مشهدك الحقيقي .. بين يديك
الأحد , 14 - أبريل - 2019
الرئيسية - المشهد الكويتي - 472 ألف عمالة وافدة غادرت دولة خليجية منذ 2020

472 ألف عمالة وافدة غادرت دولة خليجية منذ 2020

صالة المغادرة بمطار الكويت
الساعة 12:10 مساءً (المشهد الخليجي)

غادر 472 ألف وافد دولة الكويت منذ مطلع العام الماضي وحتى الشهر الجاري في معدل يفوق أرقام 2019 بمئات الأضعاف، وفق صحيفة "الجريدة" الكويتية.

وأوضحت الصحيفة أن إدارة الإحصاء سجلت سقوط إقامة 447 ألف وافد العام الماضي، إلى جانب أكثر من 25 ألفاً أحصتهم الهيئة العامة للقوى العاملة خلال الثلث الأول من 2021، ليصبح إجمالي المغادرين خلال عام ونصف العام 472 ألفاً، في معدل يفوق أرقام 2019 بمئات الأضعاف.

ونقلت الصحيفة عن مصادر اقتصادية القول إن "الكويت تحولت منذ بدء أزمة كورونا إلى دولة طاردة لليد العاملة المنتجة في مختلف القطاعات، بدليل أن القطاع الخاص المحلي خسر 300 ألف موظف وافد (16.6% من جسمه الوظيفي الوافد)، وخسر القطاع العام 14 ألفاً (14.3%) وقطاع العمالة المنزلية 94 ألفاً (12.8%)".

وذكرت المصادر أن هذه المعطيات تؤكد أن من سقطت إقاماتهم هُم من العمالة المنتجة التي أحدث غيابها خللاً كبيراً برز على مستوى نقص العمالة والارتفاع الكبير في كلفتها وأجورها، فضلاً عن تراجع نوعية الخدمات وكفاءتها.

وأكد رئيس مجلس إدارة شركة "الشال" للاستشارات الاقتصادية، الخبير الاقتصادي جاسم السعدون، أن الاقتصاد الوطني سيعاني على المدى القصير إشكالية تضخم من جراء نقص العمالة الوافدة الذي يعانيه السوق حالياً، لاسيما بين أصحاب المهن الحرفية المتخصصة، مشدداً على أنه في حال استمرار الأداء الاقتصادي بالنهج ذاته ستواجه الكويت إشكالية حقيقية، خصوصاً أنها تعتمد على اقتصاد غير مستدام.

من جانبه، قال الخبير الاقتصادي علي الموسى إنه "ما دام الأمر متعلقاً بسياسة العرض والطلب، وسط نقص العمالة الذين يعانيه السوق حالياً، فمن المؤكد زيادة أسعار الخدمات، لا سيما أن هذا التأثر تعانيه معظم دول العالم"، موضحاً أن زيادة الأسعار اكتوى بنارها المقاول الذي ينفذ مشروعات ضخمة، والمواطن العادي الراغب في بناء منزل له أو لذويه.

ولفت الموسى إلى أن ثمة تغيراً جذرياً واضحاً في أسعار تقديم الخدمات على صعيد العمالة الحرفية مقارنة بما قبل الجائحة قد يصل إلى الضعف تقريباً، مضيفاً: «لا أستطيع الجزم بأن معاودة فتح المطار، خلال أغسطس المقبل، أمام حملة الإقامات السارية، قد تحل المسألة، لا سيما أن الكلمة الفصل في الأمر ستكون عقب التنفيذ الفعلي».

وقالت مصادر في "القوى العاملة" أكدت أن حجم الأزمة سيُكشف بشكل حاد بعد فتح البلاد وعودة دورة العمل في القطاعات المختلفة التي سيتضح حجم الشغور الكبير فيها، لاسيما أن بعض توجهات إحلال المواطنين مكان الوافدين لن تستطيع تغطية النقص الكبير في الوظائف، خصوصاً في القطاع الخاص، وهو ما قد يمهد لمزيد من غلاء أسعار الخدمات والأجور.

وذكرت المصادر أن قطاعات المقاولات والمهن الحرفية والمطاعم والمزارع والصيد أبرز الجهات المتضررة من جراء نقص العمالة، مضيفة أن قرار«القوى العاملة» بالسماح بتحويل أذونات العمالة الوافدة المستخدمة محلياً في جميع القطاعات لم يحقق الانفراجة المطلوبة، إذ لا يزال السوق يعاني نقصاً حاداً في أعداد العمالة انعكس بصورة مباشرة على مضاعفة أسعار الخدمات وفرض أعباء إضافية على جيوب المواطنين.