مشهدك الحقيقي .. بين يديك
الأحد , 14 - أبريل - 2019
الرئيسية - المشهد اليمني - ‏مركز أمريكي ينشر دراسة مفصلة عن الجناح العسكري للح.وثيين وهيكل القيادة والسيطرة [ترجمة خاصة]

‏مركز أمريكي ينشر دراسة مفصلة عن الجناح العسكري للح.وثيين وهيكل القيادة والسيطرة [ترجمة خاصة]

ارشيفية
الساعة 11:57 صباحاً (المشهد الخليجي - ترجمة خاصة)

‏نشر مركز مكافحة الإرهاب لدى أكاديمية "ويست بوينت" العسكرية الأمريكية دراسة مفصلة عن الجناح العسكري لمليشيا الحوثي الانقلابية في اليمن وهيكل القيادة والسيطرة فيه، ركزت على الجوانب العسكرية والأدوار المؤكدة لـ"إيران" و"حزب الله" اللبناني في الشؤون العسكرية للحوثيين.

وأوضحت الدراسة أن بدر الدين الحوثي كان المؤسس الحقيقي والفعلي لـ"الحوثيين"، واستفاد من زيجاته الأربع من عدة أسر في محافظة صعدة (شمال اليمن) والتي انجب منها 13 ولدا، في تأسيس تحالف قبلي يسنده ويتكفل بحمايته ومشروعه القادم، مشيرة إلى أن قبائل خولان بن عامر في صعدة كان الحاضنة الأولى لحركة الحوثيين".

ووفق الدراسة تأثرت عائلة بدر الدين وتحديداً حسين الحوثين بفكر الخميني ونموذج "الثورة الإسلامية"، مشيرة إلى أن والده بدر الدين قام بزيارة إيران (وبيروت) لإقامة متقطعة بين الاعوام 1979 وقبل وفاته 2010، وكان يأخذ حسين وبعد ذلك بعض أبنائه الآخرين معه، لا سيما ابنه الخامس محمد (المولود حوالي عام 1965)، وابنه التاسع، عبدالملك (ولد حوالي 1979)، وكلاهما كانا طالبي دين متعطشين وأشرف على تعليمهما بدر الدين ووطد علاقتهما مع عائلات صعدة.

وبينت الدراسة أنه في عام 1994، بدأ بدر الدين وابنه حسين بإرسال 40 طالبًا دينيًا سنويًا إلى قم - وهو تدفق من شأنه أن ينتج في النهاية حوالي 800 طالب تم تدريبهم في قم، قيل إن بعضًا منهم قد تم إعدادهم من قبل الحرس الثوري الإيراني بتدريب شبه عسكري. 

وقالت الدراسة: "في 1999 -2000، قضى حسين بدر الدين عامًا في الدراسات الدينية في الخرطوم في وقت كان السودان فيه أكثر المحطات الخارجية نشاطا في الحرس الثوري الإيراني ووزارة المخابرات والأمن على البحر الأحمر، ثم ذهب حسين من السودان إلى إيران، وعندما عاد من قدم الشعار سيء السمعة الذي أشاع حركة الحوثيين المسمى بـ"الصرخة": "الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود النصر الإسلام ".

وأكدت الدراسة أن حسين الحوثي ووالده بدر الدين كانا عازمان على كسر قالب الإسلام السياسي في شمال اليمن المعروف بـ"الهادوية" المنتشرة في صعدة والتي تعطي تفوقاً عرقياً لـ"نسل النبي" على أبناء القبائل وتحصر الحكم فيهم - وأنهما يتطلعان إلى نموذج "الثورة الإسلامية" في إيران و"حزب الله اللبناني" للإلهام والأفكار والدعم.

واعتبرت الدراسة أن جميع العوامل المذكورة أعلاه شكلت تكوين قيادة الحوثيين التي ظهرت في عهد حسين الحوثي ودخلت أولى الحروب الست التي اندلعت بين الحكومة اليمنية وجماعة الحوثيين في 2004 -2010. وتولى حسين الآن قيادة مجموعة كبيرة من رجال قبائل خولان بن عامر، بما في ذلك مئات الطلاب المتدينين الذين تم إرسالهم إلى مدارس قم الدينية وأكثر من 10 آلاف شاب تم إرسالهم من خلال المعسكرات الصيفية للشباب المؤمن والبرامج الاجتماعية أو التعليمية تحت إشرافه داخل اليمن، وأظهر هذا الكادر الأولي للحوثيين بعض الخصائص الثابتة للقيادة والسيطرة الحوثيين.

وبينت الدراسة أن حركة الحوثيين فضلت عضوية المقاتلين الذين كانوا مع حسين الحوثي منذ بداية الحروب الست في عام 2004، حيث كان لهذا الكادر مزايا على جميع المنضمين لاحقًا نظرًا لطول أمد ولائهم، وخدمتهم الحربية، ومن الأمثلة على هؤلاء المنضمين الأوائل الذين تم ترقيتهم، القادة العسكريون الرئيسيون في صعدة يوسف المداني (الذي تزوج ابنة حسين) وعبد الله يحيى الحاكم (أبو علي)، والذي وصفته مؤرخة حركة الحوثيين ماريكي برانت بأنه الرجل الثاني لعبد الملك العسكري. 

