مشهدك الحقيقي .. بين يديك
الأحد , 14 - أبريل - 2019
الرئيسية - المشهد اليمني - شيان الصينية مدينة الحضارة والخيال

شيان الصينية مدينة الحضارة والخيال

صورة من المدينة
الساعة 08:27 صباحاً (خاص: شيان - الصين: هزاع البيل)

من لا يعرف الصين لن يعرف عمق هذا البلد وهذه البقعة الجغرافية من العالم. بلد يحوي آلاف الأسرار واجتمع فيه التاريخ والتقدم والازدهار الذي لا يمكن ان يتصوره بشر.

نهضت الصين خلال أربعين عاما فقط وجعلت من الأرض لوحة فنية رسمتها القيادة الصينية وشعب جبار.

خلال يومين قمنا بزيارة مقاطعة شيان الصينية التي تبعد عن العاصمة بكين نحو 1100 كم وهي مدينة تاريخية بالنسبة الصينيين وكذلك هي نقطة البداية لطريق الحزام العملاق الذي اطلقة الرئيس الصيني شي جين بينغ في عام 2013 والذي تحتفل الصين اليوم بالذكري العاشرة لانطلاق "مبادرة الحزام والطريق" والذي سيربط الشرق والغرب مرورا بالشرق الأوسط.

مدينة شيان أيضا يوجد فيها ميناء بري للشحن عبر القطارات وهي نقطة تجمع الصناعات الصينية في الداخل الصيني ونقطة انطلاقها الى الداخل والعالم وتعتبر محطة ترانزيت كبرى وفيها الكثير من الصناعات الخفيفة والمتوسطة والثقيلة وتترامى المصانع فيها بكثرة.

كما تحتضن المدينة مقبرة الإمبراطور الصيني، تشين شي هوانج، الذي حكم الصين قبل الفي عام، فضلاً عن المقبرة الصينية لجنود هذا الإمبراطور على أشكالهم نحتت من الطين.

في مدينة شيان التقى التاريخ والحضارة والفن في مدينة واحدة في لقاء يندر وجوده في العالم، فالمدينة لوحة فنية من الجمال وكأنها رسمت بيد فنان عظيم، مدنية لا يمكن وصفها في سطور عابر سبيل أو حتى تخيلها بـ"الذكاء الاصطناعي".

على امتداد الطريق الى المدينة تشدك مناظرها الجميلة؛ أنهار، مسطحات خضراء، واناقة وإتقان في إبداع الجمال، وفي كل متر منها تنشر الورود وبترتيب غير المألوف.

خلال يومين من تواجدي في المدينة لم توقف انبهاري من جمالها غير المتخيل لعقل بشري بسيط، ولم أستطع ان أحصي مدى هذه المدينة، فالليل فيها رواية أخرى وعالم آخر من المسارح والأضواء الجميلة والتشكيلات الفنية الرائعة.

فوق كل هذا الشعب الصيني شعب مضياف جدا وودود جدا وفيها اشياء يعجز اللسان عن وصفها.

سألت مترجمتنا الجميلة ريما الصينية التي تترجم لنا من اللغة الصينية الى العربية كيف فعلتم ذلك، فأجابتني: نحن شعب نحب العمل ولدينا نظام ودولة وحزب يعطوننا الكثير من الاهتمام والكثير من التنمية ونحن سعيدين بها. 

صديقتنا ريما الصينية تحضر الماجستير في الأدب العربي لكنها تحمل روح شعب من الطيبة والإحترام لا تقارن.

ستستمر الصين في تقدمها، وكل يوم لها طريق أخرى من التقدم والابهار، الصين اليوم في كل بيت بمنتجاتها ويوما ما، ربما تقود العالم وفق رؤيتها التي تقول إن التنمية والرخاء لا بد ان تتصدر لجميع دول العالم.