أثار تعليق ميليشيا الحوثي الإرهابية صورة الإمام الهالك يحيى حميد الدين داخل المتحف الحربي بصنعاء، حالة غضب واستياء واسعة بين اليمنيين، كونها أظهرت الوجه الإمامي للميليشيا والتي ظلت تتخفى وراء شعارات لاتمت للجمهورية بأي صلة حتى انكشفت بشكل واضح.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، صورة التقطت من داخل المتحف الحربي بالعاصمة المختطفة صنعاء، تظهر قيام الحوثيين برفع صورة الإمام الطاغية الهالك يحيى حميد الدين ووصفه بـ "الإمام الشهيد" ووضع علم مايعرف بـ المملكة المتوكلية اليمنية رغم أنها كانت فترة مظلمة في تاريخ اليمن، وتحويله شمال اليمن الى مملكة إقطاعية تفتقر لأبسط البنى التحتية فلا كهرباء ولا مستشفيات وعزل اليمن عن العالم الخارجي تماماً باستثناء وجود بعض الأطباء الإيطاليين والفرنسيين لمعالجة أفراد الأسرة الحاكمة.
يأتي ذلك في سياق محاولة ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران لتكريس فكرة أن الثورة التي قامت ضد الحكم الإمامي البائد في 26 سبتمبر عام 1962 في أذهان اليمنيين ليست إلا "انقلاباً" والترويج للائمة السلاليين وتمجيد الحكم الإمامي الظلامي المتخلف.
وأكد مراقبون أن رفع صورة الهالك يحيى حميد الدين في محاولة لتمجيده يأتي في إطار النهج الحوثي لتشويه تاريخ المناضلين والثوار الذي خلصوا اليمنيين من شرور حكمه الغاصب والذي اعاد احفاده الحوثيون (الإماميون الجدد) تجسيد عودة عهود الجهل والفقر والمرض والظلم والقمع والاستبداد والقتل وسفك الدماء التي مارستها الأنظمة الإمامية التي تعاقبت على حكم شمال اليمن وآخرها نظام حكمه الكهنوتي البغيض.
وسبق، وأقدم الحوثيون (الإماميون الجدد) في اطار عملياتهم الممنهجة في استهداف تاريخ أبطال الثورة السبتمبرية المجيدة، بتشويه صورة الثائر والمناضل الشيخ علي ناصر القردعي أحد قادة ثورة الدستور عام 1948م بالمتحف ذاته عبر كتابة معلومات مغلوطة وزائفة عليها بأنه قائد مجموعة اغتيال الإمام يحيى حميد الدين في محاولة لتشويه وتزييف تاريخه كثائر وطني.
وخلال السنوات الماضية، نهبت الميليشيا الحوثية الآثار والمقتنيات المتعلقة بتاريخ المناضلين وثوار ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة 1962م من المتاحف اليمنية في إطار مساعيها الرامية لطمس تاريخ وهوية اليمن واستهدافها الممنهج للنظام الجمهوري.