مشهدك الحقيقي .. بين يديك
الأحد , 14 - أبريل - 2019
الرئيسية - المشهد اليمني - مجلة أمريكية: السعودية وإيران تجريان محادثات حول قضايا أمنية تخص اليمن وتحديدا مأرب

مجلة أمريكية: السعودية وإيران تجريان محادثات حول قضايا أمنية تخص اليمن وتحديدا مأرب

علم السعودية وايران
الساعة 10:15 صباحاً (المشهد الخليجي)

ما الذي تريده السعودية وإيران في اليمن وماذا بشأن مأرب؟

نشرت دورية "فورين أفيرز" الأمريكية مقالا مشتركا لولي نصر من جامعة جونز هوبكنز وماريا فانتابي من مركز الحوار الإنساني تطرقا فيها إلى كيف يمكن أن تتعاون إيران والسعودية معا لجلب السلام إلى الشرق الأوسط، موضحين أن الدبلوماسية بين البلدين قد تكون مساعدة وسط انسحاب الولايات المتحدة من المنطقة.

وأوضح الكاتبان أن أخطر التنافسات وأكثرها تهديدا على استقرار المنطقة هي التي بين السعودية وإيران والتي تمظهرت من المشرق حتى منطقة الخليج وأحدثت استقطابا بين السنة والشيعة وخلقت خطوط الصدع بين العرب والفرس.

وأشار الكاتبان إلى أن النزاع الطويل بدأ بغزو الولايات المتحدة العراق في 2003 إلى الحروب الأهلية في سوريا واليمن والاتفاقية النووية الموقعة مع طهران في 2015. ووصل التوتر مرحلة عالية عندما قامت بشن هجوم متقدم على المنشآت النفطية السعودية في 2019. ولا يزال الطرفان يقرعان طبول الحرب في اليمن والتنافس على المواقع في العراق ولبنان وهناك إمكانية للتنافس في أفغانستان بعد انسحاب القوات الأمريكية وسيطرة طالبان على المناطق.

واستدرك الكاتبان بالقول: "رغم كل هذا فقد التقى مسؤولون عسكريون وأمنيون بارزون من السعودية وإيران في بغداد، حيث تزامن اللقاء مع عمليات إطلاق صواريخ مكثفة في العراق واليمن".

ولفت الكاتبان إلى أ نه "منذ إبريل حدثت لقاءات إضافية بعيدا عن الأنظار وشارك فيها مسؤولون على مستويات عليا، بمن فيهم قائد فيلق القدس. وبعد توقف بسبب الانتخابات الإيرانية فمن المتوقع استئناف الحوارات من جديد وبعد تولي الرئيس إبراهيم رئيسي الرئاسة هذا الشهر. وهناك مسافة طويلة لكي يقطعها الطرفان لرأب العلاقات، لكن التقارب الناشئ يقدم أفضل فرصة منذ عدة أعوام لعودة الاستقرار الإقليمي في الشرق الأوسط. وستستفيد الولايات المتحدة كثيرا من التحركات الدبلوماسية التي ستقود الطرفين إلى الاتجاه الصحيح".

وتركز المحادثات حتى الآن على قضايا أمنية تخص اليمن تحديدا، ومنطقة مأرب الغنية بالنفط، كما أشار مسؤول سعودي في حديث مع الكاتبين.

وقال الكاتبان إن "إيران تريد من الرياض وقف الحصار الاقتصادي عن مناطق الحوثيين في اليمن ووقف الغارات الجوية للتحالف على مواقعهم بما فيها منطقة مأرب. وهو ما سيخلق الظروف المناسبة لنصرهم في المحافظة ويسمح لطهران بفرض تسوية نهائية للنزاع ومواصلة تهديد السعودية بالمسيرات والصواريخ".

من جهتها تحاول السعودية شراء الوقت وتقوية دفاعاتها ووقف الهجمات الصاروخية للميليشيات الشيعية في العراق على أراضيها، حيث أصابت صواريخ قصرا في الرياض قبل فترة.

وأكد الكاتبان أنه "في النهاية يرغب الطرفان بنتائج مختلفة للحوار، فإيران تأمل بأن يقود لتطبيع العلاقات من جديد مع السعودية، في وقت ترغب فيه الرياض بحل المشاكل الأمنية، وبخاصة نهاية الحرب في اليمن والهجمات الصاروخية ضدها. ويحاول المفاوضون السعوديون تأخير تطبيع العلاقات حتى يحصلوا على تنازلات حقيقية. ومن جانبهم، يقاوم المفاوضون الإيرانيون فكرة تحقيق اتفاقيات محدودة في العراق واليمن، لأنها ستعالج مظاهر القلق السعودية بدون أي تغير في طبيعة العلاقات بشكل كامل. وتواجه الديناميات هذه صعوبة نظرا لعدم معرفة السعوديين بمسار السياسة الأمريكية، وبخاصة الصفقة النووية مع إيران وانسحاب القوات من العراق والسياسة الأمريكية بشكل عام من المنطقة، فعدم الوضوح يضعف ثقة المسؤولين السعوديين وحاجتهم للتوصل إلى صفقة حقيقية مع الطرف الإيراني الذي يعرف ماذا يريد".