مشهدك الحقيقي .. بين يديك
الأحد , 14 - أبريل - 2019
الرئيسية - المشهد السعودي - نصف المتعاطين من النساء.. لماذا أعلنت السعودية الحرب على المخدرات داخل المملكة؟

نصف المتعاطين من النساء.. لماذا أعلنت السعودية الحرب على المخدرات داخل المملكة؟

ارشيفية
الساعة 01:45 مساءً (المشهد الخليجي - وكالات)

نشرت وكالة "فرانس برس" تقريرا سلطت فيه الضوء على الحلمة التي أعلنتها السعودية منذ نهاية نيسان/أبريل الماضي، ضد المخدرات داخل المملكة.

وذكرت الوكالة أن الشرطة السعودية تنشر نقاط تفتيش على الطرق السريعة وداخل الأحياء، وكثيرا ما توقف سيارات خصوصا تلك التي يستقلّها شباب وتفتشها بدقة، ما يؤدي في كثير من الأحيان إلى توقيفات.

ووفق الوكالة تنتشر على الطرقات إعلانات تحث السكان على الإبلاغ عن مهربي وتجار المخدرات "لحماية أمن الدولة والأسر والمجتمع".

ونقلت الوكالة عن مسؤول أمني القول إن "الحملة الأخيرة انطلقت بعد سلسلة حوادث عنيفة ارتكبها متعاطو مخدرات بينها قيام أحدهم بحرق أمه وأبيه بسكب البنزين عليهما وقتل آخر صديقه بإحراقه في سيارته".

وحسب تقرير الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات في 2022، تُعد المنشطات الأمفيتامينية أكثر المخدرات تعاطيا في السعودية، وهي أيضا المجموعة الأكثر شيوعا في حالات تلقي العلاج الأولي.

وقالت كبيرة المحللين في معهد "نيو لاينز" في واشنطن كارولين روز، أنّ التحول من حملة عبر الحدود إلى داخل البلاد يعزى إلى "التركيز على المسائل الأمنية المرتبطة بالكبتاغون واعتراف بمدى عمق بعض شبكات (المخدرات) داخل المملكة في ما يتعلق بالاتجار والتوزيع".

من جانبه، اعتبر المحلّل السعودي سليمان العقيلي أنّ الحملة الجارية هدفها حماية الشباب "الشريان الرئيس للدورة الاقتصادية للبلاد" الراغبة في تنويع اقتصادها المرتهن بالنفط.

وقال إنّ "السعودية تقوم بمشروع اقتصادي ضخم متعدد الأركان والشباب العمود الرئيسي لهذا المشروع".

ويشكّل الشباب الذين تقلّ أعمارهم عن 30 عاما، 51,1 بالمئة من إجمالي سكان السعودية البالغ عددهم 32,2 مليونا.

وتسجّل المملكة أكثر من 200 ألف حالة إدمان على المخدرات، على ما نقل الإعلام المحلي عن وزارة الصحة، بينما تسعى حالات قليلة للعلاج. ولم يرد المتحدث باسم الوزارة على طلبات فرانس برس للتعليق على الأمر.

لكنّ الحملة الأخيرة على المخدرات دفعت المئات للبحث عن علاج.

وأكّد مدير البرامج العلاجية في مركز رشد لعلاج الإدمان في الرياض حمد الشيحان أنّ "الخوف" من التوقيف دفع مئات المتعاطين لمراكز علاج الإدمان.

وقال لفرانس برس "بعد الحملة الأخيرة، تزايدت الأعداد في المركز. نستقبل حاليا 1000 شخص شهريا بدلا من 100 فقط سابقا"، موضحاً أنّ "نسبة العملاء الذين يأتون طواعية باتت تتجاوز 50 بالمئة فيما لم تكن تتعدى 10 بالمئة قبل ذلك".

وأشار إلى أن أكثر المخدرات شيوعا في البلاد هي الشابو، أحد أنواع "الميثامفيتامين"، والكبتاغون ونبات الحشيش، حسب الراغبين بالتعافي الذي يأتون إلى المركز، وغالبيتهم شباب تتراوح أعمارهم بين 17 و21 عاما، ونصفهم نساء.

والشهر الماضي، أعلن وزير الداخلية السعودي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف "ما زلنا في بداية الحملة"، مؤكدا "لن ينجو منها مروجو ومهربو المخدرات".

وبالنسبة للمحلل العقيلي فإنّ هدف الحملة الرئيسي هو بث الخوف في نفوس الضالعين في المخدرات، موضحاً أن "الرسالة هي إذا لم تكن تخاف على نفسك، فعليك أن تخاف من الحكومة".