ولفتت الدراسة إلى أن القيادة في السنوات التي سبقت استيلاء الحوثيين على الحكومة عام 2014، كانوا ممن يسمون بـ"السادة"، باستثناء أن أقرب أصدقاء حسين وحليفه قبل وفاته في عام 2004، عبد الله عيضة الرزامي، وهو سياسي قبلي من نفس العمر، كان بمثابة ذراعه اليمنى في حرب الحوثيين الأولى في اليمن 2004.

وقالت الدراسة إن مخاضاً ساد في عام 2005 من أجل استبدال زعيم للحوثيين بدلاً عن حسين الحوثي الذي توفي في 2004، وشكل السمة الرئيسية الثانية لترتيبات القيادة والسيطرة للحوثيين - وهي تفضيل بدر الدين القوي لقيادة صعدة المستمدة من صفوف أقاربه فقط، حيث شمال اليمن نظام طبقي عميق الجذور، يتصدره السادة ، يتبعه طوائف أخرى - شيوخ القبائل والإداريون (القاضي) ، و "النوع الثالث" (أهل الثلث) ، مثل الحرفيين ، أصحاب المتاجر والمطاعم والتجار. 

وأضافت الدراسة: "عندما قُتل حسين على يد الحكومة اليمنية في عام 2004، تحرك بدر الدين سريعًا لتولي قيادة حركة الحوثيين شخصيًا، من أجل منع القيادة من تجاوز عائلته، حتى إلى موالٍ قبلي قديم مثل عبد الله عيضة الرزامي أو صهره مثل يوسف المدني".

وتابعت الدراسة: "يسلط اختيار عبدالملك، الذي كان آنذاك شابًا في أوائل العشرينات من عمره، كقائد عسكري أعلى لحركة الحوثيين في زمن الحرب، الضوء على اتجاه ثالث في القيادة والسيطرة للحوثيين - أي هيمنة القادة الذين لهم صلة خاصة بإيران وحزب الله"، وبغض النظر عن السجين محمد ويحيى المنفي، تجاوز بدر الدين خمسة أبناء مؤهلين أكبر من عبد الملك عندما توفي حسين هم؛ عبد القادر، أحمد، حميد، أمير الدين، وإبراهيم.

ولفتت الدراسة إلى أن بدر الدين لم يتردد في المخاطرة بعزل أكبر القبائل الموالية للحوثيين وأبنائه الكبار في لحظة حرجة في صراع الحركة مع الحكومة اليمنية في 2005 -2006، حيث ألقى بثقله وراء عبدالملك، الابن الأكبر لعروس صعدة الثانية وابنه البكر التاسع، الذي رافقه في زيارات إلى إيران أكثر من أي ابن آخر باستثناء حسين والذي كان عالمًا دينًا وخطيبًا موهوبًا، مؤكدة أن عبدالملك المكلف بقيادة حركة الحوثي كان عليه أن يشارك نفس الرؤية والتجارب والده بدر الدين وأخيه حسين، أي السعي وراء نموذج "الثورة الإسلامية في إيران و"حزب الله" اللبناني.

وبحسب الدراسة، أظهر الزعيم الحالي لحركة الحوثي عبدالملك الحوثي صفات قيادية شخصية مثيرة للإعجاب بلا شك: فهو لا يرحم، براغماتي، غير عاطفي، كاريزمي، وفعال في بناء شبكات من الولاء الشخصي و مراقبة. 

وقالت الدراسة: "من خلال أسلوب عبدالملك في الحديث العلني، من الواضح أنه يصور نفسه عن كثب على غرار زعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله"، معتبرة أن الحروب من الثانية إلى السادسة ضد الحكومة اليمنية في 2005 -2010 شهدت تطور عبدالملك تدريجيًا وتشديد قبضته على هيكل القيادة العسكرية حيث كان يقوم بجولة في الخطوط الأمامية المتوسعة للحرب، وقام على التوالي بتهميش قادة الحوثيين الأكبر سناً من جيل أخيه حسين وتبرأ من تورطهم في نزاعاتهم القبلية، وبدلاً من ذلك، أنشأ عبدالملك زمرة من "القادة الميدانيين" الأصغر سنًا أقرب إلى سنّه ولكن في كثير من الأحيان (بشكل ملحوظ) أصغر منه، وبالتالي أقل منه في سنوات التعليم الديني. وكان هؤلاء القادة عادةً من طلاب أخيه حسين الذين عرفوا بعضهم البعض في معسكرات الشباب المؤمن وشاركوا التجربة التكوينية للقتال في الحروب الست".

وتابعت الدراسة: "كان أحد القادة الميدانيين المعروفين هو عبد الله يحيى الحاكم المذكور آنفاً (أبو علي)، الرجل الثاني في القيادة العسكرية لعبدالملك بعد تهميش القائد القبلي عبد الله عيضة الرزامي بحلول عام 2006، كان أبو علي (في 2006-2014) لاعباً عسكرياً وسياسياً منقطع النظير وله سجل حافل بالنجاحات في ميدان المعركة، واكتسب أهمية خلال الحروب الست، ثم لعب دورًا محوريًا في توطيد الحوثيين للسلطة، بعد انهيار الحكومة اليمنية في انتفاضات الربيع العربي في عام 2011"، لافتة إلى أن "عبدالملك تغلب أيضًا على منافسة يوسف المداني وأبقى الاخير وشقيقه طه، قائدين ميدانيين رئيسيين، كما أذاب عبد الملك في نهاية المطاف مشاعر العداء مع عبد الله عيضة الرزامي بدعم طموحات نجل الرزامي الأكبر يحيى".

