هاجمت صحيفة "وول ستريت جورنال" من استراتيجية الرئيس الاميركي جو بايدن التي أطلق عليها "الضغط الأقصى" بشأن أزمة اليمن التي تشهد حربا اهلية مستمرة منذ قرابة سبع سنوات.

وذكرت الصحيفة في مقال بعنوان "حملة الضغط الأقصى لجو بايدن" إن الخطوة الأولى في حملة السلام التي أعلنتها إدارة بايدن في اليمن تمثلت في إزالة الحوثيين من قائمة الإرهاب الأميركية وتتواصل مع رعاتهم في إيران من أجل اتفاق نووي جديد.

وأضافت الصحيفة: "الخطوة الثانية تمثلت في إنهاء الدعم الأميركي للتحالف العربي الداعم للحكومة المعترف بها دوليًا والتي تقاتل الحوثيين في اليمن، وتعليق مبيعات الأسلحة الأميركية للسعوديين، والتحدث بصوت عالٍ عن "إعادة تقويم" العلاقات الأميركية السعودية".

وتابعت الصحيفة: "الخطوة الثالثة: يواصل الحوثيون الهجوم واطلقوا في نهاية الأسبوع صواريخ وطائرات مسيرة على عدة مدن سعودية ومنشآت تابعة لشركة أرامكو السعودية. يقول التحالف إنه اعترض معظم الصواريخ والطائرات المسيرة، لكن الهجمات تسببت لفترة وجيزة في ارتفاع أسعار النفط. جاء هذا الحادث عقب هجمات أخرى للحوثيين ومحاضرات وزارة الخارجية الأميركية بأن على الحوثيين التوقف والكف عن ذلك، وأنهم لم يفهموا الرسالة".

واشارت الصحيفة إلى أن الحوثيين يزدادون جرأة لأنهم يفترضون بشكل مفهوم أن السعوديين فقدوا الدعم الأميركي، وبدلاً من التفاوض ، يتطلعون إلى توسيع مكاسبهم الإقليمية في اليمن ومواصلة الضغط العسكري على التحالف العربي، لافتة إلى أنه من المرجح أن تزداد الهجمات على المدن والمنشآت النفطية السعودية، وقد تؤدي عاجلاً أم آجلاً إلى إلحاق أضرار جسيمة.

وقالت الصحيفة إن رغبة البيت الأبيض في التفاوض لإنهاء الكارثة الإنسانية وهي حرب اليمن أمر مفهوم، لكن هذا الاحتمال ينحسر إذا اعتقد الحوثيون أنهم ينتصرون. كان الرئيس بايدن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن يأملان في أن تؤدي التنازلات الأميركية إلى تقليل التوترات، لكن يبدو أنها شجعت إيران والحوثيين فقط بينما جعلت السعوديين يتساءلون عن مصداقية الولايات المتحدة.

وأكدت الصحيفة في ختام مقالها بالقول: "نادرا ما تعمل المهادنة كاستراتيجية عسكرية أو دبلوماسية - لا سيما في الشرق الأوسط".