مشهدك الحقيقي .. بين يديك
الأحد , 14 - أبريل - 2019
الرئيسية - المشهد اليمني - إمام المسجد الحرام لـ البخيتي: تتبع الوهم ومناقض للعقل والفطرة ولم تستوعب أدلة الايمان

إمام المسجد الحرام لـ البخيتي: تتبع الوهم ومناقض للعقل والفطرة ولم تستوعب أدلة الايمان

بن حميد والبخيتي
الساعة 12:13 مساءً (المشهد الخليجي)

أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن حميد، في خطبة الجمعة اليوم، أن الإنسان بفطرته التي فطره الله عليها، وبخلقه من الروح والجسد لا يقنعه علم، ولا يكفيه متعة، بل فيه قلق، واضطراب، وخوف، وفيه حاجة إلى الطمأنينةِ بعد القلق، والسكنِ بعد الاضطراب، والأمنِ بعد الخوف.

يأتي ذلك عقب دعوات واسعة إلى مقاطعة الناشط اليمني المنشق عن ميليشيا ايران، علي البخيتي، الذي يدعو إلى الإلحاد وأنكر "الأديان" ووجود "الله".

وأشار الدكتور بن حميد في خطبة الجمعة، إلى أن الدين فطرة مستقرة في قلوب كل البشر، لا تحتاج في إثباتها إلى كبير جدل، أو طويل حوار، لأنها من البدهيات، وأن الإنسان مفطور على العبادة، والاعتقاد، والإيمان.

وقال بن حميد، إن حيرة بعض العقول في الإيمان بالخالق ليس عن برهان، ولا علم، بل هذه الحيرة كما يقول أهل التحقيق والنظر: هي عرض مرضي، ووسوسة نفسية، وليست ظاهرة فكرية علمية فالحيرة عند هذه العقول آفة نفسية وليست شبهة عقلية.

وأشار إمام وخطيب المسجد الحرام في خطبته إلى أن الإلحاد ليس إيمانًا بل هو فقد للإيمان، فالملحد ملحد لأنه لم يستوعب أدلة الإيمان، وليس لأنه يملك أدلة على نفي الإيمان، فالذي في قلب الملحد هو غياب الإيمان بالله، وليس الإيمان بأنه لا إله، وأن المنكر والمشكك لا يستند إلى علم صحيح، ولا إلى عقل صريح، بل هو سلبي، فهو لم يستوعب الأدلة، كما أنه لا يستطيع أن يدلل على ما يعتقد، ولهذا قال بعض فلاسفتهم: "لا يوجد ملحد حقيقي".

وأكد بن حميد، أن الملحد لم يرتح ضميره؛ لأنه لم يوافق الفطرة، ولم تطمئن سريرته؛ لأنه لم يوافق العقل، لقد طلب الدليل على الواضحات، فهو كمن يريد أن ينير ضوء الشمس بشمعة اضطربت المعايير عنده فتاه في الواضحات عقله، ينطلق من وهم معدوم، ويطمع في عدمٍ موهوم.

وبين بن حميد، أن الإلحاد مكون من الشك القلبي، والتشتت الفكري، مضيفاً «تراهم يقولون: ننطلق من الشك حتى نصل إلى اليقين، وهذا كمن يقول: نشرب السمَّ لنجرِّبَ بعده الدواء، إن وجود الرب سبحانه أظهر للعقول والفطر من ظهور الشمس وضياء النهار، ومن لم ير ذلك في عقله وفطرته فليتهم عقله وفطرته".

وأكد بن حميد، أن كل ما تراه بعينك، أو تسمعُهُ بأذنك، أو تعقِلُهُ بقلبك، هو دليلك إلى ربك طريق العلم بالله أمر ضروري ليس فيه أي شك سبحان الله كيف يُطلب الدليل على من هو على كل شيء دليل، أن لله طرائقَ بعدد أنفاس الخلائق، "له في كل شيء آية تدل على أنه الواحد".

وأشار الشيخ بن حميد إلى إلى أن الملحد ترك ربه وعبد الطبيعة، وعصى الله وأطاع البشر، وهجر الشرع واتبع الوهم، وعاب على المتدينين الاتباع، وهو متعلق بما يقوله أهل الإلحاد، واستنكر في الدين مخاطبة القلب، وهو حائر فيمن يخاطب قلبه، وادَّعى الثقة والجزعُ يملأ قلبه، وظَنَّ اليقين والحيرةُ تملأ جوانحه مبيناً أن الجهل بالدين هو التربة الخصبة لنشأة الإلحاد في أي مكان، وأي زمان، وكلما كان الدين الصحيح راسخاً كان الضلال أبعد.

واعتبر بن حميد، أن قبول الحق ليس رهين قوة الحجة، ولا وضوح المحجة، ولكنه رهينُ الصدق في طلب الحقيقة والحرص عليها، ولهذا فإن الحديث عن الحقائق لمن لا يصدق في طلبها جهد ضائع.

واختتم إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن حميد خطبته مبيناً أنه ليس لله خلقٌ هو أحسن من الإنسان، فإن الله خلقه حيًّا، عالمًا، قادرًا، متكلمًا، سميعًا، بصيرًا، حكيمًا، أما الملاحدة فقد أسقطوا الإنسان من عز التكريم الرباني إلى درك الحيوان، وما هو أدنى من الحيوان، وسلبوه خصيصة العقل، فهو بعقله يرتقي فوق جميع المخلوقات، في وعي، وإرادة حرة، وليس غريزة جبلية ظاهرة، سلبوه فضيله تسخير الكون له، هو عندهم منحط من خلية ثم حشرة وما فوقها، فهم لا يرونه إلا ذرة في مجرة.