مشهدك الحقيقي .. بين يديك
الأحد , 14 - أبريل - 2019
الرئيسية - المشهد اليمني - ​صناعة البخور تنتعش مجدداً في اليمن والسيدات ينافسن في إتقانها

​صناعة البخور تنتعش مجدداً في اليمن والسيدات ينافسن في إتقانها

ارشيفية
الساعة 11:12 صباحاً (المشهد الخليجي - علي محسن)

عادت المئات من الأسر اليمنية الى العمل في الحرف اليدوية تحت ضغط الفقر والحاجة لتحصيل القوت، ومن تلك الحرف صناعة البخور التي اشتهرت بها نساء اليمن منذ زمن قديم وعادت لتزدهر حالياً. 

بين ركام من مخلفات الحرب والبنيان المتهالك في مدينة الحوطة في لحج، تقف أم أحمد لبيع أقراص البخور الذي تفوح رائحته الزكية في أرجاء المكان المكتظ بالزوار والباعة المتجولين الذين يتسابقون باتجاه الزبائن المحتملين.

"كل مبيعاتي في اليوم الواحد لا تتجاوز الـ10000 ريال، أشتري منها متطلباتي أنا وإبني أحمد الذي يدرس في الصف الثالث الابتدائي، لأني لا أعرف صناعة البخور. أشتري البخور المشغول في البيوت وأبيعه هنا". تتابع أم أحمد في حديثها الى "النهار العربي": "أحياناً يفتح الله علينا فنبيع بخوراً كثيراً ونحصل على أرباح كثيرة، لكن هذا لا يحصل إلا إذا صادفنا مغترباً يشتري البخور هدايا أو للمناسبات".

وتؤكد أن تحضير البخور صار مكلفاً حالياً بسبب الغلاء في أسعار مواده الخام والغاز، "لكن هذا الذي نقدر عليه حالياً".

وفي حافة النخارة في مدينة الحوطة تقطن الحاجة أنسية علي التي تعمل في طباخة البخور بأنواعة المختلفة. تقول لـ"النهار العربي": "أعمل في تحضير البخور اللحجي منذ نعومة أظفاري وقد بدأت عملي مع عمتي التي كانت تحضر البخور في المدينة، وورثت المهنة عنها. أتذكر وأنا صغيرة كنت أعمل بجانبها في تكسير أقراص البخور

وتحضيره للبيع، ومن ثم تعلمت طباخة البخور بكل أنواعه على يدها".

تتابع: "صناعة البخور مهنة شاقة ومكلفة، لكنها مربحة للتي تُجيدها، فالناس تأخذ النوعية الممتازة من البخور وتتداوله حتى خارج اليمن من خلال الطلبيات الخاصة".

وتختلف أسعار أقراص البخور بحسب جودته، فهي تبدأ من 3000 ريال وتصل الى أكثر من 20000 ريال للطبخات "العرائسي" ذات الجودة العالية التي تستخدم في المناسبات الكبرى ولأصحاب الدخل العالي.

ويحيي اليمنيون مناسباتهم على أنغام الموسيقى وروائح البخور الذي يرافق كل المناسبات والحفلات العامة والخاصة، تستعرض فيه النسوة طبخاتهن المختلفة.

تقول الناشطة المجتمعية لمياء راوح إن لجوء النساء الى صناعة البخور والتفنن في إعداد طبخاته المختلفة ساعدا المئات من الأسر اليمنية في تحسين دخلها في الظرف المعيشي الصعب الذي يعيشه اليمن بفعل الحرب.

وتضيف راوح في حديثها الى "النهار العربي": "نحن كنشطاء مجتمعيين نساعد الأسر التي تنتج من خلال إقامة الفعاليات والبازارات التي تستعرض فيها النسوة منتجاتهن للجمهور. وأنا سعيدة جداً بتسليطكم الضوء على هذه الصناعة العريقة التي ربطت النساء من خلالها الماضي بالحاضر وأبرزت أفضل ما عندهن لتحسين المعيشة".