صُدم اليمنيون اليوم الإثنين بإعلان وفاة مفتي الديار اليمنية العلامة القاضي محمد بن إسماعيل العمراني، الذي وافاه الأجل فجر اليوم، في العاصمة صنعاء بعد أن ألم به المرض وكبر السن.

وخرج جمعٌ غفير من سكان العاصمة صنعاء ظهرًا في تشييع جنازة العمراني وسط أجواء مليئة بالحزن والأسى لرحيل العلامة الذي عُرف عنه نهج الوسطية والاعتدال والتسامح في فتاواه وخطبه ومؤلفاته الدينية.

وقال مجلس القضاء الأعلى في بيان نعى، إن العمراني اتسم بمكانته الفقهية والعلمية الكبيرة على المستويين المحلي والعربي، وأسهم في خدمة تمتين قيم ومبادئ الدين الإسلامي الحنيف.

وأضاف البيان "أن الفقيد العمراني عُرف عنه بالاعتدال والوسطية فكان خير مدرساً وعالماً ومفتياً وناشراً للمحبة والسلام والأخوة والتسامح"، وأن برحيله خسر اليمن أحد أبرز علمائه المحققين بالعلوم الإسلامية.

من جهتها نعت وزارة الأوقاف اليمنية القاضي محمد بن إسماعيل العمراني مفتي الجمهورية، وقالت الوزارة في بيان إن المفتي الراحل ولد في صنعاء القديمة من بيت علم وقضاء، وكان في حياته العلمية يميل إلى الاجتهاد، وإنه لم يتعصب لمذهب معين في حياته.

وأضاف البيان “ذاع صيت الفقيد، وانتشر علمه، واتسع تدريسه، حتى صار معروفًا بين أقطار المسلمين وفي أصقاع الأرض”.

ووصف البيان القاضي العمراني بأنه “أحد الأئمة الأعلام والفقهاء الكبار، بل كبير علماء اليمن بلا منازع، ومرجعهم عند التنازع”.

كما نعى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين القاضي الراحل، واصفًا إياه بالقاضي العلّامة وأحد أبرز علماء اليمن المعاصرين ومرجعيتهم فيما يتعلق بالعلوم الشرعية والفقهية.

وعُرف عن العلامة محمد العمراني رفضه المستمر لعروض المليشيا الحوثية للالتحاق بها واتخاذ موقف مؤازر لها، الأمر الذي جلب العداء له من قبل الحوثيين الذين وصل الأمر بهم إلى محاولة إحراق المكتبة الدينية للعمراني في 2016م.

رئاسة الجمهورية اليمنية بدوها نعت إلى كافة أبناء الشعب اليمني في الداخل والخارج، مفتي الجمهورية اليمنية القاضي العلامة محمد بن اسماعيل العمراني الذي مشيداً بمناقب الفقيد القاضي التي جسدها خلال مشوار حياته من خلال تقلده عدداً من المناصب في السلك القضائي بينها منصب مفتي الجمهورية اليمنية.

وأشارت الرئاسة في بيان نشرته وكالة الانباء اليمنية (سبأ) إلى أن الفقيد كان يعد من أشهر علماء اليمن المعاصرين في العلوم الشرعية والفقهية والدينية وتميزه بالوسطية والاعتدال في الفقه والفتوى.

وأكد أنه وبوفاة علماً من أعلام اليمن البارزين تكون اليمن خسرت واحداً من خيرة رجالها وعلمائها وركناً من أركان القضاء المشهود لهم بالنزاهة والعدل والوسطية والإعتدال.

وعبرت رئاسة الجمهورية، عن خالص التعازي وصادق المواساة الى الشعب اليمني والى كافة أفراد أسرة الفقيد العمراني بهذا المصاب الاليم.

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، نعى الآلاف من المغردين القاضي محمد بن إسماعيل العمراني، مستذكرين مآثره وإسهاماته العلمية وجهوده في مجال الإفتاء. كما تداولوا مقاطع فيديو سابقة له يحكي فيها عن سيرة حياته ويوجه نصائح لليمنيين والمسلمين.

ويرى محبوه أن العالم الإسلامي خسر بوفاته محققا علميا وفقيها مجتهدا، وفقد اليمن أشهر علمائه ممن ذاع صيتهم وانتشر علمهم في أرجاء العالم.