ندوة في جنيف تناقش انتهاكات ميليشيا ايران لحقوق الإنسان في اليمن 

عُقدت في مدينة جنيف السويسرية في 7 يوليو 2023 ضمن فعاليات برامج وأنشطة الدورة الـ53 لمجلس حقوق الإنسان، ندوة موسعة لدراسة ونقاش حالة حقوق الإنسان في اليمن عبر بث حي بواسطة على منصة "الزووم".

وخصصت الندوة الموسعة لمناقشة أربعة مسارات مركزية تعد الشاغل الأهم في صعيد الحقوق التي تتعرض للانتهاك الممنهج على يد ميليشيا  ايران في اليمن وهي؛ محور الانتهاكات الحوثية للطفولة واستهداف منظومة التعليم، التعذيب والقمع كأداة لترهيب المجتمع، استهداف الحوثيين للاقليات - البهائيون نموذجا، استهداف الصحفيين والاعلاميين - توفيق المنصوري (شهادة حية).

وقدم المتحدثون وهم نخبة من المتخصصين خلال الندوة إشباعاً مفصلاً للمحاور المحددة، وتضمن المحور الأول توصيف سمات تلك الخروقات والجرائم.

وتناول رئيس لجنة الرقابة بمنظمة ميون، الدكتور محمد النزيلي،  المخاطر التي تستهدف النشء وتشمل عسكرة العملية التعليمية وتطييف المناهج والمراكز الصيفية المغلقة والعبث بالمحتوى الدراسي، وتطرق النقاش إلى الأهداف التي تسعى من خلالها الميليشيا لطمس الهوية الوطنية وتهجير العقول والتحشيد الأعمى والزج بالأطفال إلى محارق الموت المحققة ، كما دُعِّم محور النقاش بعرض بياني توضيحي. 

أما المحور الثاني فقد وضع فيه رئيس منظمة إرادة لمناهضة التعذيب والإخفاء القسري، جمال المعمري، الجميع أمام مشهد الارهاب والتوحش الذي تمارسه ميليشيا ايران بحق المختطفين والمعتقلين والمخفيين قسرياً ، وتناول الممارسات القمعية التي تعرض لها ضحايا محافظة عمران مؤخراً،وتطرق لتوصيف صنوف الممارسات اللإنسانية  تجاه ضحايا المجتمع على يد الميليشيا. 

بعد ذلك نقل رئيس الجلسة، أكرم القدمي، دفة الحديث للنقاش حول المحور الثالث حيث قدمت خلاله احاطة بواقع الاقليات في اليمن وما تتعرض له الجماعة البهائية من تنكيل.

وتطرقت الباحثة القانونية والمنسقة لشبكة التضامن النسوية، ليزا البدوي، في ورقة العمل التي تقدمت بها إلى طبيعة الانتهاكات الممارسة بحق الاقليات والدوافع التي تقف خلف تلك الجرائم، وقدمت احصاءات تفصيلية من خلال الرصد والمتابعة، بالإضافة لشرح متكامل حول واقع القمع والإرهاب الحوثي تجاه شريحة المهمشين والطائفة اليهودية إبان اجتياح صنعاء.

أما المحور الاخير فقد تضمن احاطة شاملة، لواقع الصحافيين والاعلاميين في نطاق سيطرة ميليشيا ايران وما تعرضوا له من تنكيل واذى، وما يعانونه من مخاطر وصعوبات وتحديات تلازم نشاطهم وتقيد حرياتهم، وتطرق عبدالله المنصوري، شقيق الصحفي المفرج عنه بعد 8 سنوات توفيق المنصوري لحجم الاذى الذي تعرض له شقيقه أثناء فترة الاحتجاز من تعذيب ومحاولات للتصفية والقتل.

تلى ذلك النقاش اثراء توضيحي من قبل رئيس الجلسة والمتحدثين، ثم فتح المجال للمشاركة الخارجية، وتحدث خلالها السفير السابق الدكتور إبراهيم العدوفي، عن أهمية التوثيق القانوني للوقائع والانتهاكات واستكمال إجراءات الملاحقات القانونية كونها استحقاق رئيس ضمن مسارات العدالة الانتقالية.

وخرجت الندوة بعدة توصيات في ختام اعمالها أهمها؛ العمل على توثيق الوقائع والانتهاكات قانونياً وقضائياً، الاستمرار في المطالبة بملاحقة المتورطين في هذه الجرائم ومحاسبة قيادات ميليشيا ايران وتقديمهم للعدالة، الضغط على الميليشيا بسرعة اطلاق سراح كوادر الطائفة البهائية والكف عن مطاردتهم، ومطالبة الجهات الحكومية بمعالجة الآثار النفسية والمادية للاعلاميين للمفرج عنهم، وكافة ضحايا المجتمع وتقديم الدعم الكامل لهم.