وأردفت الدراسة قائلة: "أن عبدالملك بنى مجموعة قيادية متماسكة وموثوق بها بنهاية الحرب السادسة في عام 2010 - جميع الشباب تقريبًا (مثل عبد الملك) في أواخر العشرينيات أو أوائل الثلاثينيات، مع خلفيات دينية متشابهة جدًا نشأت في حركة الشباب المؤمن، ومع تقارب شخصي قوي داخل المجموعة داخل نخبة "السادة"، نشأوا معه منذ الطفولة ومن خلال الحرب:، وآخرون من هذا "جيل الحرب" هم شقيق عبد الملك الشقيق عبد الخالق، أصغر منه ببضع سنوات، ومحمد علي الحوثي، وهو ابن عم مقرب من عبد الملك، ولد بعد عبد الملك مباشرة، والذي ظهر أيضًا كمستشار رئيسي لـ عبد الملك في الشؤون الاجتماعية والسياسية".

واعتبرت الدراسة أن "هذا الكادر القيادي - جيل الحرب، الذي تشكل في العشرينات من عمره مع اندلاع الحروب الست - هو اليوم قلب هيكل القيادة والسيطرة للجيش الحوثي والنظام الأمني، لم يكن لديهم الكثير من الذاكرة حول النهضة الزيدية قبل حسين، قبل معسكرات الشباب المؤمن، قبل الدعم العسكري الإيراني واللبناني لـ"حزب الله"، وقبل "الصرخة" (الشعار)، بمعنى أوسع هم بالضبط ما أسماهم حسين: "أتباع الشعار" (أصحاب الشعار)".

وأفادت الدراسة أن عبدالملك أبقى هؤلاء الرجال إلى جانبه حيث انتقلت حركة الحوثي من متمردين في 2010 إلى أنداد في مؤتمر الحوار الوطني بعد الربيع العربي بين مارس 2013 ويناير 2014، وأخيراً إلى حكام شمال اليمن بعد انقلاب سبتمبر 2014 ضد الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة، ومع ذلك ، أبقى عبدالملك أيضًا ثلاثة رجال مسنين مؤثرين في دائرة صنع القرار العسكري والأمني، وقد يكون هؤلاء مؤثرين بشكل خاص؛ كان أحدهم أحمد محمد يحيى حامد (المعروف بأحمد حامد أو أبو محفوظ)، وهو من أتباع حسين والذي يشغل منصب مدير مكتب رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط، وهو أكبر من عبد الملك ببضع سنوات، والذي ضغط لصالح بدر الدين من أجل فتح القيادة لعبد الملك في سنواته الأولى كـ"الأمير الوصي على العرش'' لحركة الحوثيين في 2005 -2010. 

وتابعت الدراسة: "ثاني أكبر مستشار له إمكانية الوصول المباشر إلى عبد الملك هو أحسن الحمران، الذي يرأس رئيس جهاز الأمن الوقائي في عبد الملك ويشرف على أجهزة استخبارات الحوثيين، والشخصية الثالثة الأكبر سناً - والوحيدة من خارج دائرة عبدالملك - هي عبد الكريم أمير الدين، الأخ الأصغر بكثير لـ"بدر الدين"، وهو عم عبد الملك الذي يكبره بحوالي 14 سنة، ويشغل منصب وزير الداخلية في حكومة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون وله علاقات وثيقة مع الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني، ولكن حتى في هذه الحالة، يبدو أن رجال عبدالملك يتولون زمام الأمور ببطء: فقد تم وضع وزارة الداخلية تحت إشراف أحسن الحمران، وتم تعيين أحد أبناء حسين، يدعى علي، لخلافة عبد الكريم في وزارة الداخلية".

مجلس الجهاد الحوثي
قالت الدراسة إن السنوات الثلاث الأولى من سيطرة الحوثيين على صنعاء وشمال وغرب اليمن في 2014 -2017 مثلت مرحلة شراكة غير مستقرة بين الحوثيين وشريكهم في استيلاء الرئيس السابق علي عبد الله صالح عام 2014، لكن هذا تغير في ديسمبر 2017 عندما تفاقمت التوترات طويلة الأمد بين قوات صالح والحوثيين، حيث قُتل صالح على أيدي قوات الحوثيين في 4 ديسمبر 2017، مما سمح للحوثيين بالسيطرة العسكرية الكاملة وغير المقيدة على حكومة صنعاء لأول مرة.

وحسب الدراسة فانه في مرحلة إعادة التنظيم التي تلت ذلك، أصبح "مجلس الجهاد" التابع للحوثيين، وهو السلطة القيادية العليا للحركة، أكثر وضوحًا، مشيرة إلى أن "هذه الهيئة كانت موجودة منذ 2010 أو 2011، بالتزامن مع حرب صعدة السادسة (وتورط الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني)، لافتة إلى أن المجلس كان سرًا محفوظًا جيدًا حتى عام 2018 تقريبًا، فمع وفاة علي عبدالله صالح، مارس المجلس المؤلف من حوالي تسعة أعضاء، سلطته الآن دون إزعاج من الحليف السابق".

