2021/03/20
تفاصيل مؤلمة.. أسرة "تهامية" شردتها المليشيات والتهمتها حرائق النزوح

لم يكن يخطر في بال المواطن عايش حمدوه مرير (38) عام وهو من أبناء مدينة الدريهمي ماحصل له ولأفراد اسرته من فاجعة هزت كيانة بعد ان هجرتهم المليشيات الحوثية واتخذت منازلهم متارس وثكنات عسكرية .

وتلاحق المليشيات النازحين من الدريهمي بقذائفها إلى الجهة المحررة وتعتبرهم خونة لانهم نزحوا بعيدا عن سيطرتها حيث استقر بعضهم في قرية الطايف التابعة للمديرية في منازل بنوها من القش والزنك.

كان عايش حموده من النازحين المحظوظين الذين حصلوا على بعض الأثاث من المنظمات التي لم تقم بواجبها على اكمل وجه تجاه النازحين وتركتهم معرضين لخطر الموت بالامراض او بالحرائق جراء عدم توفير وسائل السلامة.

ففي ليلة الجمعة 19 مارس آوى حمدوه إلى فراشه في جو مليء بالبعوض وليس لديه ناموسيات لحماية أطفاله الخمسة وزوجته الحامل في شهرها الأخير من لسعات الباعوض المنتشر في المنطقة بكثافة لعدم وجود الرش الضبابي في موسم الملاريا التي تنشط مع خروج فصل الشتاء وتراوح درجة الحرارة بين 20 و 30 مئوية.

في مثل هذا الوضع يستخدم المواطنون الكراتين أو دخان البعوض حتى يستطيع المرء أن يهنأ بالنوم الذي هرب من عيون النائمين بعدما جأءت كارثة الحوثي إلى البلاد و أشعل عايش دخان الباعوض بالقرب من فرش النوم ونام الجميع وعند منتصف الليل كانت الكارثة الرهيبة.

شبت النار والكل في سبات عميق إلى ان بدأت النيران تشتعل في أجساد الأطفال الغضة قامت الزوجة فزعة صاحت بأعلى صوتها منادية زوجها عايش الأولاد يحترقون قام فزعا وبدأ بانقاذ طفل بعمر سنة والنار تلتهم كل ما حولها والزوجة الحامل في شهرها الاخير محاصرة بالنار والرياح تزيد في اشتعالها بالكاد خرج عايش بالطفل من السنة النار ولما عاد لانقاذ البقية كان الوقت متأخرا جدا لانقاذ بقية الأفراد والام الحامل التي احترقت بالكامل مع الجنين الذي لم ير النور داخل احشائها وحلت الكارثة بعايش وباسرته التي استشهد جميع افرادها ونجا هو وطفل صغير في العام الاول…

لقد استيقظ اهالي الحي على فاجعة كبيرة حلت على عايش واسرته ومنزله المتواضع الذي فقده مع أغلى شئ في حياته وهم أفراد اسرته الذين غيبهم الموت الى الابد وأمسى عايش مهجرا منكوبا من بلاده التي لم تحرر حتى اللحظة رغم المطالبات.

ما حدث لاسرة عايش حمدوه يعد احد ابرز المآسي الكثيرة التي تحدث في المناطق المحررة في الحديدة جراء إهمال المنظمات العاملة عن متابعة أحوال النازحين ومكابدتهم لحياة النزوح وغياب شبه تام للسلطة المحلية على المستوى المحلي والمركزي عن توفير البيئة المناسبة للعيش الكريم في أجواء قاسية ومساعدات إنسانية شحيحة لم توفرها الجهات المختصة في الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين.

دعوات عدة اطلقها الاهالي إلى الجهات المسؤولة في الحكومة الشرعية بأداء واجبها والخروج من الفنادق والغرف المكيفة الى الميدان المؤلم الذي يعاني فيه النازحون في الساحل الغربي من الامرين بسبب اتفاق السويد المشؤوم الذي سبب المآسي المتواصلة لأبناء تهامة، مشددة في الوقت نفسه على اهمية التخلي عنه وإعلان النفير العام لتحرير ما تبقى من الحديدة واليمن عامة من المليشيات الحوثية الاجرامية.
 

تم طباعة هذه الخبر من موقع المشهد الخليجي https://almashhadalkhaleeji.com - رابط الخبر: https://almashhadalkhaleeji.com/news27296.html