كشف وزير الدولة ورئيس مكتبة قطر الوطنية، د. حمد عبدالعزيز الكواري، اليوم الثلاثاء، عن عن تضافر جهود عدد من الدول، بالتنسيق مع السلطات والمختصين، لتعزيز أفضل الممارسات في مكافحة الاتجار بالآثار، ووضع البرامج والسياسات التي تحمي وتصون التراث الثقافي وحقوق الملكية.
وأوضح الكواري في تصريح لصحيفة "القدس العربي" على هامش ورشة دولية نظمتها مكتبة قطر الوطنية، حول مكافحة الاتجار بالتراث الوثائقي، أن الجهود تركز تحديداً على دول عربية وذات غالبية إسلامية، تشمل اليمن والعراق وسوريا وليبيا ومصر وأفغانستان، التي تتعرض لأبشع محاولات سرقة تراثها.
وأشار الكواري إلى حجم الاهتمام الذي تعكسه المكتبة لقضية الاتجار بالممتلكات الثقافية، مضيفاً أن "الاتجار غير القانوني للتراث، أصبح أقرب للوباء ويهدد مقتنيات الأمم ويدمر تاريخها، مشدداً على واجب المؤسسات الثقافية التصدي للخطر الدائم".
وقال الكواري إن "المجتمع الدولي يعمل على حماية التراث الإنساني ومواجهة التحديات"، متابعاً: "للأسف هناك دول عربية وإسلامية ذات تراث عريق، وهي مهد للحضارات تتعرض لعمليات نهب لتراثها".
وتحدث رئيس مكتبة قطر الوطنية بأسى عما يتعرض له العراق وسوريا واليمن وليبيا من أزمات ساهمت في استفحال ظاهرة سرقة آثاره التي لا تقدر بثمن.
وشدد وزير الدولة القطري على أن “مكتبة قطر تولي أهمية بالغة للمخطوط، وهو ركن أساسي في مساعي حماية التراث، وأطلقت مشروع "حماية"، وهي مبادرة تهدف لمكافحة الاتجار غير المشروع بالتراث”.
وقال الدكتور الكواري إن "أخصائيين من جميع أنحاء العالم اجتمعوا في قطر لتبادل الخبرات والتجارب لمكافحة الاتجار بالممتلكات الثقافية والتراث الوثائقي".
ورشة العمل التي نظمتها مكتبة قطر الوطنية بصفتها مركز "الإفلا" الإقليمي لصيانة مواد المكتبات والحفاظ عليها في الدول العربية والشرق الأوسط، جاءت متعددة التخصصات بعنوان "مكافحة الاتجار بالممتلكات الثقافية والتراث الوثائقي"، وأقيمت بالشراكة مع وزارة الثقافة القطرية، والسفارات الإيطالية والأمريكية والفرنسية في الدوحة، وتسلط الضوء على أفضل الممارسات في مكافحة الاتجار بالآثار، وناقشت البرامج والسياسات التي تحمي وتصون التراث الثقافي وحقوق الملكية.
وحضر الجلسة الافتتاحية للورشة الوزير الكواري، وجان باتيست فافر، سفير الجمهورية الفرنسية، وإليساندرو بروناس سفير الجمهورية الإيطالية، وراجح حسين بادي، سفير الجمهورية اليمنية، وجاسم البوعينين مدير إدارة المكتبات بوزارة الثقافة، وريتشيل ميكيسكا، مسؤولة الدبلوماسية العامة بالسفارة الأمريكية، وهوسم تان، المديرة التنفيذي للمكتبة.