وحول مجلس الجهاد الحوثي قالت الدراسة إن "له تشابه لا لبس فيه مع مجلس الجهاد التابع لحزب الله اللبناني، بما في ذلك مركزية وظائف الاستخبارات ومكافحة التجسس، ويرأس مجلس الجهاد الحوثي رسميًا زعيم الحركة ككل، عبد الملك الحوثي، الذي أطلق عليه لقب "قائد المسيرة القرآنية"، وهناك الكثير من الأدلة القصصية على أن عبد الملك نادرًا - إن وجد - يلتقي جسديًا بكل أعضاء مجلس الجهاد بسبب الاحتياطات الأمنية الصارمة التي يتخذها، والتي يظل فيها القائد بعيدًا ولا يلتقي تقريبًا بأي قادة حوثيين آخرين، ربما باستثناء أحمد حامد وأحسن الحمران".

وأضافت الدراسة: "لمجلس الجهاد الحوثي أمانة صغيرة، هي مكتب الجهاد، ويقودها أحد الموالين لعبد الملك المعروف باسم (الأمين العام أو المقرر) أبو محمد، بالإضافة إلى ممثلين إيرانيين ولبنانيين، فإن الأعضاء الكاملين المتبقين في مجلس الجهاد يشملون مراقبًا من المجلس العام (الذي يمثل أيضًا المجلس التنفيذي)؛ مسؤول العمليات؛ مسؤول المناطق العسكرية؛ مسؤول تحضيرات الجهاد، مسؤول القوات الخاصة؛ والمسؤول الأمني، ويساعد مسؤولو العمليات والمناطق العسكرية في مهام التنسيق العملياتي عبر المناطق العسكرية الجغرافية المختلفة، ويركز مسؤول إعداد الجهاد على قضايا التجنيد والتلقين وتكوين القوة".

ووفق الدراسة فان محمد عبد السلام، الذي يرتبط بصلة وثيقة مع عبدالملك الحوثي، يحضر أحيانًا مجلس الجهاد، على ما يبدو في دوره غير العلني كرئيس للعمليات الإعلامية للحوثيين، وعبد السلام هو الأب المؤسس لقدرات الدعاية والمعلومات المضللة للحوثيين، ويعمل عن كثب مع الاتحاد الإسلامي للإذاعة والتلفزيون (IRTVU) والأجهزة الإعلامية التابعة لحزب الله اللبناني.

وتابعت الدراسة: "عبد السلام ووزير الإعلام الحوثي ضيف الله الشامي وضعا ما يعتقد مؤلفوا الدراسة أنه أحد أقوى قدرات الهجوم الإستراتيجية للحوثيين، وهي مجموعة من مذيعي التلفزيون والراديو ووسائل التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى السيطرة والرقابة على الإنترنت الأرضي والخلوي المتنقل داخل اليمن الذي يسيطر عليه الحوثيون، طور الحوثيون قدرة هجومية قوية تهدف إلى السيطرة على الخطاب الدولي المحيط بالنزاع في اليمن، والذي حقق أحيانًا نتائج استراتيجية حاسمة، بالإضافة إلى الدعم القوي من معظم أعضاء "IRTVU" في التلفزيون والراديو، فإن الحوثيين يسيطرون بشكل مباشر على محطة المسيرة الفضائية ومقرها بيروت والمقر الرئيسي لوكالة الأنباء اليمنية "سبأ" في صنعاء".

وأشارت الدراسة إلى أن محمد عبد السلام له نائب، هو مدير وكالة "سبأ"، نصر الدين عامر ، الذي يرأس عمليات مواقع التواصل الاجتماعي عبر مركز مخصص لوسائل التواصل الاجتماعي، الذي يتبنى عملية مركزية لإطلاق حملات الرسائل والهاشتاج، على "Twitter" المُدارة جيدًا للمحتوى المُعد لحشود من المؤيدين للاستفادة منه وتضخيمه، بما في ذلك مع تعليمات حول كيفية تجنب اكتشافها كروبوتات بواسطة خوارزميات محتوى، يبدو أن مستشارًا إعلاميًا لحزب الله اللبناني يجيد اللغة العربية لعبوا دورًا طويل الأمد في بناء قدرات عمليات المعلومات الحوثية".

المساعد الجهادي
وكشفت الدراسة عن منصب "المساعد الجهادي" وهو شخصية معينة من الحرس الثوري الإيراني، وينوبه شخص من حزب الله اللبناني، مشيرة الى أنهما يعتبران ثالوثًا في قلب آلة الحوثيين الحربية، حيث يستخدم الحرس الثوري الإيراني - فيلق القدس - لقب "المساعد الجهادي" - لوصف ضابط الارتباط الكبير مع المجموعة الحوثية، ولديه نائب لبناني من حزب الله، ما يشير إلى نوع من تفاعلات الحرس الثوري الإيراني - فيلق القدس مع الشركاء والوكلاء. 

وقالت الدراسة: "النقطة الأساسية هي أن مساعد الجهاد هو دائمًا المستشار العسكري الأول للقائد وفي هذه الحالة عبد الملك الحوثي، وهو ضابط إيراني في الحرس الثوري الإيراني يساعده نائب من حزب الله اللبناني".

