2021/03/08
صحيفة بريطانية: حرب اليمن لن تننهي قريبا والحوثيون يهددون مأرب

قالت صحيفة الغارديان البريطانية إن الحرب على الأرض في اليمن "لن تنتهي قريبا"، مشيرة إلى أن "اليمن وأصدقاءها اليمنيين لديهم مكانة خاصة في قلبها. وكل زيارة هي بمثابة تجربة حلوة مرة وكل الذكريات في المساءات الجميلة قد تنتهي بغلاف من الحزن".

وأوضحت الصحيفة في تقرير أعدته مراسلة شؤون تركيا والشرق الأوسط، بيثان ماكرنان، أنه أثناء زيارة الاخيرة إلى اليمن في 2019، كانت تنتظر إذناً من المسلحين الحوثيين للسفر إلى شمال البلاد، ووجدت نفسها عالقة لعدة أيام في المدينة الصحراوية، مأرب.

وقالت بيثان ماكرنان: "كنت متعبة من السفر والحرارة، ولم أتناول طعاما جيدا وحاولت الانتهاء من عمل تقارير جيدة، لكن لا شيء يحدث في اليمن سريعا، إن كان هناك شيء يحدث".

وتعتقد الكاتبة أن واحدا من الأسباب التي جعلت اليمن خارج الرادار لوقت طويل، هو إغلاق حدوده البرية ومجاله الجوي، حيث لم يخرج أي من المهجرين بسبب الحرب مع أن 3 ملايين يمني نزح بسببها. ولو وجد اليمنيون طريقهم إلى شواطئ اليونان ودول جنوب أوروبا وأخذوا يقصون ما تعرضوا له دونما خوف من الجماعات المتحاربة، لزادت الضغوط على الدول الغربية التي تبيع السلاح للدول المشاركة في الحرب لوقف الصفقات.

وأشارت ماكرنان إلى أن الحرب والخسارة الإنسانية طغت على جمال اليمن المذهل، فبعض أجزاء اليمن لا تختلف عن النمطية المعروفة عن المنطقة والصحراء الممتدة، ولكن عندما تدخل الشمال وجباله، تكون كمن دخل عالم الجنياّت: سحب الغيم التي تغطي المزارع الخضراء، والقلاع بلون حبر الزنجبيل، وتعود إلى القرون الوسطى التي تبدو وكأنها تحاول الإمساك بأطراف الجبال. وأفضل أنواع القهوة في العالم تأتي من الجبال اليمنية، وتتعالي حلقات الذكر والموسيقى من مساجد الصوفية.

وقالت ماكرنان: "اليمن هو مكان متجذر في التاريخ والثقافة، وظاهرة طبيعية استثنائية، وفيه أرخبيل سقطرى المعروف بغالابوس المحيط الهندي. وبالطبع كان من الأفضل الاحتفال باليمن وعجائبه بدلا من الشفقة عليه بسبب حمام الدم فيه، وحتى بالدفعة الأخيرة من الرئيس جوزيف بايدن لوقف النزاع، فلن يتوقف في وقت قريب".

وأضافت ماكرنان: "زادت الحرب بين الحوثيين والحكومة اليمنية سوءا بداية العام الحالي كما كان الحال عام 2020. ومدينة مأرب كانت واحة أمن لكل الفارين من الحرب. لكن الحوثيين يشنون عليها هجوما واسعا بشكل يعرض مليوني نسمة فيها للخطر ويدفع النازحين للفرار من جديد. وفي هذه المرة لا يعرف الكثيرون إلى أين المفر. وسيصبح الوضع الإنساني في الأشهر القادمة أسوأ، في ظل خفض الدعم الدولي، ونصف السكان في حالة جوع".

وقالت ماكرنان في ختام تقريرها: "يواجه اليمن موجة ثانية من فيروس كورونا، مع أنه من الصعب وصف الأثر الذي تركه كوفيد-19 على البلد نظرا لعدم وجود مراكز الفحص فيه. وكل هذا يجعل العمل وتغطية أخبار اليمن تجربة تستنزف الجهد والعاطفة، ولكن الشعور بأن هذا العمل يحدث فرقا هو دافع قوي".

تم طباعة هذه الخبر من موقع المشهد الخليجي https://almashhadalkhaleeji.com - رابط الخبر: https://almashhadalkhaleeji.com/news26151.html