في الوقت الذي يحتفل فيه اليمنيون اليوم في شمال الوطن وجنوبه بثورتي 26 سبتمبر التي قضت على نار، وظلم واستبداد النظام الإمامي في الشمال، و14 أكتوبر التي قضت على الاستبداد، والقهر الذي مارسه المحتل الأجنبي في جنوبي الوطن، ينظرون إلى تلك الثورات، بكل فخر واعتزاز، يظهر كثير من الأسئلة عن أهمية استلهام الثورتين، وأن علينا الاسمرار بكفاح الحديد والنار للتخلص من انقلاب النسخة الجديدة من الإمامة، والمتمثلة بمليشيا الحوثي الإرهابية.
في حديثها عن ماذا تعني ثورة أكتوبر لليمنيين، قالت الدكتورة لمياء الكندي، وهي ناشطة سياسية وحقوقية وكاتبة أن ثورة الـ14من أكتوبر المجيدة اثبتت استحالة التعايش مع قوى الاستعمار والقهر الخارجية، موضحة: “لقد كان الشعور بحتمية التحرير شعور مترابط مع ضرورة التحرير من قوى الاستبداد والكهنوت الداخلي”.
وتابعت: “شكلت ثورة أكتوبر الجناح الثاني المكمل للنسر الجمهوري الذي انطلق مرفرفا في سماء الحرية اليمنية الذي تشكل من ثورة الشعب الكبرى في الـ26 من سبتمبر الخالدة”.
وأكملت: “لم تكن ثورة الرابع عشر من أكتوبر مشروع منفصل عن ثورة 26 سبتمبر، بل كانت وليدة لنفس الظروف والحاجات ومتممة لرحلة اليمنيين صوب الحرية والاستقلال”.
من جهتها الناشطة السياسية والإعلامية نور السقاف ترى أن ثورة أكتوبر هي العين اليسرى وسبتمبر العين اليمني، مؤكدةً بأن كل منهما تكمل الأخرى.
وتضيف: “ربما في السنوات الماضية لم نكن ننتظر ونحتفل بهذا الزخم والإصرار مثل 8 سنوات التي مرت علينا منذُ الانقلاب الحوثي، وانهيار الدولة” موضحة أن ذلك “نبهنا بمدى أهمية ثوراتنا المجيدة، وكذا الكفاح السلمي والمسلح ضد الحوثي”.
وأشارت إلى أن “الانقلاب الحوثي يعد أسوأ احتلال مرّ على بلادنا، مضيفة أن “الاحتلال الخارجي مع الوقت سينتهي ويرحل لكن الجماعات العقائدية التي تنسب لليمن مراحلها طويلة، وحربها مستنقع يصعب الخروج منه”.
وعن ضرورة توحد الجهود في المعركة الوطنية اليوم ضد مليشيا الحوثي، تقول نور السقاف إنه: لا ثورة بدون سلاح كذب من يقول لك هناك ثورات سلمية.. مشيرة أن الحديد والنار لن يخرج إلا بالحديد والنار، وأن الانقسامات الداخلية، ساهم بشكل كبير في انحراف وتشتت الوحدة الوطنية، مؤكدة لن “نستطيع القضاء على الاحتلال الداخلي إلا بالوحدة الوطنية وانتهاج الفكر الواحد والمصير الواحد والهدف الواحد”.
في السياق يقول المقدم صالح القطيبي، نائب مدير المركز الإعلامي للقوات المسلحة إن ثورة الرابع عشر من أكتوبر 1963م تعدّ واحدة من أهم الثورات العربية الناجحة التي غيرت بقيامها مجرى الأحداث وانتصرت للحرية والكرامة بعد سنوات من النضال الثوري المسلح ضد الاستعمار البريطاني.
وتابع: في هذه الثورة المجيدة قدم اليمنيون أرواحهم ودماءهم وأموالهم في سبيل تحرير البلاد والتي رزحت تحت نار المستعمر لأكثر من 130 عاماً تعرضوا فيها لشتى صنوف القهر والإذلال والاستنزاف والعبودية.
وأضاف القطيبي بأن “الحديث عن هذه الثورة المباركة يثير الكثير من الحماس والفخر حولها، فهي لم تأت بمحض الصدفة أو ولدتها عوامل مؤقتة، إنما جاءت حصاد سنوات من النضال المتواصل في مختلف الأصعدة العسكرية والسياسية والاجتماعية والثقافية من مختلف تيارات المجتمع القومية والإسلامية والقبلية ومن كل اليمنيين في الشمال والجنوب.
مؤكدا بأن هذا الثورة أكدت بقيامها واحدية الثورة اليمنية ووحدوية اليمنيين عبر التاريخ وهي حقائق لا تقبل الشك أو الجدال مهما حاول البعض ممن لم يعيشوا عصر الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر والأحداث التي رافقتهما أن يزرعوه في نفوس الأجيال من عوامل التشطير وإثارة العنصرية والمناطقية المقيتة.