مشهدك الحقيقي .. بين يديك
الأحد , 14 - أبريل - 2019
الرئيسية - المشهد اليمني - صحيفة: السعودية بدأت تحييد الاصلاح من حضرموت وإعادة رسم خارطة النفوذ في مناطق شرق اليمن 

صحيفة: السعودية بدأت تحييد الاصلاح من حضرموت وإعادة رسم خارطة النفوذ في مناطق شرق اليمن 

ارشيفية
الساعة 08:15 صباحاً (المشهد الخليجي)

ذكرت صحيفة "العرب" الصادرة في لندن والممولة من الامارات أن محافظة حضرموت ذات الموقع الإستراتيجي المطل على بحر العرب بجنوب شرق اليمن، بدأت تشكّل نقطة افتراق مصالح نهائي بين السعودية وحزب الإصلاح، الفرع اليمني من جماعة الإخوان المسلمين، والذي يرصد بقلق قيام المملكة بإلغاء دوره السياسي والعسكري تدريجيا والمرور إلى استخدام قوات مرتبطة بها بشكل مباشر في بسط سيطرتها على مناطق يمنية ذات أهمية خاصة بالنسبة إليها، استعدادا لمرحلة ما بعد التسوية السياسية للصراع اليمني والجاري عليها العمل في الوقت الحالي.

واشارت الصحيفة إلى أن حزب الإصلاح انتقد بشدّة ترتيبات عسكرية تقوم بها السعودية في حضرموت، لكونها تمثّل بالنسبة إليه بداية اقتلاعه من أهم معقل له في شرق اليمن.

والأسبوع الماضي وصلت إلى حضرموت، تعزيزات عسكرية كبيرة تابعة لقوات درع الوطن، قادمة من السعودية حيث تمّ تنظيمها وتسليحها وتدريبها، وشرعت في الانتشار في مديريات الوادي الواقعة ضمن مناطق سيطرة قوات المنطقة العسكرية الأولى التابعة لحزب الإصلاح.

وأنشئت قوات درع الوطن أواخر يناير الماضي بموجب قرار أصدره رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، لتكون تحت إمرته باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة.

وبحسب الصحيفة "يصارع الحزب الإخواني للمحافظة على ما بقي له من مناصب أمنية في محافظة أبين بجنوب اليمن، بعد أن أقدم المحافظ أبوبكر حسين سالم على إقالة قائد قوات الأمن الخاصة محمد العوبان المنتمي إلى الحزب".

وافادت الصحيفة أن القرار أثار حفيظة جماعة الإخوان ما استدعى تدخل وزير الداخلية في الحكومة اليمنية إبراهيم حيدان المحسوب بدوره على جماعة الإخوان مطالبا بإلغاء القرار باعتباره "تجاوزا للصلاحيات المخولة حسب القانون". لكن محافظ أبين أصرّ على تنفيذ قراره الذي قال إنّه جاء بناء على مطالبات شعبية وأمنية.

ووفق الصحيفة، يرى متابعون للشأن اليمني أنّ افتراق المصالح بين السعودية وإخوان اليمن مآل متوقّع للعلاقة المصلحية التي ربطتها الرياض مع حزب الإصلاح رغم أنّه امتداد لجماعة الإخوان التي تجرّمها المملكة وتضعها على لوائح الإرهاب وعملت على مقاومتها محلّيا وإقليميا.

وأشارت الصحيفة إلى أن "السعودية أمّلت من خلال تحالفها مع الحزب في إنشاء جدار صدّ سُنّي ضد جماعة الحوثي الزيدية الموالية لإيران، لكنّها لم تجن النتائج المرجوّة؛ حيث لم تستطع القوات التابعة لحزب الإصلاح الصمود أمام زحف الحوثيين على عدّة مناطق، ذلك أن القوات أهملت المعركة الرئيسية ضد الحوثيين وانصرفت للدفاع عن حصّة لحزب الإصلاح في مناطق محرّرة أصلا من الجماعة الحوثية أو لم تدخلها قواتها أصلا".

ويقول مراقبون إنّ إقدام السعودية على إعادة تنظيم الوضع العسكري والأمني في حضرموت بالتعاون من قوى محلّية يدخل ضمن ترتيبات أوسع نطاقا لإعادة رسم خارطة النفوذ في مناطق شرق اليمن ككل.

وأضاف المراقبون أنّ "المملكة التي تكاد تكون قدّ سلمت بسيطرة الحوثيين على شمال اليمن، وتعرف مدى قوة المجلس الانتقالي الجنوبي في عدد من مناطق جنوب البلاد، باتت توجّه أنظارها نحو مناطق إستراتيجية في شرق اليمن وتحديدا التي تضمن لها إطلالة على المحيط الهندي عبر بحر العرب. وفي ظل قوة النفوذ العماني في محافظة المهرة المجاورة للسلطنة، فإن حضرموت تكون المنفذ المثالي للمملكة".