وبحسب الدراسة، فان الطبيعة الدقيقة للعلاقة بين عبد الملك والمساعد الجهادي هي سر خاضع لإجراءات مشددة، لكن إجراء مقابلات دقيقة مع أشخاص على علاقة بالمؤسسة الامنية للحوثيين يمكن أن يبدأ في تكوين صورة مثيرة للاهتمام، فعلى الرغم من عدم معرفة الهوية الدقيقة للمساعد الجهادي الحالي علنًا، إلا أن المسؤول السابق في الحرس الثوري الإيراني - فيلق القدس الذي لعب الدور كان العميد في الحرس الثوري الإيراني، عبد الرضا شهلائي، ويتمثل دوره في تقديم المشورة للزعيم الحوثي في "مسار الأعمال الجهادية والعسكرية الاستراتيجية" و "أن يكون شريكًا في اتخاذ القرارات العسكرية". 

وأشارت الدراسة إلى أن لدى المساعد الجهادي الإيراني والدائرة المقربة من عبد الملك دوافع قوية لإخفاء أي دليل على النفوذ الإيراني من أجل تجنب الإضرار بمصداقية عبد الملك كزعيم يمني قائم بذاته، حيث تستخدم إيران نفوذها، فقد يكون في كثير من الأحيان عليها توخي الحذر وتجنب الإفراط في الوصول والأدلة السردية التي تشير إلى أن إيران تميل إلى النظر بقلق إلى الأعمال الهجومية الرئيسية التي يقوم بها الحوثيون. 

وأكدت الدراسة أنه تم تطوير صيغة مجلس الجهاد من قبل حزب الله اللبناني، ويوفر المجلس أيضًا بشكل منطقي طريقة آمنة واقتصادية وغير مزعجة للحرس الثوري الإيراني - فيلق القدس لتقديم المشورة لحركة الحوثيين كما يقرر "المساعد الجهادي" نوع المساعدة التقنية والأجهزة التي تقدمها إيران وحزب الله، سواء باستخدام فرق التدريب والمخازن داخل البلاد، أو عن طريق طلب متخصصين جدد أو عتاد من إيران ولبنان، حيث أن طاقماً صغيراً من الحرس الثوري الإيراني - فيلق القدس وحزب الله اللبناني، يقال إن عددهم الآن بالعشرات، وليس المئات يديرون الترتيبات العملية، بما في ذلك تقديم المشورة بشأن تشغيل مجموعة صغيرة من الصناعات العسكرية.

نائب المساعد الجهادي في مجلس الجهاد الحوثي من حزب الله اللبناني هو حالياً ضابط معروف باسم "أبو زينب"، له دور أكثر بروزاً في التدريب العملي وتجهيز المهام، ويتمتع مستشاري حزب الله اللبناني منذ فترة طويلة بحرية تنقل في مناطق الحوثيين في اليمن أكثر من الإيرانيين، فيبدو الحوثيون أقل حساسية لتورط حزب الله من الوجود الإيراني، ربما لأن حزب الله يُنظر إليه على أنه منظمة شقيقة (أكبر) لأنصار الله، في حين أن إيران دولة أجنبية، ويمكن لعرب حزب الله (على عكس الإيرانيين الإيرانيين) الاندماج بسهولة أكبر مع المضيفين الحوثيين ويبدو أن لديهم قيودًا أمنية تشغيلية أقل، مما يسمح لمستشاريهم بزيارة الخطوط الأمامية والتحرك في المناطق العسكرية".


القيادات الحوثية العسكرية
وفيما يتعلق ببناء القوات العسكرية الحوثية وقياداتها، قالت الدراسة إن ميليشيا الحوثي سارعت عقب اجتياحها صنعاء إلى السيطرة على وزارتي الدفاع والداخلية واختاروا جنرالات من عهد علي عبدالله صالح للخدمة تحت أوامر قيادت حوثية أبرزهم اللواء الركن محمد ناصر العاطفي، مشيرة إلى أن الحوثيين لم يجروا تغييرات مفاجئة أو واسعة على الجيش اليمني لتقديم صورة بأن المؤسسة الوطنية لم تتغير، وعبر جهد غير مؤكد لإخفاء نفوذ مجلس الجهاد وتقليل رد الفعل السلبي من العسكريين من القوميين والفئات الأخرى".

وبحسب الدراسة فأن "القوة الرئيسية في وزارة الدفاع هي بيد الفريق أول ركن محمد عبد الكريم الغماري (المعروف بشكل غير رسمي باسم هاشم الغماري) ، 119 الذي أدرجته الولايات المتحدة والأمم المتحدة في عام 2021 ضمن قوائم العقوبات لتهديده السلام والاستقرار اليمن من خلال دوره في شراء ونشر المتفجرات والطائرات بدون طيار والصواريخ ضد أهداف داخل وخارج اليمن، مشيرة إلى أن الغماري "من مواليد 1981 ، من أبناء جيل عبد الملك، ولد في مدينة الأهنوم (في محافظة حجة، ولكن الآن تتبع عمران) ونشأ في صعدة وتلقى دروسًا مدعومة من حسين بدر الدين. الحوثي في معسكرات الشباب المؤمن". 

