صعد الحوثيون هجماتهم على المملكة العربية السعودية بعد شطبهم الولايات المتحدة من قائمة المنظمات الإرهابية، وهي خطوة قامت بها إدارة دونالد ترامب وحذرت منها المنظمات الإنسانية قائلة إنها تضر بتقديم مساعدات ضرورية للبلد الغارق في الحرب.
وأعلنت السعودية، اليوم السبت، اعتراض وتدمير طائرة مسيرة مفخخة أُطلقت باتجاه مدينة خميس مشيط في جنوب السعودية، في حين أسفر هجوم جوي شنته الميليشيا، أمس الجمعة، على مصفاة للنفط بالرياض، أسفر عن حريق ذكرت وزارة الطاقة السعودية أنه تمت السيطرة عليه.
وعن أسباب وصول أسلحة الحوثي للعمق السعودي، قال اللواء عبد الله غانم القحطاني، المختص في الدراسات الاستراتيجية، إن الصواريخ البالستية التي تطلقها ميليشيا الحوثي "معروفة بنظام الرصد والتتبع حتى وصولها لمنطقة يمكن إسقاطها فيها، لأنها تخرج عن الغلاف الجوي ثم تعود له مرة ثانية"، وفق قناة "الحرة".
وأضاف القحطاني "هذا ما يحدث في أي مكان في المملكة تصل إليه هذه الصواريخ الإرهابية التي تأتي من صنعاء، وهي إيرانية الصنع والإطلاق".
ووصف القحطاني الطائرات المسيرة، بـ"الأداة الإرهابية التي لم يألفها العالم بعد، ولا يوجد لها حتى اللحظة مضادات في ترسانات الدول".
وقال القحطاني إنها قد تكون محملة بالمتفجرات ويتم إطلاقها "على ارتفاعات منخفضة جدا، حتى تصل إلى أهداف معينة"، مشيرا إلى أن دولا أوروبية وغيرها لا تستطيع اكتشافها ورؤيتها، لافتا إلى أن المملكة رصدت الكثير منها وأسقطتها، دون أن تتسبب في أضرار، فقط بعضها يسفر عن حرائق بعد أو خلال تفجيرها".
وقال القحطاني إن السعودية "ليس أمامها إلا خيارا واحدا وهو مواجهة الإرهاب، والوقوف في وجه التهديدات أيا كان مصدرها سواء ميليشيات اليمن أو ميليشيات العراق أو الخلايا النائمة التي نفذت سابقا تفجيرات في مدن سعودية".
ويعتقد القحطاني أن الرياض نجحت في هذه المواجهة، قائلا: "المملكة تعاني وتواجه إرهاب إيران منذ 1979، حينما تم إدخال متفجرات إلى مكة المكرمة، وتسللت منظمات وجماعات إرهابية عن طريق دول مجاورة، ووقعت اعتداءات في مدينة الخبر سنة 1996، وتوجهت طائرات محملة بالأسلحة إلى المنطقة الشرقية في الثمانينات وتم إسقاطها، وتم تجنيد عملاء وجواسيس نفذوا تفجيرات مختلفة بالتعاون مع داعش".
من جانبه قال العميد الركن المتقاعد عمرو العامري في تصريح لموقع قناة "الحرة" إن الصواريخ الجوالة (مثل الكروز والباليستية) والطائرات المسيرة تصل إلى أماكن بعيدة داخل المملكة، مضيفا: "هذا ليس تكتيكا من جماعة الحوثي، إنما تطور في مفاهيم الحرب، بعد أن أصبحت الطائرات المسيرة أحد الأسلحة التي دخلت المنظومات التسليحية أخيرا في العديد من الدول، الأمر الذي يعيد تعريف قواعد الاشتباك والعقائد العسكرية وطرق القتال".
وأوضح العامري أن "هناك طرقا شتى للتعامل مع مثل هذه الأسلحة؛ أولها العامل الاستخباراتي بحيث يمكن معرفة أماكنها قبل الانطلاق وتحييدها أو إسقاطها بعد دخولها في مدى الكشف الراداري أو حتى التشويش عليها"، مشيرا إلى أنها أسلحة رخيصة وغير دقيقه وغالبا ما تسفر عن أضرار مادية أو بشرية بين المدنيين.
وفي إطار هذه المواجهة، يقول العامري إن من بين الخيارات التي تمتلكها السعودية هو تكثيف العامل الاستخباراتي لمعرفة ورش التجميع والإعداد لهذه الأسلحة، وتدميرها مسبقا.
وشدد العامري على "زيادة الضغط على كل ما من شأنه أن يدعم الآلة العسكرية للحوثيين وحلفائهم، بما في ذلك الجسور والطرق وأنظمة الاتصالات ومحطات الكهرباء".