وصل وفد من المكتب السلطاني في سلطنة عُمان، اليوم السبت، إلى العاصمة اليمنية صنعاء الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي الانقلابية.
وقال الناطق باسم الحوثيين، محمد عبدالسلام إن وفد "المكتب السلطاني وصل للتباحث حول الوضع في اليمن على أساس مبدأ حسن الجوار والمصالح المشتركة".
وأضاف عبدالسلام: "استكمالا للجهود التي بذلناها بسلطنة عمان نحن اليوم في صنعاء لمناقشة كل ما له مصلحة على المستوى المحلي والمنطقة عموما".
وقال مصدر مطلع لـ"المشهد الخليجي" إن وفد المكتب السلطاني العماني الأرفع الذي يصل إلى صنعاء سيلتقي زعيم ميليشيا الحوثي الانقلابية، عبدالملك الحوثي، للتباحث حول جهود وقف إطلاق النار.
وتتزامن زيارة الوفد العماني الرفيع إلى صنعاء مع وصول وزير الخارجية والمغتربين في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، د. أحمد عوض بن مبارك، إلى سلطنة عمان في زيارة رسمية تستغرق ثلاثة أيام
وأمس الجمعة، قالت وزارة الخارجية الأميركية اليوم إن جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران تتقاعس عن السعي للتوصل لوقف لإطلاق النار واتخاذ خطوات نحو تسوية الصراع.
وذكرت الوزارة بعد عودة المبعوث الأميركي الخاص تيم ليندركينج من المنطقة "في حين تثير أطراف عديدة مشاكل داخل اليمن، يتحمل الحوثيون مسؤولية كبرى عن رفض المشاركة الدؤوب في وقف إطلاق النار واتخاذ خطوات لحل النزاع المستمر منذ ما يقرب من سبع سنوات والذي تسبب في معاناة تفوق الوصف للشعب اليمني".
ويعد المكتب السلطاني، جهاز حكومي عماني له صفة الوزارة وأرفعها وأكثرها قوة وله التأثير الأكبر في قضايا الأمن القومي والاستخبارات، ويعد الوزير المسؤول عن المكتب المستشار الفعلي للأمن القومي للسلطان، وفق موسوعة "ويكيبيديا".
ويعمل المكتب السلطاني أيضًا بوصفهِ مركز اتصال خارجي في جميع المسائل الأمنية والاستخبارية الدولية.
والوزير الذي يشغل منصب رئاسة المكتب السلطاني يحمل صفة "وزير مكتب القصر ورئيس مكتب القائد الأعلى للقوات المسلحة".
ويشغل وزير المكتب السلطاني حاليًا منصب رئيس مجلس الدفاع نيابة عن السلطان، وهذا المجلس هيئة برلمانية إضافية مكلفة بتنسيق أعمال القوات المسلحة والأمنية المختلفة في البلاد.
ويشغل منصب وزير المكتب السلطاني حاليا، اللواء سلطان بن محمد النعماني (عُيّن في 2011)؛ وسبق أن كان الأمين العام لشؤون البلاط السلطاني، ثم خلفه في المنصب الأخير نصر بن حمد الكندي.
وتأسس المكتب في بداية سبعينيات القرن العشرين، وعرف رسميًا في 1 مارس 1976 باسم "مكتب القصر" وفق القرار السلطاني رقم 1/76، ثم صدر مرسوم سلطاني بتعديل اسم المكتب ليصبح "وزارة شؤون مكتب القصر" في 10 أكتوبر 1989، وقبيل إقرار النظام الأساسي للدولة بنحو أسبوعين، عُدّل مسمى "وزارة شؤون مكتب القصر" إلى "وزارة مكتب القصر" في 15 أكتوبر 1996، ثم رسى على اسمه هذا بمرسوم سلطاني صدر في 1 نوفمبر 2000، نص على اعتماد "المكتب السلطاني" اسمًا لوزارة مكتب القصر.
وتحتضن سلطنة عمان سلسلة مشاورات بين الحوثيين ووفود دبلوماسية أوروبية وأميركية لبحث جهود وقف اطلاق النار في اليمن.
وتستضيف سلطنة عمان - التي رفضت المشاركة ضمن التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن - وفد الحوثيين الذي يعتبر بمثابة "بعثة دبلوماسية" للميليشيا منذ العام 2018.