ووفق الدراسة، يعمل بشكل مباشر مع الغماري مساعده للوجستيات العسكرية اللواء صالح مسفر فرحان الشاعر (أبو ياسر)، وهو مسؤول حوثي مدرج في عقوبات الأمم المتحدة والولايات المتحدة، من مديرية الصفراء شرق صعدة، ولا يرأس الشاعر لوجستيات وزارة الدفاع فحسب، بما في ذلك عمليات التهريب، ولكنه يلعب أيضًا دور "الحارس القضائي" لما يقدر بنحو 100 مليون دولار من الأصول المصادرة، وبعضها متاح للاستخدام العسكري. يدير الشاعر نظاماً فعالاً بشكل ملحوظ لتهريب الأسلحة والتكنولوجيا والوقود الإيراني المتبرع به إلى اليمن، فضلاً عن تزويد الحوثيين بآلية للسيطرة على التهريب المربح للمواد المدنية مثل الأدوية، الغذاء والسجائر وقطع الغيار والسلع الاستهلاكية والأسمدة والمبيدات"، وتحت قيادة الشاعر هناك نائبه للمشتريات اللواء محمد احمد الطالبي (ابو جعفر)، ويلعب اثنان من ضباط الاتصال الحوثيين دورًا رئيسيًا في المشتريات تم وصف شخصية غامضة معروفة فقط باسم "أم أس المؤيد" وهو "المنسق الأعلى لعمليات التهريب المتمركزة خارج اليمن"، وسعيد الجمل، يمني آخر مقيم في إيران، عاقبته الولايات المتحدة في 10 يونيو 2021 لإدارة شبكة للتهرب من العقوبات تشمل شركات الشحن والصرافة، ويبدو أن المسؤول الحوثي المقيم في اليمن أكرم الجيلاني ينسق شبكة من رؤساء التهريب للبحر الأحمر (أحمد هيلس) وخليج عدن (عبد الله محروس) وخليج عمان (إبراهيم حلوان وعلي الحلالي).

قوات الباسيج الحوثية
وقالت الدراسة إنه يتمثل الجانب الأخير المثير للاهتمام في دور وزارة الدفاع في ظل الحوثيين في مشاركتها المتزايدة في التعبئة الجماهيرية، فعلى غرار تبني الدولة لميليشيات تابعة لقوات الحشد الشعبي العراقي، قام الحوثيون بإدراج عدد من ميليشياتهم في الهيكل الإداري لوزارة الدفاع من أجل إضفاء الشرعية عليهم ودفع أجورهم ودعمهم، بعض هذه "اللجان الشعبية" كانت موجودة قبل 2014، وهي ميليشيات جديدة نشأت لمنح وظائف قتالية مدفوعة الأجر للقبائل المتحالفة مع الحوثيين، كما تتداخل الوحدات الفرعية التابعة للحوثيين داخل ألوية الجيش اليمني الباقية التي يديرها الحوثيون، وعادة ما تكون كوادر صغيرة تتمسك بقائد حوثي أثناء نقله بين مواقع وزارة الدفاع،

وأوضحت الدراسة أنه منذ عام 2014 وخاصة منذ انفصال الحوثيين عام 2017 عن علي عبد الله صالح وجنرالاته، شجعت وزارة الدفاع التي يديرها الحوثيون الضباط والموظفين المهنيين على أخذ إجازة طويلة مدفوعة الأجر، وبعد ذلك تم سد الفجوات الكبيرة الناتجة في القوى العاملة من قبل هيئة التعبئة العامة الجديدة داخل وزارة الدفاع بما يقدر بنحو 130 ألف مجند من الشرائح الأفقر في المجتمع، وتم منحهم الحد الأدنى من الأجور (حوالي 30 دولارًا في الشهر).

واشارت الدراسة إلى أن قياديا حوثياً يدعى عبدالرحيم الحمران مسؤول التحضير للجهاد الحوثي، او ما يعرف بـ"مسؤول اللجنة المركزية للتجنيد والتعبئة" يدير شبكة واسعة للتجنيد والتعبئة العامة من شيوخ القبائل وعقال الحارات وممثلي المجالس المحلية، مؤكدة أن الحوثيين وعبر ذلك يسيطرون الآن حقًا على جيش هو إلى حد كبير من صنعهم الخاص بعد بضع سنوات فقط من الهيمنة غير المتنازع عليها. 

وتابعت الدراسة: "في الآونة الأخيرة ، يعمل مسؤول الاستعداد للجهاد أيضًا على تطوير ما يبدو أنه احتياطي تعبئة موازية على غرار قوات الباسيج الإيرانية، ما يسمى باللوجستيات وكتائب الدعم والاسناد، وهي تشكيلات جنود احتياط تضم مجندين أقدم أو أقل قدرة، وغالبًا ما يكون هؤلاء رجالًا لديهم بالفعل وظيفة حكومية أو أكاديمية مدنية، ويتم تطويرها من قبل قاسم الحمران (أبو كوثر)، الذي أشرف سابقًا على وزارة الشباب والرياضة وعمل تحت إشراف يحيى بدر الدين، الأخ الشقيق لحسين، عندما كان يحيى وزيراً للتربية والتعليم في اليمن، وتبدو الإجراءات التي يقوم بها الحوثيون تشبه إلى حد كبير جهود الحرس الثوري الإيراني أو حزب الله اللبناني لعسكرة المجتمع وإنشاء البنية التحتية للتعبئة الدائمة".

