مشهدك الحقيقي .. بين يديك
الأحد , 14 - أبريل - 2019
الرئيسية - المشهد اليمني - مبعوث أممي رابع إلى اليمن...ماهي فرص نجاحه؟ [تقرير خاص]

مبعوث أممي رابع إلى اليمن...ماهي فرص نجاحه؟ [تقرير خاص]

السويدي هانز غروندبرغ
الساعة 11:13 صباحاً (المشهد الخليجي - خاص)

إختار أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الدبلوماسي السويدي، هانز غروندبرغ، مبعوثًا جديدًا إلى اليمن خلفًا للبريطاني مارتن غريفيث، ليكون بذلك المبعوث الرابع إلى البلاد التي تشهد حربا أهلية منذ العام 2014.

وأبلغت الحكومة اليمنية المعترف بها دليا رسيماً الأمين العام للأمم المتحدة موافقتها على تعيين السويدي هانز غروندبرغ مبعوثاً أممياً جديداً إلى اليمن، في حين شدد الحوثيون على أهمية أن يقوم المبعوث "بدوره ومهمته الأساسية وألا يتحول إلى ناقل رسائل والانحياز لطرف التحالف تحت الضغوط الأمريكية".

وفي الأول من سبتمبر 2019 عين السويدي هانس غرندبرغ في منصب سفير الاتحاد الاوروبي لدى اليمن وقبل توليه المنصب الحالي، كان يرأس قسم الخليج في وزارة الخارجية السويدية في ستوكهولم.

والسويدي غروندبرغ دبلوماسي محترف في شؤون الشرق الأوسط وحل النزاعات، وغالباً ما يكون له وظائف مشتركة في كل من البعثات السويدية والاتحاد الأوروبي في الخارج، كما شغل سابقاً، عدة مناصب دبلوماسية في القاهرة والقدس وكذلك بروكسل حيث ترأس مجموعة عمل الشرق الأوسط والخليج التابعة للمجلس الأوروبي خلال رئاسة السويد للاتحاد الأوروبي لعام 2009.

ويرى مراقبون إن على المبعوث الاممي الرابع تجنب "سياسة تقديم التنازلات" التي قدمها المبعوثين السابقين إلى اليمن، ومحاولة إرضاء الميليشيات على حساب معاناة الشعب اليمني.

وأعتبر المراقبون أن المبعوث الأممي الرابع محكوم عليه بالفشل في حال استمر بسياسة سابقيه والسعي نحو تجزئة الحلول وعدم تقديم رؤية واضحة تفضي إلى سلام مستدام في اليمن.

أكثر وضوحا
في هذا الصدد يقول الكاتب والمحلل السياسي، رماح الجبري، في حديث لـ"المشهد الخليجي" إن "تعيين مبعوث أوروبي يؤكد الفشل البريطاني والأمريكي في إحراز أي تقدم لإنهاء الحرب في اليمن وتبني الملف اليمني أوروبيا وهي محاولة أخرى لن تحقق التقدم في تحقيق السلام ما دامت الميليشيا الحوثية تمتلك عوامل القوة مع استمرار الدعم الإيراني غير المحدود".

وأشار رماح الجبري إلى أن "المبعوث البريطاني السابق مارتن غريفيث استند إلى بريطانيا التي وقفت خلفه الا أنه لم يحقق أي اختراق ومثله المبعوث الأمريكي للرئيس بايدن"، مضيفا: "ويبدو أن المبعوث الجديد يستند بشكل أساسي على الاتحاد الأوروبي والحقيقة أن المجتمع الدولي ككل لم تعد لديه أوراق ضغط على المليشيا تدفع بها نحو السلام حيث لم تجدي العقوبات ولا التصنيفات لقياداتها كإرهابيين أو معرقلين لجهود السلام". 

وأكد الجبري لـ"المشهد الخليجي" أن "على المبعوث الأممي الجديد الاستفادة من تجارب الفشل التي خاضها غريفيث بما فيها تجزئة الملفات ومناقشة قشور الخلاف ومراضاة الميليشيا الحوثية أملا بدفعها نحو السلام وبذلك سيجد نفسه بنفس نتيجة الفشل التي خرج بها غريفيث كون تكرار نفس الاسلوب يؤدي لنفس النتيجة". 

وشدد الجبري على ضرورة أن "يكون المبعوث الأممي الجديد أكثر وضوحا في التعامل مع الأطراف السياسية والدولية وأن يتحمل مسؤوليته تجاه المعاناة المستمرة لأبناء الشعب اليمني".

ومطلع مارس 2018 عينت الأمم المتحدة البريطاني مارتن غريفيت، خلفا للمبعوث الأسبق اسماعيل ولد الشيخ أحمد  (2015-2018)، وعلى مدار ثلاث سنوات ونصف فشل في التوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية التي دخلت عامها السابع.

وأكد المبعوث السابق مارتن غريفيث في آخر إحاطة له أمام مجلس الامن الدولي أن اليمنيين رجالاً ونساءً وأطفالاً يعانون كلّ يوم لأنَّ أصحاب السلطة قد فوَّتوا الفرص التي عُرِضَت عليهم لتقديم التنازلات اللازمة لإنهاء الحرب، محذرا من أن مرور الوقت يهدد فرصة التوصل إلى هذا الحل السلمي.


خطة واقعية
من جانبه قال الباحث والحقوقي، همدان العليي، في حديث لـ"المشهد الخليجي" إن سياسة تقديم التنازلات لجماعة مسلحة لن تصل إلى اليمنيين إلى بر الأمان ولن توقف الحرب في اليمن.

واعتبر العليي أن المبعوث الاممي الرابع سيحكم عليه بالفشل إن جاء إلى اليمن ويمارس نفس السياسية التي مارسها المبعوثين السابقين؛ جمال بنعمر ومارتن غريفيث.

وأضاف العليي لـ"المشهد الخليجي": "يجب على المبعوث الاممي إيجاد خطة واقعية للسلام تضمن نزع السلاح من الجماعات المتطرفة المسلحة وتسليمها إلى مؤسسات الدولة وتضمن تحقيق مبادئ وقيم حقوق الانسان المعترف بها دوليا وعلى رأسها حق المساواة ونبذ العنصرية سواء كانت دينية أو عريقية".

وقال العليي: "لايجب أن يستمر العالم عبر المبعوث الأممي أن يقدم تنازلات لجماعة الحوثي المتطرفة"، مضيفا: "يكفي التنازلات التي قدمت خلال السنوات الماضية من قبل الحكومة الشرعية والتي لم يقابلها أي تنازل واحد من قبل هذه الجماعة وهذا دليل قاطع أن سياسة المراضاة وتقديم التنازلات لهذه الجماعة لاتنفع".

وشدد العليي على ضرورة أن يكون هناك "وضوح في الاشارة إلى الطرف المعرقل لجهود السلام والحرص على إيجاد حلول تضمن تحقيق مبادئ وقيم حقوق الانسان المعترف بها في انحاء العالم".

ودخل اليمن في اتون حرب اهلية منذ اجتياح الحوثيين العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014 وانقلابها على السلطة الشرعية المتوافق عليها دولياً.

وتقود السعودية منذ مارس 2015 تحالفا عسكريا بهدف انهاء انقلاب الحوثيين واعادة الشرعية ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي إلى اليمن.

وأدى الصراع في اليمن إلى مقتل 233 ألف مدني وتشريد 3.6 مليون من منازلهم والتسبب في "أسوأ كارثة انسانية على مستوى العالم".