2021/03/08
مارك لوكوك يهاجم قرار وقف بريطانيا مساعداتها لليمن ويكشف عن صفقة جاهزة مع الحوثيين

عبّر وزير التنمية الدولية البريطاني السابق ومنسق الشؤون الانسانية في الامم المتحدة، مارك لوكوك، عن صدمته من قرار حكومة بوريس جونسون قطع الدعم الإنساني عن اليمن. 
وقال لوكوك إن الخطوة هي محاولة "لضبط حسابات الحكومة على ظهور الشعب اليمن الجائع"، في عمل سيؤدي لوفاة آلاف اليمنيين ويضر بالتأثير البريطاني. وقال لوكوك إنه لم يحصل على فرصة لكي يناشد الحكومة تغيير موقفها.

ووصف القرار بأنه "ضرر على المدى المتوسط والبعيد، وكل ما سيتم توفيره في الخطة الكبيرة، هو مبلغ قليل من المال".

وأضاف أن القرار "بعبارات أخرى هي محاولة لضبط الميزانية على حساب الشعب اليمني الجائع وسيترك تداعيات على اليمنيين الآن وكذلك على العالم في المدى البعيد".

وأعلنت بريطانيا أنها ستمنح اليمن هذا العام 87 مليون جنيه، أي أقل من 164 مليون جنيه قدمتها في عام 2020. وبرر جونسون القرار بأنه نابع من “الظروف الحالية الضاغطة” التي تسبب بها فيروس كورونا، وأكد أن الرأي العام سيوافق على أن الحكومة “حددت أولوياتها بطريقة صحيحة”.

وقال لوكوك إن قطع الدعم عن اليمن بنسبة 50% سيتسبب بالأذى، متوقعا حصول تخفيضات للدعم إلى اليمن من دول أخرى.

وأضاف: "لا مفر من أن هذا سيترك أثرا وخسارة كبيرة للأرواح ومراكمة البؤس في الكثير من الأماكن".

وكشفت وثائق مسربة، السبت الماضي، عن أن وزارة الخارجية البريطانية تفكر بتخفيض برنامج الدعم إلى الصومال بنسبة 60%، وجنوب السودان بنسبة 59%، أما التخفيض المخطط له لسوريا فهو 67%، وليبيا 63%، ونيجيريا 58%.

وقال لوكوك: "لا جدال في أن بريطانيا عليها مسؤوليات في اليمن وهي المفاوض الرئيسي الذي يصيغ القرارات في مجلس الأمن (حامل القلم) ومزود مهم للدعم الإنساني في الماضي وعليها مسؤوليات تاريخية. ولهذا كان صادما أن تقوم بقطع كبير كهذا".

ويعلق لوكوك أن نقد مسؤول في الأمم المتحدة بريطانيا، ومن بريطاني عمل في قطاع الخدمة المدنية أمر نادر، ولكنه واحد ممن عبروا عن غضبهم من قرار الحكومة الذي وصفته المنظمات الإنسانية بـ"حكم الإعدام"، ووصفه وزير التنمية الدولية السابق أندرو ميتشل "بقرار مذهل".

وحذر لوكوك من تأثيرات القرار السلبية على موقف بريطانيا الدولي، قائلا: "تتمتع بريطانيا بسمعة قوية كقائد بين المانحين ولاعب في التنمية الدولية. وسيترك هذا أثره الكبير على سمعتها. وسيترك أثرا واضحا على سمعتها وبخاصة أنه التزام أقرت به الأمم المتحدة. والكل سيرى أن ميزانية الدعم مستهدفة، ولا تزال الحكومة تقترض وبمعدلات عالية ولكنها استهدفت ميزانية الدعم وقطعتها".

وقال لوكوك إن قرار بريطانيا هذا سيؤثر على قدرتها في التأثير على بقية الدول الأخرى. ورغم عدم وجود أدلة بعد، فإنه قد يدفع الدول الأخرى لعمل المثل. وقال إن “النتيجة هي مزيد من خسارة الأرواح والبؤس ومزيد من عدم الاستقرار والتشرذم ومزيد من المشاكل الجوهرية في هذه المناطق الساخنة والتي نعرف من التجربة المرة أن لديها قابلية على الانتشار وخلق ديناميتها الخاصة وبعواقب دولية بما فيها دول كبريطانيا”.

وعبّر لوكوك عن خوفه من أثر قطع الأموال في الدعم لليمن على الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة من أجل اللاجئين السوريين في مؤتمر للمانحين هذا الشهر، بالإضافة لأثره المباشر على جهود الأمم المتحدة لتمويل تخفيف آثار التغيرات المناخية، وهو موضوع تحاول بريطانيا أن تكون في مركز القيادة بصفتها رئيسة لمؤتمر الأمم المتحدة عن المناخ المقرر عقده في نوفمبر في غلاسكو، وسيقترح المؤتمر 100 مليار جنيه في العام للدول الفقيرة لتخفيف التغيرات المناخية وهو وعد لم يتم تحقيقه.

ودعا لوكوك الغرب لملاحظة أثر تخفيض الدعم: "لا يتذكر الناس هذا جيدا، لكن مناشدة الأمم المتحدة من أجل سوريا في 2014 لم تلق دعما كبيرا مقارنة مع 2012 و2013"، مشيرا إلى أن نتيجة كل هذا كانت موجة المهاجرين في 2015 “وكان هذا مثالا على الفشل في السيطرة على الوضع ومساعدة الناس الذين تأثروا مباشرة”.

وحث لوكوك كل الأطراف على الدفع باتجاه تسوية سياسية، وتوقف الحوثيين عن الهجوم على مأرب التي تعد من أقوى معاقل الحكومة في شمال اليمن.

وقال لوكوك: "هناك حوار مثير يدور بين الحركة الحوثية حول الدفع باتجاه مأرب أو القبول بصفقة جاهزة لهم. ويمكنهم الحصول على الكثير، رفع الحصار عن الموانئ والمطارات ووقف إطلاق النار واعتراف واضح بهم وأنه سيكون لهم دور واضح في حكومة تشارك للسلطة".

ومن المتوقع أن يتقاعد لوكوك من منصبه كمنسق للشؤون الإنسانية ويعود بشكل دائم إلى بريطانيا لقضاء وقت دائم مع عائلته. ومن النادر أن شجب جهود دول بعينها في مجال الدعم، وظل يبتعد حتى الآن عن التعليق على السياسة البريطانية.

تم طباعة هذه الخبر من موقع المشهد الخليجي https://almashhadalkhaleeji.com - رابط الخبر: https://almashhadalkhaleeji.com/news26154.html