السيطرة والتنسيق
وقالت الدراسة إنه "في مجلس الجهاد الحوثي، يوجد مسؤول عمليات ومسؤول مناطق عسكرية، وهذه الأدوار المترابطة بشكل وثيق ضرورية للسيطرة العملياتية وتنسيق الحرب متعددة الجبهات، فمسؤول العمليات هو اسميًا قائد حوثي يُدعى العميد إسماعيل عوض، ونائبه إبراهيم المتوكل، وهما أكثر أهمية من رئيس العمليات الرسمي بوزارة الدفاع، الموالي السابق لـ"علي عبدالله صالح"، اللواء محمد المقداد، وبشكل منتظم، يقود إبراهيم المتوكل غرفة العمليات التي تتبع خطوط المواجهة وتحركات الحوثيين والقوات المعادية".

وتابعت الدراسة: "إلى جانب مسؤول العمليات، هناك مسؤول المناطق العسكرية الذي يتعامل مباشرة مع القيادات الجغرافية الرئيسية - قيادات المناطق العسكرية - لتتبع احتياجاتهم وتخصيص "عوامل التمكين" لكل مركز موارد عسكرية، مثل الطائرات بدون طيار والصواريخ والقدرات الاستخباراتية والدروع والمدفعية، وتشير غلبة الأدلة إلى أن قائد المناطق العسكرية الحالي هو رئيس أركان وزارة الدفاع مزدوج المهام، محمد عبد الكريم الغماري، ويدعمه مساعد مخفي معروف باسم "سجاد" فقط".

ووفق الدراسة فان مسميات المناطق العسكرية ماتزال كما جرى تشكيلها بعد العام 2012 او ما عرف بـ"هيكلة الجيش"، إلا أنها تم اعادة تسمية "المنطقة المركزية" التي يتولى قيادتها عبدالخالق الحوثي، الشقيق الاصغر لعبدالملك الحوثي، ويمارس سيطرة تكتيكية على جميع القوات العسكرية في صنعاء، وأهمها قوات الاحتياط (أربعة ألوية الحماية الرئاسية ومجموعة كتائب الصواريخ).

وأوضحت الدراسة أن كتائب الحماية الرئاسية هي إعادة تسمية ما بعد عام 2012 للحرس الجمهوري في عهد صالح، وبعد تطهيرها عام 2017 بمقتل صالح، يقودها حالياً المقاتل الحوثي عبد الله يحيى الحسني (أبو محمد الرزيحي)، وهو من قدامى الحروب الستة يشبه في عمره عبد الله الحاكم (أبو علي)، ويقدر مؤلفوا الدراسة أن كتائب الحماية الرئاسية اليوم تمثل على الأرجح اندماجًا بين عتاد النخبة في عهد صالح، وضباط الحرس الجمهوري المختارين، والمشرفين والمقاتلين الحوثيين، والقوات التي جندها الحوثيون والتي لا تتذكر إلا بشكل خافت حقبة ما قبل الحوثيين.

أما بالنسبة للاحتياطي الآخر في قوات النخبة والذي يبدو - وفق الدراسة - أنه تم تجميعه في منطقة شمال صنعاء، هو ما يسمى بالمنطقة المتنقلة (المعروفة أيضًا باسم المنطقة المتنقلة، والقوات المتنقلة، وقوات التدخل المركزي). يقودها قائد حوثي يُدعى عبدالملك المرتضى (أبو طالب السفيان)، وهو قائد مقاتل مخضرم من الحروب الست، وهي قوة ضاربة كبيرة مشهورة وتقع في موقع مركزي ويبدو (في تقييم المؤلفين) أنها في وضع يسمح لها بالتدخل ضد الانتفاضات المحلية ، على غرار قوة الشرطة الوطنية (شبه العسكرية) تقريبًا. 

وهناك قوات النخبة الأخرى تحت إشراف مسؤول القوات الخاصة المعروف فقط بـ"أبو فاطمة"، وهي وحدات الحوثيين التي تعتمد بشكل مباشر على دعم حزب الله الإيراني واللبناني، ويرتبط دورها ارتباطًا وثيقًا بـ"المساعد الجهادي" في الحرس الثوري الإيراني ونائبه من حزب الله ويبدو أنه يعمل بشكل مباشر مع مجلس الجهاد، ويدير مسؤول القوات الخاصة شبكة من البيوت الآمنة والمخازن والورش في منطقتي صنعاء وصعدة حيث يتم تجهيز الأسلحة المستوردة أو حيث يتم دمج المكونات المهربة مع المواد الموجودة داخل البلاد، وهناك مؤشرات على أن لعبد الله الحاكم (أبو علي) وجهاز الاستخبارات العسكرية التابع له مسؤوليات خاصة عن حركة وأمن المستشارين الإيرانيين واللبنانيين، وحدة واحدة من الحرس الثوري الإيراني مرتبطة بالقوات النوعية للحوثيين هي الوحدة 340، التي تختص بتمكين نقل القدرات العسكرية إلى القوات الشريكة. 

