بالرغم من أن تعدد الزوجات معروف في الكثير من المجتمعات العربية وغيرها، فإنه يبقى موضوع نقاش حاد بين من يرى أن سلبياته أكثر من إيجابياته والعكس، ولكن على الصعيد الطبي البحت، هل تعدد الزوجات مفيد للصحة أم مضر بها؟
وهنا سنستعرض أبرز المعطيات البحثية حول آثار تعدد الزوجات على الصعيد الصحي،
أظهرت دراسة أجريت في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز أبحاث في جدة بالسعودية في أبريل/نيسان الماضي، أن الرجال الذين عددوا الزوجات كانوا أكثر عرضة لمشاكل القلب بمعدل اربع اضعاف.
وشملت هذه الدراسة 687 رجلا في السعودية والإمارات العربية، وقدمت في اجتماع جمعية القلب الآسيوي الباسيفيكي في أبو ظبي.
ومن التفسيرات المذكورة هنا أن تعدد الزوجات يفرض على الرجل متطلبات إضافية، سواء كان على الصعيد النفسي من حيث العدل في التعامل وأسلوب التعايش، أو على الصعيد المادي من حيث توفير التغطية المالية للزوجات وأولادهن، أو على الصعيد البدني.
من جهة أخرى يرى البعض أن تعدد الزوجات يعطي فرصة أكبر لتحسين النسل، فالرجال الذين يتميزون بأفضل الصفات البدنية والذين تؤهلهم القدرة الجسمية والاجتماعية على إعالة أكثر من زوجة يمررون جيناتهم لعدد أكبر من الأبناء عبر الزيجات المتعددة، مما يؤدي إلى تحسين صفات الجيل القادم من المجتمع. أما الرجال الأضعف فيجري تمرير جيناتهم بشكل أقل عبر الأبناء من زيجة واحدة.
أما على صعيد المرأة، فوفقا لدراسة أجريت من قبل عالم الأحياء مايكل ويد في جامعة إنديانا بلومنغتون، فإنه كلما كان عدد زوجات الرجل أكثر، قل عدد الأطفال الذين تنجبهم كل زوجة، لأنهم سيتوزعون على الزوجات (يعني بدلا من أن تنجب زوجة واحدة أربعة أطفال، تنجب زوجتان طفلين لكل منهما).
صحة نفسيا
ان هناك عدة دراسات تشير إلى أن التعدد يؤثر سلبيا على الحالة النفسية للمرأة، ويشمل تراجعها وتراجع تقييم الذات، وهو أمر قد يكون تفسيره نتيجة المشاعر السلبية تجاه الزوجة الأخرى، والشعور بالحاجة الدائمة إلى التنافس وإثبات الأفضلية للرجل مقارنة مع الزوجة الأخرى.
في الخلاصة فإن موضوع تعدد الزوجات على الصعيد الصحي هو على الأرجح يشبه الكثير من السلوكيات التي تعتمد على طريقة التطبيق، مثل استعمال السيارة أو تناول الطعام، حيث يحدد سلوك الشخص احتمالية تعرضه للحوادث المرورية أو البدانة مثلا، ولذلك فإنه من الصعب إصدار حكم عام، ويجب دراسة كل حالة بشكل منفصل.