مشهدك الحقيقي .. بين يديك
الأحد , 14 - أبريل - 2019
الرئيسية - المشهد اليمني - وزير ودبلوماسي يمني يحذران: اليمن يتعرض لتجريف هويته

وزير ودبلوماسي يمني يحذران: اليمن يتعرض لتجريف هويته

احمد عوض بن مبارك
الساعة 08:03 صباحاً (المشهد الخليجي)

حذر وزير الخارجية وشؤون المغتربين اليمني، الدكتور عوض أحمد بن مبارك، من خطورة تصدير ثورات المشاريع الخارجية إلى العالم الإسلامي وبالتحديد إلى المنطقة العربية لما لها من أهمية استراتيجية وجيوبولتيكية من خلال الإطاحة بأنظمة الحكم وإقامة أنظمة حكم جديدة قائمة على الموالاة لنظام خارجي يسعى عبر ميلشياته في العراق وسوريا ولبنان واليمن على إنشاء حكومات دينية سلالية قائمة على فكرة الاصطفاء الالهي والتمييز العرقي السلالي لحكم الشعوب وتجريف الهوية العربية، كما يجري في اليمن ولبنان.

ورأى وزير الخارجية اليمني في حديث مع صحيفة "البلاد" السعودية أنه "بعد انقلاب الحوثيين على مؤسسات الدولة اليمنية الشرعية واستيلائها على العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر 2014م بسقوط العاصمة العربية الرابعة، أن اليمن أصبحت منطقة خصبة لتحقيق الاستراتيجية الدخيلة لتجريف الثقافة العربية بثقافة دخيلة من خلال تحريف مناهج التعليم وتنظيم دورات غسل الأدمغة عبر المراكز الصيفية وغرس ثقافة الموت وتدريب الأطفال على استخدام السلاح".

وأكد وزير الخارجية اليمني، أن "التجريف لم يقتصر على الهوية الخاصة لتلك الدول فحسب، بل طال إلى تزوير تاريخ الأمة العربية، مثل تغيير اسم الخليج العربي في المناهج الدراسية اليمنية وزرع الأفكار المعادية للشعوب والأنظمة الرسمية في دول الجزيرة العربية، وبنفس الحال في لبنان عبر دعم حزب الله اللامحدود بالسلاح والمال للسيطرة على مؤسسات الدولة اللبنانية".

وشدد وزير الخارجية اليمني على ضرورة تضافر الدول العربية خاصة المتأثرة من التدخلات الخارجية وتنسيق الجهود للحد من هذا التدخل ومواجهة الأذرع التخريبية في المنطقة بكل حزم وحسم، لأن تمكين هذه المليشيات وتوسيع نفوذها في جزء مهم من خارطة الوطن العربي خاصة في بوابتها الشرقية والجنوبية يشكل خطرا حقيقيا على مستقبل المنطقة العربية.

من جانبه، أكد سفير اليمن لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، الدكتور محمد جميح، أن خطورة المشروع الاستعماري لا تكمن فقط في كونه مشروعاً عسكرياً مليشاوياً مدمراً للبنية المادية للمدن والبلدان العربية التي تعاني منه، حيث أن هذه الخطورة يمكن التغلب عليها بعد التخلص من هذا المشروع البغيض، كما تخلصت البلدان العربية من مشاريع الاستعمار، مشيرا إلى أن أخطر ما في هذا المشروع هو أنه لبس لباس الأخوّة والدعوة إلى الوحدة الإسلامية، فيما هو يدمر المجتمعات العربية وينشر فيها الفتن الطائفية، ويعمل على تحريف هويتها الثقافية والحضارية، ويحاول ملشنة الحياة السياسية وتطييف الحياة الاجتماعية وتخريب الحياة الاقتصادية وتشويه الهوية الثقافية في البلدان العربية التي عاث فيها فساداً.

وأضاف: "شوارع صنعاء وبيروت خير دليل، حيث غزتها كثرة الصور والملصقات المعبرة عن أجندة خارجية في انعكاس واضح لمحاولات تغيير ملامح المدن العربية، ومضامين ثقافتها وهويتها الحضارية حيث تنطلق هذه المليشيات من منطلقات المنهج التربوي والخطاب الديني والإعلامي وحتى المؤثرات الأخرى من أنشودة أو صورة أو تمثيلية أو مطبوعات وأنشطة ومراكز صيفية ومعسكرات تدريب قتالي".

وأشار جميح إلى أن الحوثيين يعملون على تجريف الهوية الثقافية والحضارية لليمن، ناهيك عن اعتبارهم الحضارات اليمنية القديمة حضارات وثنية والدعوة إلى عدم الاعتزاز بهذه الحضارة، وحتى الدول والولايات الإسلامية التي قامت في اليمن بعد الإسلام لا يعدونها ضمن الدول التي تمثل قيم الإسلام، ما عدا الدولة الهادوية.

ورأى جميح أن تجريف الهوية العربية قد يستمر إلى حين، لكنه بطبيعة الحال يعد محاولات تجري عكس حركة التاريخ لن يكون لها قبول، خاصة بعد تكشف أهداف المشاريع الاستعمارية لأغلب العرب سنة وشيعة والتي رفعت لغرض المكر والخديعة.