مشهدك الحقيقي .. بين يديك
الأحد , 14 - أبريل - 2019
الرئيسية - المشهد اليمني - أخذوا أموالنا وقيدونا ورمونا إلى البحر.. مهاجر يمني يروي تفاصيل مروعة تعرض لها من قبل الشرطة اليونانية

أخذوا أموالنا وقيدونا ورمونا إلى البحر.. مهاجر يمني يروي تفاصيل مروعة تعرض لها من قبل الشرطة اليونانية

المهاجر اليمني مجدي قالا
الساعة 02:36 مساءً (المشهد الخليجي)

كشف مهاجر يمني من أصول إثيوبية تفاصيل مؤلمة تعرضوا لها من قبل عناصر الامن اليوناني الذين دفعوهم إلى البحر وأجبروهم على  العودة من حيث أتوا.

وقال المهاجر اليمني، مجدي قالا، في حديث مع وكالة انباء "الاناضول" إن القوات اليونانية دفعته إلى البحر هو وأسرته التي فقدت أحد أفرادها وسط الأمواج العاتية، موضحاً أنه خرج وزوجته فاطمة محمود وابن عمه مجاهد عبد الجواد من اليمن، قبل شهرين بسبب الحرب الداخلية ووصلوا إلى ولاية إزمير غربي تركيا.

وأوضح قالا، أنه في 30 يناير الماضي، ركبت الأسرة قاربا مطاطيا يقل مهاجرين غير نظاميين جميعهم من اليمن، وتحركوا من إزمير إلى جزيرة كيوس اليونانية، مستدركاً: "لكن القوات اليونانية ألقت القبض على المجموعة بعد وصولها الجزيرة ووضعتهم في قارب آخر ودفعتهم تجاه المياه الإقليمية التركية، بينما ألقوا قالا واثنين من أقربائه في البحر".

وأشار قالا إلى أنه بعد السباحة لمدة طويلة وسط الأمواج العاتية وفي مياه شديدة البرودة، تمكن قالا وقريبه مهاد من الوصول إلى جزيرة "قره أدا" التركية، في حين فقدا قريبهما مجاهد الذي تقاذفته الأمواج ولا تزال أعمال البحث عنه جارية من قبل خفر السواحل التركي.

وقامت فرق تابعة لقوات خفر السواحل التركية بإنقاذ قالا ومهاد وإجراء الإسعافات الأولية لهما، ليجري بعد ذلك إرسالهما إلى مركز الترحيل في إزمير حيث التقى زوجته فاطمة التي وصلت تركيا بعدما دفعها الجنود اليونانيون على متن قارب آخر.

وأضاف قالا أن عناصر الشرطة اليونانية استولوا على نقودهم وهواتفهم ووضعوا بعضهم في قارب ودفعوهم نحو المياه الإقليمية التركية، بينما اقتادوا مجموعة أخرى كان هو معهم إلى مخفر الشرطة بعد وضع الأصفاد في أيديهم.

وتابع قالا أن تلك القوات وضعتهم بعد ذلك في قارب مطاطي صغير والأغلال لا تزال في أيديهم وبجوارهم جنود يونانيون ثم انطلقوا في البحر صوب المياه الإقليمية التركية.

وأوضح قالا أنه بعد 20 دقيقة قام الجنود بإلقائهم في البحر بعد فك الأغلال رغم أنهم أخبروهم بأنهم لا يجيدون السباحة، وأن سترات النجاة التي معهم غير مناسبة.

وقال المهاجر اليمني قالا، إن الأمواج كانت مرتفعة وأن سترات النجاة التي أعطاها لهم الجنود اليونانيون صغيرة ولا تحملهم، فعانوا كثيرا وابتلعوا كميات كبيرة من الماء حتى وصلوا الجزيرة، لكن ابن عمه لم ينجح في ذلك لأنه لم يكن يعرف السباحة.

وتابع قالا: "انتظرنا بالجزيرة حتى الصباح وعندما لاحظ عناصر خفر السواحل التركي وجودنا، هرعوا لإنقاذنا. ما زلت أسمع صوت ابن عمي وهو يكافح وسط الأمواج للبقاء على قيد الحياة. ما تعرضنا له وحشية وتصرفات ضد الإنسانية. كيف يمكنهم أن يلقوا بالناس هكذا في البحر؟".

وأفاد قالا بأنهم خرجوا من اليمن بسبب ظروف الحرب، إلا أنهم فروا من الموت ليجدوا أمامهم الموت بطريقة أخرى.