مشهدك الحقيقي .. بين يديك
الأحد , 14 - أبريل - 2019
الرئيسية - المشهد اليمني - دور بريطاني محوري في حرب اليمن يتجاوز "مبيعات الأسلحة" (ترجمة خاصة) 

دور بريطاني محوري في حرب اليمن يتجاوز "مبيعات الأسلحة" (ترجمة خاصة) 

دور بريطاني محوري في حرب اليمن يتجاوز
الساعة 11:30 صباحاً (المشهد الخليجي - ترجمة خاصة)

في الفترة التي سبقت الانتخابات العامة التي جرت يوم الخميس الماضي في المملكة المتحدة، والتي سجل فيها حزب المحافظين برئاسة بوريس جونسون انتصارًا ساحقًا على حزب العمال برئاسة في جيريمي كوربين، كانت العديد من الموضوعات البارزة موضع نقاش كبير داخل المجال السياسي البريطاني.

أولاً وقبل كل شيء كان موقف كلا الطرفين مع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي، مع تفضيل حزب العمل لاستفتاء ثانٍ واعتبر عاملاً رئيسياً في هزيمته في صناديق الاقتراع؛ كانت مزاعم معاداة السامية داخل حزب "كوربين" كثيرة أيضاً، في حين تم تسليط الضوء على زيادة الخصخصة في ظل حكومة المحافظين.

أحد الموضوعات التي بالكاد حظيت بالذكر في الفترة التي سبقت الانتخابات، أو في أي وقت آخر في الخطاب السياسي البريطاني، هو دور بريطانيا الرئيسي في الحرب التي تقودها المملكة العربية السعودية على اليمن منذ أربع سنوات.

في مارس 2015، بعد استيلاء ميليشيا الحوثي على العاصمة صنعاء، بدأت على الفور حملة جوية على البلد الفقير في محاولة لإعادة حكومة عبدربه منصور هادي.

استهدف القطاع الزراعي اليمني بشكل رئيسي، وأدى ذلك إلى انتشار المجاعة على نطاق واسع في بلد يعد بالفعل من أفقر بلدان شبه الجزيرة العربية؛ وأدى الانهيار اللاحق للبنية الأساسية للصحة والمياه والصرف الصحي في اليمن إلى تفشي وباء الكوليرا؛ وتفاقم الوضع بشكل أكبر بسبب الحصار.

على الرغم من كون الحملة التي تقودها السعودية تأتي ضمن تحالف يشارك فيه عدة دول عربية وإفريقية، إلا أن دعم بريطانيا يلعب دوراً حيوياً في الصراع المستمر.

باعت بريطانيا، ثاني أكبر دولة مصدرة للأسلحة في العالم بعد الولايات المتحدة، أسلحة بقيمة مليارات الجنيهات إلى الرياض منذ بدء الصراع - للسعودية وشريكها في التحالف، الإمارات العربية المتحدة، التي اشترت أسلحة بريطانية بأكثر من 14 مليار جنيه إسترليني في عام 2018 وحده.

لكن دور بريطانيا في الصراع اليمني يتجاوز مجرد مبيعات الأسلحة، حيث يلعب المستشارون العسكريون البريطانيون دورًا رئيسيًا في غرفة القيادة السعودية في اختيار أهداف الغارات الجوية - كما تم تدريب أكثر من 100 طيار سعودي في قواعد سلاح الجو الملكي البريطاني في بريطانيا في العقد الماضي وحده.

يساعد الدعم العسكري والمالي لللرياض من قبل بريطانيا في تحقيق الطموح الجيوسياسي الذي تشترك فيه لندن مع الولايات المتحدة المتمثل في احتواء النفوذ الايراني في المنطقة، والتي تعد عدو للغرب منذ انتصار الثورة الإسلامية عام 1979 بقيادة آية الله الخميني والتي حلت محل الشاه المدعوم من الولايات المتحدة، كما أن طهران على صلة بالصراع اليمني، حيث تتهم بدعم الحركة الحوثية منذ فترة طويلة.

وعلى الرغم من تعليق موجز من "جيريمي كوربين" بأنه سيوقف مبيعات الأسلحة إلى المملكة العربية السعودية فيما لو انتصر في الانتخابات، ما يزال الصراع المدمر في اليمن ودور بريطانيا الرئيسي في المعاناة المستمرة بالكاد حظي باهتمام المعلقين في وسائل الإعلام البريطانية الرئيسية خلال الفترة التي سبقت الانتخابات، ويبدو أن مبيعات الأسلحة واحتواء إيران أهم بكثير من حياة الأطفال اليمنيين.

* نشرت المادة بعنوان "حرب اليمن..مشكلة في وقت الانتخابات" في صحيفة "ذا ليدرز نيوز الهندية"