وبينت الدراسة أن الفئتين الرئيسيتين من قوات النخبة التي تم تحديدها هما "القوى النوعية" و "القوات الخاصة"، تنقسم إلى قسمين رئيسيين: القوات الجوية (الطائرات بدون طيار والصواريخ) يقودها قائد القوات الجوية اليمنية وقائد الدفاع الجوي اللواء أحمد علي أحسن الحمزي، وهو حوثي من عائلة في صعدة تلقى تدريبات عسكرية في إيران بحسب وزارة الخزانة الأمريكية، ويدعم الحمزي شاب حوثي سريع الصعود يُعرف باسم "زكريا عبد الله يحيى حجار"، وهو متخصص آخر في الطائرات بدون طيار وصواريخ تم تدريبه في إيران، وينحدر من عائلة في صعدة ويقيم بمنطقة بني الحارث في صنعاء، ويعمل رئيس أركان جماعة الحوثي اللواء الركن محمد عبد الكريم الغماري ووزير الدفاع اللواء محمد ناصر العاطفي القائد السابق لمجموعة لواء الصواريخ جنباً إلى جنب مع مسؤول القوات الخاصة لدعم الوحدات الجوية.
والفئة الثانية هي القوات البحرية (الألغام والصواريخ والقوارب) ويقودها رئيس أركان القوات البحرية منصور السعدي، وهو قائد حوثي قديم على ساحل البحر الأحمر منذ عام 2015، وطبقاً لوزارة الخزانة الأمريكية، فإن السعدي "العقل المدبر القاتل" للهجمات ضد الملاحة الدولية في البحر الأحمر "وتلقى تدريبات عسكرية في إيران.

ووضعت الدراسة سؤالاً بالقول: "متى وكيف بدأت علاقات الحوثي مع الحرس الثوري الإيراني وحزب الله والتي تبدو الآن قوية ومستقرة للغاية".

وأجابت الدراسة بالقول: "في تقييم المؤلفين، تعتبر إيران الحوثيين رصيدًا رائعًا، على قدم المساواة مع حزب الله اللبناني، وإن كان ذلك في مرحلة مبكرة من التطور، وفي تقييم المؤلفين، استنادًا إلى العمل الاستقصائي في كل من العراق واليمن، يحظى الحوثيون باحترام من قبل الحرس الثوري الإيراني - فيلق القدس إلى حد أكبر من الميليشيات العراقية لأن الحوثيين أثبتوا أنهم أكثر قدرة وتماسكًا وانضباطًا".

وبحسب الدراسة يشرف مساعد الجهاد على علاقة مع الحوثيين يُزعم أنها دافئة وسرية ومحترمة ومقدّرة للغاية من كلا الجانبين، وتبدو علاقات حزب الله اللبناني بالجماعة محترمة ومتساوية وأخوية، وهو (مرة أخرى) ليس هو الحال بين الجماعات اللبنانية والعراقية".

ورأت الدراسة ان أن إيران وحزب الله لا يلعبان في السياسة الداخلية للحوثيين إلى حد ملموس، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن الحركة - على عكس الميليشيات العراقية - تتمتع بالوحدة والانضباط اللذين تقدرهما إيران وحزب الله في الشريك.

ووفق الدراسة يتركز التفاعل الإيراني واللبناني مع قيادة الحوثيين بشكل ضيق للغاية على عبدالملك ومجلس الجهاد لدرجة أنه، وفقًا لتقدير المؤلفين الجماعي، ربما يكون غير مرئي لمعظم الحوثيين واليمنيين والعالم بأسره"، مستدركة: "وعلى الرغم من أنه من غير الممكن تحديد أي قرارات قيادة للحوثيين أجبر فيها الحرس الثوري الإيراني-فيلق القدس أو حزب الله، الحوثيين على اتخاذ قرار مختلف عما قد يكون لديهم بشكل مستقل، إلا أنه من المحتمل أن تكون إيران قد اكتسبت قدرًا كافيًا من حسن النية والائتمان لدى قيادة الحوثيين، ويمكنها دعوة الحوثيين بشكل انتقائي لخدمة المصالح الإيرانية بطرق قد تكبد الحوثيين تكاليف أو صعوبات جديدة، وإذا قرر عبدالملك ودائرته الداخلية التنازل عن بعض القرارات الاستراتيجية لإيران، فلن يعلم أحد تقريبًا أنها حدثت ولن يكون أحد في وضع يسمح له بالاحتجاج داخل الهيكل الشمولي المركزي لحركة الحوثيين اليوم".

وتابعت الدراسة: "لذلك، حتى لو لم تكن علاقة الحوثي بإيران وحزب الله علاقة وكيل، فإن هذه الدراسة تجادل في أن الصلة يمكن القول إنها علاقة تحالف قوي وعميق الجذور يدعمه تقارب أيديولوجي قوي وتحالف جيوسياسي، وهذا يشير إلى أن العلاقة ستقترب فقط، بغض النظر عما إذا كان القتال في اليمن يستمر أو يتضاءل، وأن الحوثيين قد يلعبون دورًا متكاملًا في الحملات العسكرية المستقبلية لحزب الله وإيران".

وأضافت الدراسة:"إذا مات أحد قادة الحوثيين الرئيسيين من الذين يمتلكون علاقات وثيقة مع ايران وحزب الله واللبناني، مثل عبدالملك، أو تم استبداله بطريقة أخرى، فهناك الآن مجموعة واسعة من القادة الذين ستؤهبهم تنشئة أيديولوجية وسياسية كاملة لمواصلة هذه المنفعة، والعلاقة الدافئة، ومن وجهة نظر المؤلفين، فإن خطر ظهور "حزب الله الجنوبي" يمكن القول الآن إنه حقيقة على الأرض".