ثمنت حركة حماس، مساء يوم الثلاثاء، دور الشعب اليمني ووقوفه إلى جانب الشعب الفلسطيني في كل محطات جهاده ونضاله.
وقالت حماس، في بيانها: "إننا في حركة المقاومة الإسلامية - حماس إذ نثمن عاليا ونشكر وقوف الشعب اليمني إلى جانب شعبنا الفلسطيني في كل محطات جهاده ونضاله، وكان آخرها وقوفه الأخوي الصادق معنا في معركة سيف القدس بكل أطيافه ومكوناته وأماكن تواجده شمالا وجنوبا، شرقا وغربا، وداخل اليمن وخارجه".
وأكدت حماس، في بيانها، وقوفها مع كل أبناء الشعب اليمني الشقيق.
كما وتمنت حركة حماس، لليمن ولشعبه كل خير ووحدة ووئام، والخروج من هذا الصراع، إلى الوحدة والأمان والازدهار لما فيه مصلحة كل اليمن.
وشدد حماس، على أن أي تصريح أو موقف أو تصرف يفهم منه أنه انحياز لأي طرف أو تدخل من الحركة في الصراع المؤسف في اليمن وغيره هو موقف شخصي لا يعبر عن الحركة وقيادتها بأي حال من الأحوال.
وأضافت حماس: "إن تصريحات الأخ القائم بالأعمال حول النصر والتحرير لا يقصد منها إلا تحرير القدس وفلسطين".
وتابعت: "إن وحدة شعوب الأمة العربية والإسلامية، ووقوفها صفا واحدا مع شعبنا ومقاومته، والتي تجلت في معركة سيف القدس، تتطلب العمل على تعزيز هذه الوحدة لحماية المصالح العليا للأمة وقضية فلسطين".
وكان قد أثار اللقاء الذي جمع قياديًا حوثيًا بممثل حركة حماس الفلسطينية في صنعاء معاذ أبو شمالة، استياء شريحة واسعة من اليمنيين الذين اعتبروا أن الحوثي، انتهز اللقاء لصرف الانتباه عن جريمته الأخيرة في مأرب.
ونشر الإعلام الرسمي الناطق باسم مسلحين الحوثي في اليمن، خبرا عن لقاء جمع بين عضو ما يسمى بالمجلس السياسي الأعلى للحوثيين محمد علي الحوثي، بمعاذ أبو شمالة، يوم الأحد الماضي.
وقالت وكالة الأنباء "سبأ"، في نسختها الصادرة عن الحوثي، أنه في ختام اللقاء، تسلم محمد الحوثي "درع حركة حماس، لدوره في دعم القضية الفلسطينية".
وأثار اللقاء والتكريم حفيظة واستياء عدد من اليمنيين، لا سيما أن اللقاء جاء عقب يوم واحد فقط من استهداف الحوثيين محطة وقود في مدينة مأرب، عبر صاروخ بالستي أدى إلى احتراق الطفلة ليان هي ووالدها، بالإضافة إلى سقوط ما لا يقل عن 20 شخصا بين قتيل وجريح، بينهم نساء وأطفال.
وذكر المحلل السياسي والكاتب الصحفي محمد جميح، أن "في الوقت الذي قوبلت فيه جريمة الحوثي، بحرق أطفالنا بصاروخ بالستي على مأرب، بإدانات واسعة، تُكرم حركة حماس مجرم الحرب".
وتساءل جميح، في تغريدة له على حسابه في تويتر: "هل يختلف أطفال غزة عن أطفال مأرب؟!، هل يصح التمييز بين الضحايا بسبب نوعية الصاروخ؟!".
واعتبر أن "الحوثي أراد بنشر صور اللقاء، تشتيت التركيز على جريمته، وحماس أعطته الفرصة".
من جانبه، ذكر الباحث السياسي نبيل البكيري: "مثلما تعتبر حركة حماس العصابات الإسرائيلية الاحتلال، نحن كذلك نعتبر مسلحين الحوثي مسحلين احتلال، ومثلما تخاصمون من يتقرب من إسرائيل، نحن كذلك كيمنيين نخاصم كل من يتعامل مع الحوثي الطائفية، التي دمرت دولتنا وبلادنا".
وأردف البكيري: "ما الذي قدمته وستقدمه جماعة الحوثي الانقلابية، للمقاومة الفلسطينية وحركة حماس، التي كانت أكثر تدليلًا لدى اليمنيين من أنفسهم".
ولفت البكيري إلى أن "الحوثية جماعة عنصرية، صادرت حتى رواتب اليمنيين، ونهبت كل شيء"، متسائلًا: "ماذا يتوقع انتهازيو حماس من جماعة كهذه، تراهم مجرد جماعة إخوانجية سنية".
من ناحيته، رأى الصحفي رشاد الشرعبي، أن "حركة حماس الفلسطينية تصر على أن تضع نفسها في صف أعداء الشعب اليمني، من أجل شلة لصوص وجماعة عنصرية تسميهم أنصار الله الحوثي"، على حد تعبيره.
وتابع الشرعبي: "لم نتجاوز بعد شكر بعض قياداتها لإيران، الداعمة لجماعة دمرت اليمن وقتلت اليمنيين، فذهب ممثلها المزعوم بصنعاء، لتكريم القتلة عقب مجزرة مأرب، بصاروخ حوثي إيراني".
وتساءل وكيل وزارة العدل في الحكومة اليمنية فيصل المجيدي قائلًا: "هل هناك جناح إيراني داخل حركة حماس يقودها إلى الهلاك؟".
وكتب الصحفي والناشط الحقوقي همدان العلي: "انتظرنا من حركة حماس إصدار بيان يستنكر جريمة إحراق الأطفال في مأرب على يد عصابة الحوثي، فذهب ممثل الحركة لتكريم أحد زعماء العصابة التي ارتكبت الجريمة البشعة".
وأكد أبو شمالة، في تصريحات نقلتها عقب اللقاء وسائل إعلام تابعة للحوثيين، إنه "تم تقديم درع حركة حماس لمحمد علي الحوثي تقديرًا لجهوده في دعم القضية الفلسطينية والمقاومة".