وقّعت عملاق النفط السعودي "أرامكو"، اليوم الاثنين، اتفاقيات نهائية للاستحواذ على حصة بنسبة 10% في شركة رونغشنغ للبتروكيميائيات المحدودة والمدرجة في بورصة شنجن ("رونغشنغ") مقابل 24.6 مليار يوان صيني (3.6 مليارات دولار أمريكي)، في صفقة ستُسهم في زيادة توسيع وجودها بشكل كبير في أعمال التكرير والكيميائيات والتسويق في الصين.
وذكرت وكالة الانباء السعودية الرسمية "واس" أن الصفقة تتضمن بيعًا ثانويًا خارج البورصة لأسهم رونغشنغ من قبل المساهم الأكبر وهو مجموعة جيجيانغ رونغشنغ القابضة، مع إمكانية التعاون المستقبلي بين الأطراف في الأنشطة التجارية، والتكرير، وإنتاج المواد الكيميائية، وترخيص التقنية. ومن المتوقع إغلاق الصفقة بنهاية عام 2023، بعد أن تخضع للموافقات التنظيمية.
وأشارت "واس" إلى أن "أرامكو" ستعمل من خلال هذه الشراكة الإستراتيجية على توريد 480 ألف برميل يوميًا من النفط الخام العربي إلى شركة جيجيانغ للنفط والبتروكيميائيات المحدودة ("جيجيانغ") التابعة لشركة رونغشنغ، وذلك بموجب اتفاقية مبيعات طويلة الأجل، وسوف تستحوذ شركة أرامكو لما وراء البحار التابعة لـ أرامكو السعودية، على الحصة في "رونغشنغ".
ووفق الوكالة السعودية من بين الأصول الأخرى، تستحوذ رونغشنغ حصة 51% في شركة جيجيانغ، التي بدورها تمتلك وتدير أكبر مجمع متكامل للتكرير والكيميائيات في الصين بطاقة معالجة تبلغ 800 ألف برميل في اليوم من النفط الخام، وإنتاج 4.2 ملايين طن متري من الإيثيلين سنويًا.
ونقلت "واس" عن النائب التنفيذي للرئيس للتكرير والكيميائيات والتسويق في أرامكو السعودية، محمد القحطاني، القول إن هذا الإعلان يؤكد التزام أرامكو السعودية طويل الأجل تجاه الصين وإيمانها بقوة قطاع البتروكيميائيات الصيني، وهي عملية استحواذ مهمة للشركة في سوقٍ رئيسة تعزز طموحاتنا في النمو والمضي قدمًا نحو إستراتيجية تحويل السوائل إلى كيميائيات، كما أنها تُسهم أيضًا في تأمين إمداداتٍ موثوقة من النفط الخام لواحدة من أهم مصافي التكرير في الصين.
من جهته، قال رئيس مجلس إدارة مجموعة رونغشنغ، لي شويرونغ: " إن هذا التعاون الإستراتيجي سيؤدي إلى نقل صداقتنا طويلة الأمد وثقتنا المتبادلة إلى مستوى جديد، ويمهد الطريق لمستقبل مشرق من خلال تطوير رفيع المستوى لصناعة البتروكيميائيات في العالم"، متوقعاً أن تُسهم مشاركة أرامكو السعودية بشكل كبير في مساعدة رونغشنغ على تنفيذ إستراتيجية نمو البتروكيميائيات الخاصة بها.
وبين أن هذا الاستثمار يعزز العلاقة المهمة بين أرامكو السعودية ورونغشنغ وجيجيانغ المشغلة لأحد الأصول الأكثر تطورًا في العالم لتحويل الكيميائيات.
ويأتي ذلك في أعقاب إعلان يوم أمس، عن عزم مشروع أرامكو السعودية المشترك "أرامكو هواجين" بدء أعمال البناء في مصفاة متكاملة ضخمة ومجمع بتروكيميائيات في شمال شرق الصين في الربع الثاني من عام 2023، وستورّد أرامكو السعودية التي تمتلك 30% في "أرامكو هواجين"، ما يصل إلى 210 آلاف برميل يوميًا من لقيم النفط الخام إلى المجمع.