2019/11/06
ترحيب إقليمي ودولي واسع بتوقيع "اتفاق الرياض"

 

تنفّس اليمنيون الصعداء وهم يشاهدون لحظات التوقيع على طيّ صفحة الخلافات والاقتتال في المناطق المحررة، وفتح صفحة جديدة عنوانها توحيد الجهود لاستكمال استعادة الدولة اليمنية وإنهاء انقلاب ميليشيا الحوثي المدعومة إيرانياً.
وشهدت العاصمة السعودية الرياض يوم الثلاثاء 8/ 3/ 1441هـ توقيعًا تاريخيًّا عُرف "اتفاق الرياض" بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، مثّل تتويجًا وثمرة لجهود حثيثة بذلتها المملكة العربية السعودية على مدى أكثر من شهرين لإنهاء تداعيات أحداث أغسطس2019 الدامي التي شهدتها العاصمة اليمنية عدن (جنوبي اليمن).
وجرى توقيع الاتفاق برعاية الملك سلمان بن عبدالعزيز، وبحضور الرئيس عبدربه منصور هادي، ونائبه الفريق علي محسن صالح، ورئيس مجلس النواب سلطان البركاني، ورئيس مجلس الوزراء معين عبدالملك، وبحضور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وولي عهد أبوظبي الأمير محمد بن زايد.
وتضمنت الاتفاقية ثلاثة ملحقات: ترتيبات سياسية واقتصادية، وترتيبات عسكرية. نص الملحق الثالث الترتيبات الأمنية على إعادة تنظيم القوات العسكرية والأمنية تحت قيادة وزارتي الدفاع والداخلية، وتشكيل حكومة كفاءات من 24 وزارة خلال شهر، وتوريد جميع الإيرادات إلى البنك المركزي في العاصمة المؤقتة عدن.
وينص الاتفاق على الالتزام بإيقاف الحملات الإعلامية المسيئة بكافة أنواعها بين الأطراف، وتوحيد الجهود تحت قيادة تحالف دعم الشرعية لاستعادة الأمن والاستقرار في اليمن، ومواجهة التنظيمات الإرهابية، والالتزام بحقوق المواطنة الكاملة لكافة أبناء الشعب اليمني، ونبذ التمييز المناطقي والمذهبي، ونبذ الفرقة والانقسام.
وقال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في الكلمة الافتتاحية لمراسيم التوقيع على "الاتفاق": الرياض بذلت كل الجهود لرأب الصدع بين الأشقاء في اليمن بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين، ونأمل أن يكون الاتفاق فاتحة جديدة لاستقرار اليمن، وخطوة نحو الحلّ السياسي وإنهاء الحرب في البلاد".. مضيفاً: شغلنا الشاغل هو نصرة اليمن الشقيق استجابة لدعوة الحكومة الشرعية، وحققنا الكثير لأمن اليمن والمنطقة، وسنواصل السعي لتحقيق تطلعات الشعب اليمني".
ولاقى "الاتفاق" ترحيباً واسعاً (محلياً وإقليمياً ودولياً)، باعتباره خطوة مهمة للحيلولة دون انزلاق اليمن نحو المزيد من الانقسام والتشظّي، وفرصة أخيرة أمام اليمنيين للانطلاق نحو استعادة الدولة من الميليشيا، وبناء اليمن الاتحادي الجديد.
وفي هذا السياق، أشار أمين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط إلى أن "توقيع اتفاق الرياض بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي يعدّ خطوة مهمة للحفاظ على كامل التراب اليمني، ويحول دون انزلاق البلد نحو المزيد من الانقسام والتفكك".. لافتاً إلى أنه "يعطي إشارة إلى إمكانية التوافق بين الأطراف اليمنية من أجل تجنب الحرب والانقسام".
وأضاف أبو الغيط: "الحفاظ على وحدة اليمن واستقلاله وسلامة أراضيه، وتكامل ترابه الوطني، هي أهداف تحظى بتأييد ودعم كافة الأطراف الحريصة على مستقبل اليمن وشعبه".. مشيراً إلى القرار الصادر عن مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري في سبتمبر الماضي، والذي أكّد بصورة واضحة على هذه المبادئ".. معرباً عن أمله في أن يكون الاتفاق خطوة على طريق إنهاء الحرب في اليمن بصورة تحفظ له استقراره وأمن جيرانه".
وثمّن رئيس البرلمان العربي الدكتور مشعل السلمي نجاح الجهود السعودية في التوصل إلى اتفاق بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي.. مجدداً موقف البرلمان العربي الثابت والداعم للسلطة الشرعية في اليمن لمواجهة انقلاب ميليشيا الحوثي ضد الدولة، ودعم أمن واستقرار ووحدة اليمن وسلامة وسيادة أراضيه".
وأشاد السلمي باستجابة الحكومة اليمنية الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي لدعوة المملكة للمصالحة، والعمل على إنهاء الانقسام وتغليب المصلحة الوطنية لتخطي هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ اليمن.

من جانبه، اعتبر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي اتفاق الرياض خطوة عظيمة في مسار حل الأزمة اليمنية، حيث قال في تغريدة بصفحته على تويتر: "ذلك الاتفاق يدّ بمثابة خطوة عظيمة في مسار حلّ الأزمة اليمنية، ويعزز من وحدة اليمن الشقيق، ويرسخ للاستقرار والسلام في المنطقة".
وهنأ مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث، الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي على اتفاق الرياض، وقال: "إنه خطوة مهمة في جهودنا الجماعية الرامية إلى التوصّل إلى تسوية سلمية للنزاع في اليمن".
وأكّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "أن اتفاق الرياض بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي يعدّ بداية جيدة للوصول إلى اتفاق نهائي في اليمن".
ورحب السفير البريطاني لدى اليمن مايكل آرون بهذا الاتفاق، وحثّ الطرفين على تنفيذه في الجداول الزمنية المنصوص عليها.. وقال في تغريدة له بصفحته على تويتر: "إن توقيع اتفاق الرياض يعدّ إنجازاً كبيراً تضمنه الجهود الطويلة التي بذلها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ونائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان.. مضيفاً: "إنها أيضاً خطوة كبيرة نحو تسوية سياسية شاملة في اليمن".
ولا زالت الردود على الاتفاق تتوالى حتى اللحظة، وجميعها تصب في التأكيد على أن هذا الاتفاق يعدّ منعطفاً كبيراً في تاريخ الأزمة اليمنية، ومن شأنه الحفاظ على وحدة اليمن واليمنيين، ويساعد في تطبيع الأوضاع في المناطق المحررة، والإسراع في حسم المعركة مع الميليشيا الحوثية الانقلابية وإجبارها على الخضوع للحوار والتخلّي عن السلاح.
وأكّدت التعليقات والردود على أن هذا الاتفاق يعدّ نموذجاً للخلافات اليمنية العميقة ذات البُعد الوطني والتي سرعان ما يتم حلّها عبر الحوار، وهو ما لم ينجح مع ميليشيا الحوثي الانقلابية التي دأبت على إفشال الحوارات والمشاورات، وترفض التعاطي الإيجابي مع مساعي السلام؛ كونها أداة بيد إيران، وتحمل مشروعًا سلاليًّا طائفيًّا ليس له صلة بالوطن ولا بالشعب.

تم طباعة هذه الخبر من موقع المشهد الخليجي https://almashhadalkhaleeji.com - رابط الخبر: https://almashhadalkhaleeji.com/news2223.html