قدم مدير مكتب المجلس النرويجي للاجئين في اليمن، محمد عبدي، أربعة مقترحات لمنع حدوث مجاعة في اليمن التي تشهد حربا مستمرة منذ اكثر من ست سنوات.

وقال عبدي في مقال بعنوان "اليمن لا يجوع، بل يتم تجويعه.. فهل لا يزال بالإمكان تجنيب اليمنيين مجاعة محتملة؟": "نحن قريبون من نقطة اللاعودة، ولكننا لم نتجاوزها. يمكن لقادة العالم منع حدوث مجاعة إذا فعلوا أربعة أشياء ملموسة".

وأوضح عبدي أن المقترح الاول يتمثل في؛ رفع العوائق عن الإمدادات الحيوية، مشددا على الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا والدول الأخرى التي تعمل مع التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات التوسط في اتفاقية لاستخدام عائدات الوقود لدفع رواتب الموظفين، وإجراء حزمة معالجات لإنقاذ الاقتصاد. وذلك سيؤدي إلى التحكم بأسعار المواد الغذائية وتمكين اليمن من استيراد ما يكفي لإطعام نفسه.

وأضاف عبدي أن المقترح الثاني يكون في استئناف المساعدات حتى تتمكن المنظمات من مساعدة الأشخاص الذين يحتاجون إليها، مشيرا إلى أن دول الخليج المشارك في الحرب خصصت مبلغاً بسيطاً العام الماضي بينما تنتشر المجاعة داخل اليمن، وفي الوقت نفسه، ما تزال مساعدة الولايات المتحدة للشمال الذي يسيطر عليه الحوثيون، والذي يقطنه %80 من سكان البلاد البالغ عددهم حوالي 30 مليون نسمة معلقة.

واعتبر عبدي أن "هذا الانخفاض الشديد يعني أن أكثر من ثمانية ملايين شخص يتلقون الدعم من منظمات الإغاثة قد انخفضت حصصهم الغذائية إلى النصف، متابعا: "يخبرنا الآباء أنهم يجوعون حتى يتمكن أطفالهم من تناول الطعام. في عام 2018 ساعدت زيادة المساعدات في درء المجاعة. نحن بحاجة إلى نفس الاستجابة السخية مرة أخرى في هذه النقطة الحرجة".

وفيما يتعلق بالمقترح الثالث، قال عبدي إنه يجب وضع حد للإفلات من العقاب لافتا إلى أنه "في أواخر العام الماضي، أصدر مجموعة من الخبراء حول اليمن تقريراً دامغاً يوثق التجاهل التام لقوانين الحرب من قبل جميع أطراف النزاع".

وأكد عبدي أن استخدام التجويع ضد المدنيين جريمة حرب، ويجب التحقيق في الانتهاكات بشكل مستقل. يجب على الدول الأعضاء في الأمم المتحدة المطالبة بمعاقبة الذين قتلوا المزارعين ودمروا البنية التحتية المنقذة للحياة من قبل جميع الأطراف المتحاربة.

وأوضح عبدي أن المقترح الرابع الذي وصفه بأنه "الأكثر أهمية" يتمثل في وقف القتال، مشددا على أن "أي مبلغ من المال لن يحل المشاكل التي تستمر هذه الحرب في خلقها. نحن بحاجة إلى حل دائم ينهي الحلقة المفرغة للصراع والمجاعة والدمار. على الدول التي انحازت إلى جانب في هذا الصراع أن تطالب بوقف إطلاق النار الآن".

وقال عبدي إن "ما يحدث هنا في اليمن سيكون بمثابة اختبار لإنسانيتنا المشتركة. منذ ما يقرب من ست سنوات والشعب اليمني يتحمل عبئاً هائلاً. إنهم مرهقون ويشعرون بالتخلي عنهم. يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي ونترك هذه الحرب تحتدم، مما يؤدي إلى تدمير حياة الملايين وجعل اليمن مثالاً للموت والفشل. أو يمكننا العمل لإنهائه في النهاية".