2020/10/09
دراسة حديثة تحذر من الإغلاق الشامل لمواجهة كورونا وتوصي بـ"مناعة القطيع" 

أظهرت دراسة جديدة أن إجراءات الإغلاق الشامل الشديدة والتي فرضت في كثير من دول العالم من أجل الحماية من وباء كورونا، تزيد من الوفيات الناجمة عن هذا الفيروس على المدى البعيد، موضحة أنه كان من الأفضل السماح لمناعة القطيع بالانتشار ببطء في المجتمع.

وأوضحت الدراسة التي أعدتها جامعة إدنبرة، ونشرت في المجلة الطبية البريطانية، أن فيروس كورونا كان قادراً على الانتشار بشكل أسرع إلى الأشخاص المعرضين للخطر بمجرد تطبيق إجراءات الإغلاق الشامل، عمّا لو تم السماح لمستوى معين من المناعة بالتراكم لدى الشباب.

وأعاد الباحثون في جامعة إدنبرة تقييم نماذج "جامعة إمبريال البريطانية" التي كانت تظهر أن إغلاق المدارس ومنع الأطفال من الاختلاط قد يكون له تأثير غير متوقع في قتل المزيد من الأشخاص، بحسب ما أوردته صحيفة "تلغراف" البريطانية.

وتوقعت جامعة إدنبرة أنه على مدار فترة الوباء بأكملها، فإن إبقاء الأطفال خارج الفصول الدراسية سيزيد الوفيات بما يتراوح بين 80 ألفا و95 ألفاً، وبالمثل فإن التباعد الاجتماعي بدلاً من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 70 عامًا فقط، يمكن أن يكلف ما بين 149 ألفا و178 ألف شخص.

يأتي ذلك في الوقت الذي وقع فيه آلاف العلماء في جميع أنحاء العالم على إعلان بارينجتون العظيم، الذي يدعو إلى إنهاء الإغلاق على الشباب والأصحاء.

وأغلقت الحكومة البريطانية البلاد بعد أن أظهرت نمذجة أن 500 ألف شخص يمكن أن يموتوا بسبب الفيروس، وأن خدمة الصحة الوطنية بالمملكة المتحدة ستتضرر كثيراً. 

وكانت جامعة إمبريال البريطانية توقعت أيضًا أنه لا توجد استراتيجية للتخفيف يمكن أن تخفض الوفيات إلى أقل من 200 ألف بدون لقاح، وأن قمع الفيروس لن يؤدي إلا إلى تأخير عودة ظهور أكثر فتكًا.

وقال مؤلفو الدراسة الجديدة، إن الحكومة البريطانية يبدو أنها اختارت حماية خدمة الصحة الوطنية بالمملكة المتحدة على المدى القصير، بدلاً من إنقاذ الأرواح طوال الوباء بأكمله. وعلى الرغم من أن الإغلاق الشامل قلل من ذروة الطلب على أسرة العناية المركزة، إلا أنه أطال أمد الوباء، مما أدى إلى المزيد من وفيات فيروس كورونا على المدى الطويل.

وقال المؤلف الرئيسي للدراسة، غريم اكلاند، وهو أستاذ محاكاة الكمبيوتر في جامعة إدنبرة: "في شهر مارس، كان على الحكومة اتخاذ قرار هل يريدون إنقاذ الأرواح أو أسرة العناية المركزة؟".

وأضاف: "التأمين (الإغلاق الشامل) يعني أن عدد الوفيات ينخفض، لذلك هناك مكاسب على المدى القصير، لكنها تؤدي إلى ألم طويل الأمد. إذا لم تفعل شيئًا، فسيكون كل شيء قد انتهى الآن. كان من الممكن أن يكون مروعًا للغاية لكنه سينتهي، لن يكون من الجنون تمامًا عدم القيام بأي شيء".

تم طباعة هذه الخبر من موقع المشهد الخليجي https://almashhadalkhaleeji.com - رابط الخبر: https://almashhadalkhaleeji.com/news13986.html