2020/10/20
دراسة اوربية: الحوثيون "أرخص حلفاء إيران" وهكذا يمارسون سلطتهم الانقلابية

نعتت دراسة حديثة ميليشيا الحوثي الانقلابية بأنها "أرخص حلفاء إيران" في المنطقة، موضحة عدد من الوسائل التي من خلالها تدير المناطق الخاضعة لسيطرتها.

وأوضحت الدراسة الصادرة عن المجلس الأوربي للعلاقات الخارجية «ecfr.eu» أعدها الباحثين، البريطانية هلين لاكنر، والباحث ريمان الهمداني، أن وعد الحوثيين القديم بالحكم الشفاف تبدد منذ فترة طويلة بالنسبة للملايين الذين يعيشون تحت حكمهم، إذ يتدخلون في معظم الأعمال، لا سيما لابتزاز الضرائب والرسوم الجمركية تحت ذرائع متعددة، بما في ذلك "المجهود الحربي".

وأشارت الدراسة التي ترجمها للعربية "يمن شباب نت" إلى احتكار الحوثيين قطاع الاتصالات، حيث تسيطر يمن موبايل على عمليات معظم شركات الاتصالات في البلاد، بما في ذلك تلك العاملة في المناطق الخاضعة لسلطة الحكومة الشرعية وجماعات أخرى (الاستثناء هو سبأفون، التي يُزعم أنها انفصلت عن صنعاء ونقلت مقرها الرئيسي إلى عدن في سبتمبر 2020).

وقالت الدراسة إن الحوثيين صمموا على تعظيم سيطرتهم على المساعدات المالية والمادية الإنسانية الدولية، حيث يقيم معظم اليمنيين المحتاجين إلى مساعدات إنسانية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين. لافتة إلى أن الحوثيين يفعلون ذلك لتعزيز سيطرتهم على السكان ولضمان تدفق دخل ثابت لأنفسهم.  

وأفادت الدراسة أن ميليشيا الحوثي تمارس أيضًا السيطرة الاجتماعية، مثل إغلاق المؤسسات التي تعتبرها مثيرة للجدل، بما في ذلك المقاهي، والتي تسمح للرجال والنساء بالاختلاط معًا، كما نشر الحوثيون معتقداتهم من خلال الدعاية الدينية، مثل "المسيرة القرآنية" لعبد الملك الحوثي، حيث تغطي هذه الجملة المعتقدات الثقافية والسياسية والدينية لحركته؛ وهو يرتكز على تعاليم حسين الحوثي، الذي بدأ يروج لمعتقداته في عام 2004، خلال حروب صعدة الأولى.  

وتابعت الدراسة: "وفي الوقت نفسه، تستهدف الميليشيا الشباب من خلال سيطرتها على نظام التعليم في اليمن، وتغيير المناهج الدراسية لتطبيع بيئة الحرب في اليمن، وتلقين جيل من الشباب اليمني للنظر إلى حركة الحوثيين ليس فقط بشكل غير نقدي ولكن على أنها صالحة في الأساس". 

وأردفت الدراسة: "أكثر من أي شيء آخر، يمارس الحوثيون سيطرتهم من خلال قمع فعال للغاية للسكان، في سبتمبر 2019، استبدل الحوثيون أجهزة المخابرات اليمنية وأجهزة الأمن القومي والأمن السياسي بجهاز الأمن والمخابرات الجديد والفعال، موضحة أنهم أنشأوا قوة نسائية بالكامل (الزينبيات)، لقمع المعارضات، كما منح الحوثيون قادة الأحياء المجتمعية التقليديين المعروفين باسم عقال الحارات امتيازات وسلطات أكبر، مثل تقنين الغاز للسكان المحليين، وأصبحت هذه الشخصيات أدوات مهمة للحوثيين في تجنيد المقاتلين".

وأكدت الدراسة أن حرية التعبير ليست من بين سياسات الحوثيين؛ "فالصحفيون هدف خاص، ويعانون من الاعتقال غير المحدود إلى أجل غير مسمى وسوء المعاملة، فضلاً عن العقوبات القاسية في المحكمة، بما في ذلك أحكام الإعدام، ويصف الحوثيون علانية أي شخص يختلف معهم بأنه إما "متآمر سعودي" أو "إرهابي" أو "إصلاحي".

وقالت الدراسة: "بشكل عام، يروج الحوثيون لإيديولوجية زيدية جديدة تكون في الغالب غامضة وغير محددة المعالم، لكنها سياسية وعسكرية بشكل متزايد، ربما كان التعبير الواضح الوحيد عن ذلك هو الاعتقاد بأن السادة لهم الحق والسلطة في الحكم بناء على الأساس الحصري لأسلافهم. هذا اعتقاد يتجلى في الغالب من خلال التعيين الممنهج لأعضاء تلك الفئة الاجتماعية في المناصب العليا العسكرية والحكومية الشاغرة".

وفيما يتعلق بعلاقة الحوثيين مع ايران قالت الدراسة إن العلاقة تستند إلى المصالح والأهداف المشتركة بدلاً من الإيمان الأيديولوجي، لافتة إلى أن الهدف الرئيسي لإيران في اليمن هو نفس الهدف الإقليمي - مواجهة وإضعاف السعودية والولايات المتحدة سياسياً واقتصادياً وعسكرياً.

وأكدت الدراسة أن الحوثيين سيستمرون في التورط في مخطط إيران لإضعاف السعودية طالما أن ذلك يعزز حكمهم في اليمن، وبدلاً من أن يكونوا وكلاء لإيران (كما يوصفون غالبًا)، فإن الحوثيين شركاء متساوون في مشروع عسكري مشترك يفيد كلا الطرفين، لكن الحوثيين، قبل كل شيء، فاعلون يمنيون يسعون لتحقيق أهداف محلية، سيستمرون في الحرب حتى بدون دعم إيراني، ومن الخطأ افتراض أن إيران يمكنها توجيه سلوك الحوثيين.

تم طباعة هذه الخبر من موقع المشهد الخليجي https://almashhadalkhaleeji.com - رابط الخبر: https://almashhadalkhaleeji.com/news14709.html