مشهدك الحقيقي .. بين يديك
الأحد , 14 - أبريل - 2019
الرئيسية - المشهد اليمني - بلومبرغ: إيران حصدت "جائزة كبرى" في الاتفاق مع السعودية وستستمر في دعم الحوثي وتهديد المملكة [ترجمة خاصة]

بلومبرغ: إيران حصدت "جائزة كبرى" في الاتفاق مع السعودية وستستمر في دعم الحوثي وتهديد المملكة [ترجمة خاصة]

اثناء توقيع الاتفاق
الساعة 12:44 مساءً (المشهد الخليجي - ترجمة خاصة)

قالت وكالة "بلومبرغ" الامريكية إن طهران هي الرابح الوحيد من الاتفاق مع السعودية الذي رعته الصين، متوقعة ان تستمر طهران في استثمار أذرعها في المنطقة وخاصة اليمن.

وأوضحت الوكالة في تحليل كتبه "بوبي جوش" أن الاتفاق الأخير الذي اتفقت فيه السعودية وايران على إعادة فتح السفارتين وتعهدا بالعمل معًا من أجل السلام الإقليمي، وتم الإشراف عليه من قبل الصين، حقق فوائد للاطراف الثلاثة.

وقالت الوكالة: "الفائدة للطرف الصين تمثلت في أن الصفقة تُظهر نفوذها الدبلوماسي المتنامي كـ"قوة عظمى، بينما تُظهر القيود المفروضة على خصمها، الولايات المتحدة". 

وأضافت: "يجادل السعوديون بأن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أظهر الحكمة والحنكة السياسية في الاتفاق مع إيران: الصفقة ستسمح له بالتركيز على أجندته الاقتصادية الطموحة للمملكة، وتخليص نفسه من حربه "الفاشلة" في اليمن".

وتابعت: "في الجمهورية الإسلامية، تُصوَّر الصفقة على أنها هزيمة ليس فقط للولايات المتحدة ولكن أيضًا على أنها نهاية للجهود الإسرائيلية لإدخال السعوديين في إطار اتفاقيات "إبراهام".

واعتبرت الوكالة أن "كل من هذه الادعاءات لها ما يكفي من المنطق. لكن أيا منهم ليس دقيقاً. فالاتفاق طويل الأمد وقصير في العمل، نادراً ما يكون انتصاراً للدبلوماسية. قدمت الصين مساهمة قليلة في المفاوضات، ولكن من خلال وضع موافقتها على الصفقة، فإن بكين تتحمل المسؤولية الجسيمة المتمثلة في منع الموقعين من السعي لاستهداف بعضهما البعض، وليس لدى الولايات المتحدة الكثير لتخسره فالسعوديون لم يمنعوا اتفاقات "إبراهام".

وقالت "بلومبرغ" بغض النظر، تمتلك إيران حقوق المفاخرة الحقيقية الوحيدة التي خرجت من الصفقة، وهو نجاح نادر في السياسة الخارجية لنظام يسعى للخروج من العزلة. سيشعر الثيوقراطيون في طهران بأنهم قد ثبتت صدقهم في سياسة الترهيب التي انتهجوها منذ عقود ضد منافسهم الرئيسي في الشرق الأوسط". 

واعتبرت الوكالة الامريكية أن "خلاصة القول هي أن السعوديين استسلموا لحملة متواصلة من المضايقات من قبل وكلاء إيران، في مقدمتهم ميليشيا الحوثي في اليمن - ولتهديدات الجمهورية الإسلامية نفسها، وكان أقواها برنامجها النووي".

ورجحت بلومبرغ ألا تخفف إيران من تهديدها للسعودية، "وعدت طهران بتعليق إمداداتها من الأسلحة إلى الحوثيين، لكنها لا تهتم كثيرًا بالسماح للرياض بالراحة حيال التهديد القادم من الجنوب، ومن المرجح أن تشجع إيران الحوثيين على إجراء أي مفاوضات نحو الانسحاب السعودي، والتمسك بـ"شروط مذلة" للسعودية".

وقالت بلومبرغ: "ولا ينبغي للسعوديين أن يتوقعوا أي تخفيف للتهديد من الشمال: فالميليشيات التي تعمل بالوكالة لإيران في العراق، بعد أن أطلقت بالفعل صواريخ وطائرات بدون طيار في عمق المملكة، ستظل مسلحة وخطيرة وجاهزة للتفعيل متى كان ذلك يناسب طهران".

وأشارت بلومبرغ إلى أن "الرياض تعرف أن الأمر سيستغرق الكثير لإرضاء الإيرانيين في الحفاظ على السلام. ومن ثم، فإن وزير المالية محمد الجدعان يتحدث عن آفاق الاستثمارات السعودية في إيران: قد يحدث هذا "بسرعة كبيرة"، على حد قوله. إن شعوره بأنه مضطر لتقديم وعود لا يمكنه الوفاء بها - قلة من المستثمرين السعوديين الذين يجرؤون على مواجهة تحديات العقوبات الأمريكية - تنم عن اليأس.

وتابعت بلومبرغ: "هل تقبل طهران تعويضات عينية؟ السعوديون ليس لديهم الكثير ليقدمونه على الجبهة الدبلوماسية. إن قيادة المملكة لمجلس التعاون الخليجي ليست ذات فائدة تذكر لإيران، التي لديها بالفعل علاقات مع الأعضاء الآخرين. للرياض نفوذ محدود في الأمم المتحدة والهيئات المتعددة الأطراف الأخرى. وعلاقاتها مع إدارة بايدن، حتى لو لم تكن متوترة، لن تخدم أغراض الجمهورية الإسلامية.

وأكدت بلومبرغ أنه "في الوقت الحالي، وفي ظل غياب المزيد من الفوائد الملموسة، سيتعين على إيران القبول بـ"الخضوع والإذلال" السعوديين، ولا ينبغي لأحد أن يتوقع من النظام أن يتخلى عن وسائل استخراج المزيد من الاثنين".