بسبب هجمات ميليشيا ايران في اليمن.. شركة شحن فرنسية عملاقة تزيد رسوم الشحن بمقدار الضعف

أعلنت شركة الشحن الفرنسية العملاقة "سي أم آ سي جي أم" أنها ستزيد رسومها بمقدار الضعف اعتبارًا من 15 يناير لعمليات الشحن بين آسيا والبحر المتوسط، على خلفية هجمات ميليشيا ايران في اليمن على السفن التجارية.

في 27 ديسمبر، استأنفت شركة "سي أم آ سي جي أم" عبور عدد من سفنها في المنطقة بعد تعليق ذلك لنحو عشرة أيام، لكنها أبقت على تحويل مسار جزء من أسطولها إلى رأس الرجاء الصالح.

وأوضحت الشركة أنها سترفع تسعيرة نقل حاوية يبلغ طولها 40 قدمًا من آسيا إلى غرب البحر الأبيض المتوسط، من ثلاثة إلى ستة آلاف دولار، وكذلك حاوية يبلغ طولها 20 قدمًا، من ألفين إلى 3500 دولار، أما بالنسبة لنقل حاوية بطول 40 قدمًا من آسيا إلى شرق البحر المتوسط، فستزيد التسعيرة من 3200 إلى 6200 دولار.

ويرى مراقبون أن زيادة رسوم الشحن تأتي كنتيجة مباشرة للهجمات التي يشنّها المتمردون الحوثيون من اليمن على السفن التجارية التي تبحر في مضيق باب المندب الذي يفصل شبه الجزيرة العربية عن إفريقيا.

وفي وقت سابق اليوم الاربعاء، أعلنت ميليشيا ايران استهداف سفينة CMA CGM TAGE التي تملكها الشركة الفرنسية. لكن الجيش الأمريكي أكد في وقت سابق أن الصاروخين البالستيّين اللذين أطلقتهما ميليشيا ايران في اليمن باتجاه السفينة، سقطا في المياه على مقربة منها "من دون أن يتسبّبا بأضرار".

وهذا الهجوم هو الرابع والعشرون الذي يستهدف سفناً تجارية في البحر الأحمر منذ 19 نوفمبر، وفق الجيش الأميركي.

كذلك، رفعت "شركة البحر الأبيض المتوسط للشحن" MSC الإيطالية السويسرية رسومها منذ الأول من يناير، لتغطية نفقات إطالة رحلات سفنها التي باتت الآن تدور حول إفريقيا بدلًا من العبور في البحر الأحمر وصولًا إلى قناة السويس.

وقد أعلنت شركة الشحن العالمية في 28 ديسمبر رسومًا إضافية تتراوح بين ألف وألفي دولار لكل حاوية تُنقل بين البحر الأبيض المتوسط وشبه الجزيرة العربية أو شرق إفريقيا أو الهند.

ومنذ أسابيع، تشنّ ميليشيا ايران في اليمن هجمات بطائرات مُسيَّرة وصواريخ تستهدف السفن التي يعتبرونها مرتبطة بإسرائيل أو تلك التي تعتقد أنها متّجهة إلى موانئ إسرائيلية، بالقرب من مضيق باب المندب الاستراتيجي عند الطرف الجنوبي للبحر الأحمر، مؤكدة عزمها على الضغط على إسرائيل بسبب حربها المدمرة مع حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" في قطاع غزة.

ودفعت الهجمات العديد من شركات الشحن إلى تحويل مسار سفنها إلى رأس الرجاء الصالح، في أقصى جنوب إفريقيا الذي يطيل الرحلة بين آسيا وأوروبا لمدة أسبوع تقريبًا، وهو طريق طويل ومكلف.

وأمس الثلاثاء، أعلنت شركة الشحن الدنماركية العملاقة "ميرسك" أن أسطولها لن يستأنف العبور في مضيق باب المندب حتى إشعار آخر، بعد تعليق ذلك موقتًا الأحد إثر هجوم ميليشيا ايران في اليمن على إحدى سفنها.

وبحسب الشركة، أُصيبت سفينة الحاويات "ميرسك هانغتشو" بصاروخ الأحد ثم تعرضت لهجوم من أربعة زوارق تابعة لميليشيا ايران في اليمن كانوا يحاولون الصعود على متنها.

وأعلنت ميليشيا ايران في اليمن مقتل أو فقدان عشرة من عناصرها جراء قصف أمريكي استهدف زوارقهم. وقال الجيش الأمريكي إنه أغرق ثلاثة زوارق حوثية وقتل طواقمها.

كذلك علّقت "شركة البحر الأبيض المتوسط للشحن" العبور في البحر الأحمر بشكل موقت.

من جانبها، أعلنت شركة "هاباغ-لويد" الألمانية للشحن أن إجراء تعليق المرور في البحر الأحمر، سيبقى ساريًا أقلّه حتى التاسع من يناير.