقيس في مارب
الساعة 01:08 مساءً (المشهد الخليجي)

تستميت ميليشيا الحوثي الانقلابية بكل ما تملكه من قوة عسكرية منهوبة في اسقاط محافظة مأرب النفطية (شمال شرق اليمن) حيث تواصل شن الهجمات المتوالية منذ 7 فبراير الماضي، في حين تقف قوات الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا في موقف الدفاع حتى اللحظة.

وسال لعاب الحوثيون لنفط مأرب الذي سيمكنها من مواصلة حروبها "العبثية" واسقاط المحافظات، بحسب مراقبين، لن تكون مأرب الاخيرة في أجندة الحوثي العسكري المدفوعة من نظام ايران الذي يسعى إلى استمرار الحرب من أجل إرضاء رغباته في اغراق السعودية في مستنقع لا سبيل للخروج منه.

ويقول الصحفي والمحلل السياسي اليمني، صالح البيضاني: إن الحوثيين يبدون "إصرارا عنيدا على السيطرة على محافظة مأرب اليمنية قبل الذهاب إلى أيّ تسوية سياسية، على اعتبار أن هذه المحافظة ستكون مكافأة نهاية الانقلاب الذي يسعى الحوثيون لشرعنته عبر حوار شكلي لا ينوون تقديم أيّ تنازلات خلاله، بقدر رغبتهم في تعزيز مكاسبهم العسكرية".

ويضيف البيضاني: "يدرك الحوثي أنه بالسيطرة التي لم تتحقق بعد على مأرب سيتمكن من تغيير المعادلة بشكل كامل، ليس معادلة الحرب والسلام، بل المعادلة داخل صفوف الشرعية ذاتها".

ولا يعتقد الكاتب أن الحوثيين سيتوقّفون في حال السيطرة على مأرب عند حدود ما قبل 1990 بل سيتجهون للسيطرة السريعة على تعز قبل استكمال معركة الحُديدة.

من جانبه، يقول أيمن نبيل في صحيفة العربي الجديد اللندنية إن "كل القوى التي تحارب الحركة الحوثية ترى فيها عدوًا وتهديدًا خطيرًا، ولكن محاربتها ليست الأولوية التي يسخر في سبيلها كل شيء آخر؛ ثمّة لدى كل تلك الأطراف أولويات أخرى".

وأشار الكاتب إلى أولويات مختلف الأطراف، موضحا أن السعودية "تريد جيشًا يمنيًا بإمكانه محاربة الحوثيين وهزيمتهم، ولكن بشرط ألا يكون قويًا كفاية، بحيث يشكل تهديدًا مستقبلًا".

وأضاف الكاتب: "بالنسبة للرئيس عبد ربه منصور هادي "أولويته هي البقاء في منصبه. ولهذا حين يكون الخيار بين الإصلاح المؤسساتي اللازم لهزيمة الحوثيين والتراجع أمامهم يختار الخيار الثاني دائمًا، وذلك لأن أي إصلاحٍ في القوات المسلحة وجهاز الدولة يهدّد "مستقبله".

وقال الكاتب إن أولوية المجلس الانتقالي "فصل الجنوب عن الشمال، وإذا استطاع الحوثيون إسقاط مأرب، ستلفظ الحكومة الشرعية أنفاسها الأخيرة، وهي العقبة الرسمية أمام مشاريع الانفصال".

واعتبرت صحيفة "العرب" اللندنية أن "بوادر اللّين المسجّلة أخيرا في مواقف كل من السعودية وإيران بشأن العلاقة بينهما وملامح التهدئة الملموسة في الخطاب السياسي للغريمتين الإقليميتين أحيت الأمل في إيجاد مخرج سلمي للصراع الدامي في اليمن".