مشهدك الحقيقي .. بين يديك
الأحد , 14 - أبريل - 2019
الرئيسية - المشهد اليمني - سفيان نعمان.. إعلامي يمني سابق يحول الإطارات إلى تحف فنية

سفيان نعمان.. إعلامي يمني سابق يحول الإطارات إلى تحف فنية

سفيان نعمان يعرض تحفه الفنية من الاطارات
الساعة 08:08 صباحاً (المشهد الخليجي)

يبدأ الإعلامي اليمني السابق، سفيان نعمان، يومه في بيته المتواضع المصنوع من الطين والحجر في أحد أحياء صنعاء صاعداً إلى سطح المنزل، حيث ورشته لإعادة تدوير إطارات السيارات المستعملة التي أسسها ويديرها، مستغرقاً في الأشكال التي ينبغي ابتكارها لكسب المزيد من الزبائن، بعد أن أفقدته الحرب وظيفته التي كان يعمل من خلالها على تأمين حياة كريمة له ولأطفاله.

الرجل الأربعيني أبٌ لثلاث بنات في مراحل دراسية مختلفة، ويعيش هو وزوجته في مسكن متواضع يعجُ بالتحف والأشكال الفنية التي يصنعها، بعد أن حوّل سطح المنزل إلى ورشة لإعادة تدوير الإطارات المستعملة، حيث يقبل الكثير على شراء ما ينتجه من أشكال وتحف جذابة، وفق صحيفة "البيان" الاماراتية.

ألقت الحرب التي أشعلتها ميليشيا الحوثي، والتي تدخل عامها الثامن بظلالها على الصحافيين والإعلاميين في اليمن، وكان سفيان أحد الضحايا حيث بحث كثيراً عن مصدر دخل لتأمين لقمة العيش لأسرته، طارقاً كل الأبواب، حتى اهتدى بعد فتره إلى إطارات السيارات المحترقة، وتساءل أين تذهب كل تلك الإطارات التالفة وبماذا تستخدم.

تعلُّم التدوير
تعلم نعمان عبر تطبيق "يوتيوب" كيفية إعادة تدوير الإطارات التالفة. فخرج إلى الشوارع يبحث عن الإطارات التالفة التي كان يجدها أو يشتريها بثمن قليل. قوبل سفيان بالسخرية واتهم بالجنون من قبل أهله ومجتمعه وجيرانه، إلا أن زوجته كانت الداعم الأول له. بمجموعة من الأدوات البسيطة، بدأ يُطبق ما تعلمه صانعاً أشكالاً جميلة مثل الشنط والمحافظ والأحزمة الرجالية، والأثاث المنزلي.

يقول سفيان إنه في إحدى المرات أتى إليه اثنان من معارفه، أحدهما أستاذ جامعي مختص في علم الفيزياء والآخر مختص في برامج الكمبيوتر، بدآ بمساعدته من دون مقابل. بعد ذلك، توسع في العمل وبدأ بالبيع للبوفيهات، حيث كان يصنع لها كراسي وطاولات من الإطارات، المستعملة كما يقوم بعمل أشكال فنية يمكن استخدامها في الحدائق والأماكن العامة والمنازل.

ولأن الحرب تسببت في نزوح الكثير من السكان من محافظة تعز وكان سفيان يعرف بعضهم، فقد نصب لهم خيمة في حوش منزله ودعاهم للعمل معه. وزاد عدد العمال حتى بلغوا 40 شخصاً كلهم عملوا معه من دون مقابل إلى أن يقوم باستلام مقابل العمل من الجهة الأخرى، ويقوم بتقسيمه عليهم.

ومع هذا النجاح تلقى دعماً من مجموعة من المنظمات الدولية، كون ما يفعله يساعد على حماية البيئة، إلى جانب تشغيل النازحين بسبب الحرب وهو هدفٌ نبيل جمع حوله الكثيرين.

في كل مكان نجد الإطارات التي استغنى عنها أصحابها لأنها صارت بلا قيمه، إلا أن سفيان يجعلها تحفة فنية وذات قيمة مادية وجمالية، مثبتاً للجميع أن هناك الكثير من الأشياء التي يمكن الاستفادة منها.