مشهدك الحقيقي .. بين يديك
الأحد , 14 - أبريل - 2019
الرئيسية - المشهد اليمني - تجار يمنيون يكافحون لإيصال منتجات القهوة إلى الأسواق

تجار يمنيون يكافحون لإيصال منتجات القهوة إلى الأسواق

عاملان يقومان بتحضير حبوب البن
الساعة 09:31 صباحاً (المشهد الخليجي - رويترز)

يحتفظ البن اليمني منذ عقود بمكانة خاصة بسبب جودته العالية كونه ينمو في تضاريس جبلية تمنحه مذاقا مميزا، فضلا عن سعره المعقول، لكن إيصال هذه المنتجات إلى الأسواق بات أحد العراقيل الصعبة التي تقف أمام تجارته.

وتعتمد تجارة القهوة، التي كانت تاريخيا واحدة من أهم السلع القيمة التي تُدر عائدا في اليمن، على البن المحلي لدرجة أن بعض المتابعين يعتقدون أن التجار يسعون لأن يصبحوا "ستاربكس اليمن".

وكانت تمر هذه التجارة عبر موانئ موكا، التي حصلت منها قهوة الشوكولاتة الشهيرة الآن على اسمها على البحر الأحمر إلى أوروبا.

ووفقا لموسوعة بريتانيكا، بدأت تجارة البن اليمني في القرن السادس عشر، لكن بسبب استمرار الحرب والحصار على مدى سنوات، تراجعت تلك التجارة ومكانة البن كمنتج قيم للتصدير.

ويواجه مزارعو البن مشاكل متعددة أدت إلى تدني محصولهم السنوي، من أهمها الجفاف مع غياب وسائل حفظ المياه من حواجز وسدود للاحتفاظ بمياه الأمطار واستخدامها وقت الحاجة.

وبحسب تقرير نشرته منظمة الأغذية والزراعة (فاو) في وقت سابق هذا العام، ينتج اليمن حاليا كمية صغيرة نسبيا من القهوة سنويا تقدر بنحو 20 ألف طن مقارنة مع 400 ألف طن تنتجها إثيوبيا.

وكشف التقرير أنه على الرغم من زيادة قيمة صادرات البن اليمني من 8.5 مليون دولار في عام 2016 إلى 17 مليون دولار في 2019، إلا أنها لا تزال قيمة منخفضة.

وقال رشيد شاجع، تاجر بن ومالك متجر دُرر، لتلفزيون رويترز إن "‏كمية الإنتاج للبن اليمني في إحصائيات الحكومية تقدر بسبعة عشر ألف طن ولكن ليست إحصائية دقيقة".

وأضاف "نرى أنه خلال السنوات الأخيرة تمت زراعة الكثير من مساحة البن، وهذا يؤكد على زيادة الإنتاج"، لكنه لم يذكر كم تصل المساحة المزروعة.

ولإحياء سمعة البن اليمني، يقوم العديد من المنتجين المحليين ورجال الأعمال بتجربة أنواع القهوة المختصة لدفع قيمته في الأسواق مرة أخرى.

ويقول مؤسسو متجر دُرر للقهوة المختصة، الذي يبيع حبوب البن والقهوة، إنهم يعملون للتأكد من أن منتجهم يتفق مع المعايير الدولية ويأملون في أن يقتحم الأسواق في آسيا وأوروبا والولايات المتحدة.

وتشمل بعض جهودهم الحصول على أفضل أنواع الحبوب والتعاقد مع "سقاة قهوة" لاختبار التذوق واستخدام التعبئة الفاخرة.

وفي الوقت الذي يهدف فيه إلى زيادة الصادرات، يؤكد شاجع أنهم يعملون أيضا على التوسع في السوق المحلية عبر افتتاح المقاهي وتشجيع اليمنيين على استكشاف طرق جديدة لصنع القهوة.

وتابع "من ضمن جهود إعادة إحياء موروث وثقافة البن اليمني وربطها بالمعايير العالمية ‏تم افتتاح الكثير من المتاجر وكافيهات القهوة المختصة وعمل البن اليمني ذي الجودة العالية بمعايير عالمية". وأوضح أن هذا الوضع "أدى إلى إقبال الناس وأيضا تجربتهم للعديد من الطرق التحضيرية سواء المنزلية أو في هذه الأماكن".

وذكر أحد سكان العاصمة صنعاء التي يستولي عليها الحوثيون المدعومون من إيران أنه متحمس لرؤية علامات تجارية من القهوة المحلية تظهر في جميع أنحاء المدينة.

وقال صالح الحدي إن "‏تعدد المشاريع التي فتحت مؤخرا وكانت الأسبقية موكا هنترز ‏عرفنا بأنواع البن اليمني بعدة أنواع منها البن الحرازي إلى الحواري إلى العديني إلى الحيمي فأصبح لدينا الآن نوع من الخبرة في اختيار نوعية البن ومذاقه".

لكن المنتجين المحليين يواجهون معركة شاقة في ظل التحديات العديدة الناجمة عن الحرب المستمرة منذ سبع سنوات.

وقال بكر النصيري مدير المزاد الوطني للبن اليمني إنه "خلال الفترة الأخيرة غابت ثقافة شرب القهوة في اليمن وتحول الناس إلى الشاي ووجود مثل هذه المقاهي أولا يعني أن لها إيجابيات كثيرة جدا لأنها تعيد ثقافة القهوة كمشروب اجتماعي".

وتابع "الصادرات ما بين ثلاثة آلاف إلى أربعة آلاف طن بفعل الحرب.. كانت الحرب مؤثرة بشكل سلبي على الصادرات بسبب الحصار وكذلك بسبب ارتفاع تكاليف الشحن والإنتاج".